من أنا

صورتي
صلالة, محافظة ظفار, Oman
قال تعالى"وجعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" صدق الله العظيم.سورة البقرة 143

الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

تقييم مسيرة التعليم

منشور في جريدة الروية أمس الثلاثاء
في خطابه الأخير في مجلس عمان يوم الإثنين 31 أكتوبر 2011 م. أشار جلالة السلطان إلى ضرورة مراجعة مسيرة التعليم قائلا "ولما كان التعليم هو الركيزة الأساسية للتقدم والتطور ولإيجاد جيل يتحلى بالوعي والمسؤولية ويتمتع بالخبرة والمهارة ويتطلع الى مستوى معرفي أرقى وأرفع فأنه لابد من إجراء تقييم شامل للمسيرة التعليمية من أجل تحقيق تلك التطلعات والاستفادة من فرص العمل المتاحة في القطاعين العام والخاص " .
وليس الإهتمام بالتعليم بالشيئ الجديد في السلطنة ، بل إنه نهج واضح منذ بداية النهضة المباركة ولازالت مقولة صاحب الجلالة الشهيرة " المهم هو التعليم ولو تحت ظل شجرة " راسخة في ذهن كل عماني ، حيث تشكل هذه العبارة الركيزة الأساسية للعملية التعليمية في السلطنة وهي الإصرار على التعليم مهما كانت الظروف و التحديات .
ومن خلال هذا السياسة التي وضعت التعليم في سلم الأولويات فقد إجتازت الدولة مسألة التعليم في العراء وتحت ظلال الشجر في سنوات قليلة جدا وأنشئت المدارس وتضاعفت أعداد الطلبة عشرات ، بل مئات المرات في كافة ربوع السلطنة وقد بلغ عدد المدارس بحسب كتاب عمان 2010/2011 (1044 ) مدرسة وبلغ عدد الطلبة ( 543300 ) فيما وصل أعداد المعلمين والمعلمات إلى (44890) .
ونال التعليم الجامعي حظه من الاهتمام بإنشاء جامعة السلطان قابوس كأول صرح للتعليم العالي في السلطنة ثم تلاها إنشاء كليات التربية والكليات التقنية والجامعات الخاصة والمعاهد المهنية التخصصية وغيرها بالتدرج وفق معطيات الواقع وحاجة المجتمع .
وبمراجعة بسيطة للوضع التعليمي خلال نجد أن تسعينيات القرن الماضي قد شكلت التحدي الأكبر للحكومة في قضية التعليم ، حيث إزدادت أعداد مخرجات الثانوية العامة وبنسب متفوقة جدا فيما قلت مقاعد الكليات والجامعات والبعثات الداخلية والخارجية . وقد أدى هذا الشح في فرص التعليم الجامعي إلى زيادة نسبة حملة الشهادات الثانوية فبرزت ظاهرة البحث عن عمل على السطح وظهرت بالتالي فكرة التعمين التي بالغ فيها البعض وحملها ما لا تحتمل وذلك بطرحها كحلا بديلا لمن لم تحالفه فرصة الالتحاق بالجامعة وهم الغالبية وتوظيفهم في الوظائف الدنيا بالشركات فكانت النتيجة وجود شريحة كبيرة من فئة الشباب الغير مؤهلين والغير منتجين بشكل مهني .
وكتوجه يتماشى مع النمو المعرفي العالمي إنتهجت الجامعات والكليات التدريس باللغة الانجليزية وهو ما خلق فجوة كبيرة وصعوبة بالغة في إلاستيعاب لكثير من الطلبة وذلك بسبب قلة الاهتمام بهذه اللغة في كل مراحل المدرسة السابقة .
ثم أتى التعليم الأساسي الذي سبب جدلا كبيرا حيث زادت فيه ساعات الدراسة إلي 8 ساعات دون فائدة تذكر فبدلا من أن يأتي الطالب وقد أنجز كل متطلبات الدراسة في الصف كما هو مفترض من تطبيق هذا النظام يأتي مثقلا بحقيبته ومهموما بطلبات المدرسة الشكلية وشبه فارغ من التحصيل العلمي .
و نتيجة لقلة الإهتمام باللغة العربية ينهي الطالب الدبلوم العام وهو لا يكاد يجيد القراءة والكتابة ناهيك عن تحويل التربية الإسلامية التي هي عقيدة المجتمع العماني الى مادة غير أساسية في الصفين الحادي والثاني عشر تسمى ثقافة إسلامية بالإضافة الى ضعف الاهتمام باللغة الانجليزية و الرياضيات وقد أدى هذا الى ولادة فكرة صعوبات التعلم التي باتت تضم غالبية الطلبة في معظم المدارس !.
المتفوقين بحسب - ما علمت - في التعليم الأساسي قلة قليلة من 2-3 في الصف والبقية الباقية في مستوى متدن جدا فيما لا وجود للطالب المتوسط الذي يمكنه اللحاق بالركب اذا تهأيت له الظروف وبما أنه لا يتم العمل بقانون السقوط فإن كثيرا من الطلبة ينجحون وينهون الثانوية وهم أنصاف متعلمين إن لم يكن أقل ! .
وقضية أخرى هي قضية التقفيز لطلبة الابتدائية الذين فاق سنهم الالتحاق بالصف الأول لأسباب معينة حيث يتم ترفيعم الى الصف الثاني مباشرة او الثالث اذا كان سنه يسمح في حين أنه لم يخط حرفا واحدا منذ أن ولدته أمه ولا أدري وفق أية نظرية يتم تطبيق هذا النموذج التعليمي .
أما الغيابات فحدث ولا حرج سواء كانت من جانب الطلبة أم من جانب معلميهم وكل يشكي ظروفه ويحمل من هو أعلى منه المسؤولية في فشله فالطالب يحمل المدرس إخفاقاته وهذا يحمل المدير ضعف أدائه وهكذا الى أن تصل الوزير فالوزارة ومن ثم نظام التعليم في البلد . فهل النظام التكاملي الذي طرح مؤخرا سيعمل على حل شيئا من هذه ( المشاكل ؟!!!).
كل هذا القصور في التأسيس للمرحلة الجامعية سيؤثر عليها بلا شك ، فالطالب المتفوق والملم سيتمكن من إختيار التخصص المناسب وسيبدع فيه ولكن السؤال المطروح هو كم طالبا متفوقا ومهيأ لهذه المهمة .؟! وبطبيعة الحال ستكون الإجابة أن الطلبة المتفوقين قليلون جدا بالنسبة للاخرين وهم الأكثرية ، فما مصير هؤلاء ؟ إما الإكتفاء بالثانوية مع كم قليل من المعرفة وإما الصراع لإنهاء المرحلة الجامعية بشق النفس وصعوبة بالغة وقليل من الإبداع على طريقة " تدفيش كما يقال " للحصول على "الشهادة؛ الكرتون " ثم الركون عليها في أية وظيفة تجود بها الدولة .
من هنا جاء في الخطاب السامي أهمية وضرورة المراجعة والتقييم للمسيرة التعليمية والوقوف عليها من مختلف الجوانب التربوية والعلمية والثقافية والفنية وكل ما من شأنه تعزيز قدرات وإمكانات الطلبة وتهيئة التخصصات المناسبة ذات الإرتباط الوثيق بالواقع الذي نعيشه على كافة المستويات الإجتماعية والإقتصادية وغيرها.
لقد بارك التربويون ماجاء في كلمة السلطان و ثمنوا حرص جلالته واهتمامه بالتعليم وعبروا عن شكرهم في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المختلفه ولكننا لسنا بحاجة الى عبارات شكر وامتنان بقدر مانحن بحاجة إلى قرارت عاجلة في الإهتمام بالتربية الإسلامية واللغة العربية ووضعمها على رأس واولويات وزارة التربية والبحث عن المشاكل الحقيقة التي يعاني منها المعلم في المدراس وإيجاد الحلول العمليه والمنطقية لها ثم إلى إعادة النظر والمراجعة الواقعية والصريحة للتعليم الجامعي على النحو التالي :
أولا : اللغة الإنجليزية ، إذا قررنا الإستمرار على هذا النمط الذي يرى البعض بضرورته تواكبا مع العصر علينا إتخاذ القرارت اللازمة بزيادة تكثيف مواد وساعات تدريس اللغة الانجليزية في كافة المراحل التعليمية بحيث يأتي الطالب إلى الجامعة وقد تحصل على قدر عال من هذه اللغة تمكنه من دراسة تخصصه الجامعي بأريحية تامة وبتعمق يناسب هذه المرحلة ولانجعلها كعائق أو كصد أولي يقضي فيه الطالب سنه أو سنتين قبل أن يلتحق بالدراسه الفعليه . وإلا فعلينا الإكتفاء باللغة العربية وفتح المجال لها في جامعاتنا وكلياتنا وبالتالي كسر جدار إختبار اللغة الإنجليزية " التوفل والأيلتس " الذي حال دون تحقيق الالاف طموحاتهم وهم معذورون لأنهم غير مهييئن لهكذا إختبار طيلة حياتهم الدراسية إنما يطلب منهم فجأة دون أية مقدمات .
ثانيا: علينا الاستمرار في زيادة المقاعد الجامعية داخليا وخارجيا في كافة التخصصات وفتح الفرص لمن لديه الرغبة الحقيقة في مواصلة مشواره التعليمية لأن الاستثمار في التعليم يعتبر من أهم وأفضل أنواع الاستثمارات في عصرنا الحالي
ثالثا :لا بد من توسعة مدارك الطالب بشكل أعمق مما هو عليه الان في الجامعات والكليات الحكومية وأن يعتنى بالبحوث المنهجية والمشاريع العلمية الخاصغة للتجارب والقياس والتي من شأنها إنتاج علم حقيقي يساهم في تغيير الواقع الذي نعيشه وكفانا بالله عليكم من " بحوث القص واللصق " التي لاتساوي قيمة الورق المطبوعة عليه ، وأصنعوا من طلابنا باحثين ومفكرين ومخترعين حقيقيين وليس الأمر بالمستحيل.
رابعا؛ التعليم في الجامعات الخاصة والكليات التقنية بحاجة الى ضبط و جديه أكثر فيما تنتظر كليات العلوم التطبيقية الإستقرار في التخصصات التي تدرس بدلا من التخبط المستمر في " مط وتعديل وتصغير وتكبير وحذف وإضافة المساقات والبرامج كل بداية فصل" . خامسا : دراسة الطب . على الرغم من أننا قطعا شوطا كبيرا في التخصصات التقنية والتكنولوجية وسيتوج هذا الاهتمام بجامعة " العلوم والتكنولوجيا "التي أعلن عنها مؤخرا إلا كأننا تناسينا تخصص الطب هذا التخصص الذي يعاني من نقص عالمي ، فعلى الرغم من أننا نعاني في السلطنة من قلة الكادر الطبي لازلنا نتجاهل تفاقم هذه المشكله ولم نأتي حتى هذه اللحظة على البرامج المناسبة لجذب أكبر عدد من الطلبه لهذا التخصص ولكننا نصر على تطبيق أصعب الشروط على طلبة الطب رغم أن البروفيسور الذي يدرسهم والطبيب الذي يعالجنا قد لا يكون حقق تلك النسبة الخيالية التي حققها أبنائنا كي يلتحق بالطب إنما كانت لديه رغبة عارمة في دراسة الطب وهيئت له الظروف والبرامج المناسبه وتمت مراقبته وتشجيعه منذ أيام الدراسه فأصبح بالتالي طبيبا مرموقا يشار له بالبنان يحب مهنته ويتفانى في أداءها فيبدع ويكتشف ويطور من ذاته ويساهم في خدمة مجتمعه بعكس طبيبنا الذي يسارع لتقديم استقالته أو الانتقال الى العمل الاداري لكثرة ما عانا من صعوبات على مقاعد الدراسة وقلة تقدير وتحفيز على رأس مهنته .هذا والحديث يطول وهو ذو شجون ولكننا متفائلون جدا . متفائلون جدا ، فالقيادة أكدت على المزيد من الاهتمام وأعطت الضوء الأخضر وليس على المختصين إلا التحرك كل في مجاله شريطة أن يقترن هذا التحرك بالصدق والأمانة وحب الوطن

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

الإستثمار في رأس المال البشري

(1)

منشور في الرؤية اليوم
تابعنا جميعا صباح الإثنين 31 أكتوبر 2011 خطاب صاحب الجلالة في إفتتاح الدورة الخامسة لمجلس عمان في حصن الشموخ بولاية منح حيث يمكننا القول أن الخطاب كان حكيما ومتزنا ووافيا بكل ما تحمله هذه الكلمات من معنى ، وذلك لأنه إشتمل على كل القضايا الإستراتيجية التي تهم الوطن والمواطن والتي من شأنها المحافظة على دعم عجلة التنمية وإستمرار بناء دولة المؤسسات والقانون .
وفي هذا الإطار سنتحدث عن " الإستثمار في رأس المال البشري" الذي أشار إليه جلالته قائلا " إن الإنسان هو حجر الزاوية في كل بناء تنموي وهو قطب الرحى الذي تدور حوله كل أنواع التنمية وأن غايتها جميعا هي إسعاده وتوفير أسباب العيش الكريم له وضمان أمنه وسلامته وان الحكومة سعت جاهدة إلى توفر فرص التعليم والتدريب والتأهيل والتوظيف وان المرحلة القادمة ستشهد اهتماما اكبر ورعاية أوفر تهيئ مزيدا من الفرص للشباب من أجل تعزيز مكتسباته في العلم والمعرفة وتقوية ملكاته في الإبداع والإنتاج وزيادة مشاركته في مسيرة التنمية الشاملة ".

كما أشار جلالته إلى "عقد العزم على استكمال بنيان الدولة العصرية القائمة على أسس متينة تضمن لها استمرار تنمية الموارد الطبيعية والبشرية ونشر العلم والثقافة والمعرفة وتوفير الأمن والاستقرار وتوطيد قواعد العمل المؤسسي مما يؤدي بعون الله الى مزيد من النماء والرخاء والعيش الكريم لكل المواطنين " .
(2)
إن الحديث عن الإهتمام بالمورد البشري واضح وصريح في خطاب صاحب الجلالة ، وهو أمر لم يأتي هكذا من فراغ بل جاء ترجمة وفهما للواقع وإدراكا لأهمية هذه القضية المحورية التي باتت تقاس عليها نجاحات الأمم والشعوب المتقدمة حيث أخذت الإدارة الحديثة تؤكد على أن العنصر البشري هو المورد الأهم في بناء الدول وان الموارد المالية وغيرها تأتي ثانيا بعد الإنسان الذي طالما أشار إليه جلالته في كثير من خطاباته بأن " الإنسان هو اداة التنمية وغايتها".
(3)
ليس بخاف على أحد الاهتمام الذي أولته الحكومة مؤخرا للتعليم الجامعي من خلال السماح بإنشاء الجامعات الخاصة ودعمها ماليا وإداريا ، ثم منح كل جامعة على حده مبلغ 17 مليون ريال عماني من أموال السلطان الخاصة .
وما من شك أن تخصيص مبلغ مائة مليون ريال عماني لتنمية الموراد البشرية للخطة الخمسية الحالية والتي بدأ العمل بها من خلال الاعلانات الصادرة مؤخرا في الصحف للمنافسة على 150 بعثة ماجستير و50 للدكتوراة في مختلف التخصصات للدراسة في أفضل الجامعات الأوربية والأمريكية دليل على النظرة الثاقبة للحكومة في هذا الجانب . و تشكل الاستجابة الأخيرة بزيادة نسبة المقبولين في الجامعات عام 2011 إضافة جيدة إلى رصيد الحكومة في التنمية البشرية .

لقد أثبت رواد نظرية " الإستثمار في رأس المال البشري" نجاح نظريتهم وأن التركيز على الموارد المالية والمادية كالمصانع والمعدات والآلات دون الإنسان أمر يشوبه الكثير من القصور ولهذا فقد قلبوا المعادلة من خلال الدراسات والبحوث العلمية الأمر الذي أدى إلى حدوث تحولات كبرى في الفكر الإداري المعاصر .
ولعل من أشهر هولاء عالم الإقتصاد الأمريكي "شولتز"1902 -1998 م الذي ركز إهتمامه على عملية التعليم باعتبارها استثمار لازما لتنمية الموارد البشرية، وبأنها شكل من أشكال رأس المال. ومن ثم أطلق على التعليم اسم رأس المال البشري طالما أنه يصبح جزءا من الفرد الذي يتلقاه.
(4)
و بيكر الذي نشر كتابه "رأس المال البشري" سنة 1964، و قام بدراسة الأنشطة المؤثرة في الدخل المادي وغير المادي من خلال زيادة الموارد في رأس المال البشري، حيث بدأ الاهتمام بدراسة الأشكال المختلفة للاستثمار البشري، من تعليم، وهجرة ورعاية صحية مع تركيز محور أبحاثه بصفة خاصة على التدريب
(5)
مما سبق يمكننا القول أن الدولة قد أخذت على عاتقها الاستمرار في تنمية الموارد البشرية بكل طاقاتها وفتحت كافة السبل لمختلف المؤسسات للاستفادة من هذا التوجه ، من هنا فإنه يتوجب على الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة أن تتحمل مسؤولياتها في قضية تنمية الموارد .ودفع أبناءها في أفضل التخصصات وأن تتجاوز التعقيد والإعذار الواهية في الحد من طموحات الراغبين في تكملة دراساتهم وذلك لأن هذا الأمر يصب أولا وأخيرا في مصلحة الوطن.

كما يتوجب على الجامعات والكليات العلمية التركيز على التخصصات الدقيقة ذات العلاقة بالواقع العملي وأن تهتم بجودة التعليم ورفع كفاءة مخرجاتها بحيث تكون مؤهلة للانخراط في سوق العمل بكل ثقة وجدارة لتساهم في استكمال بناءالدولة العصرية التي وضع لبناتها سلطان البلاد.

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

سالم الكثيري: الطيران العماني

سالم الكثيري: الطيران العماني: منشور في الرؤية 31/10/2011 يفتخر الطيران العماني بأنه اول طيران في العالم يقدم خدمة الاتصالات المتنقلة والانترنت والتلفزيون .وقد قرأنا قبل ...

الطيران العماني

منشور في الرؤية 31/10/2011

يفتخر الطيران العماني بأنه اول طيران في العالم يقدم خدمة الاتصالات المتنقلة والانترنت والتلفزيون .وقد قرأنا قبل شهور قليلة أنه حصل على المركز الأول كطيران واعد للمستقبل وذلك في الجائزة السنوية التي يقدمها مطار كوالالمبور بماليزيا.
وللأمانه أن الطائرة التي حلقت بي أثناء الخريف الى مسقط كانت واسعة جدا وفاخرة كما أن الخدمات المقدمه على متنها من إتصال وانترنت وتلفاز تعتبر رائعة وذات مستوى عال من الجودة والرفاهية .
بطبيعة الحال اننا كعمانيين نفخر بهذه الإنجازات ونتمتى أن يستمر الطيران العماني في تحقيقها واحدا تلو الآخر إلا أن هذا الفخر وتلك الأمنيات لن تحجب سؤلنا الرئيسي كمستفيدين بالضرورة من هذا الأسطول ، وهو متى ستخفض أسعار التذاكر لخط مسقط صلالة إلى أسعار معقولة ؟؟؟
إن العرض الذي بدأ سريانه منذ بداية موسم الخريف بتخفيظ تذكرة خط صلالة مسقط من 64 إلى 51 كان مقررا له الإنتهاء بنهاية الموسم ، ثم تم تمديده إلى نهاية أكتوبر،ثم وبحسب المعلومات التي إستقيناها من موظفي الشركة فقد وردتهم مساء الثلاثاء الماضي تعليمات العمل بالعرض إلى إشعار آخر.
لقد إتضح للناقل الوطني أن هذا العرض حقق أرباحا جيده حيث أن عدد المسافرين والرحلات قد إزداد بدرجة ملحوظة ثم ان المطالبات بتخفيض التذكرة لخط داخلي كهذا بات ضرورة ملحة من قبل المواطنين وذلك لإرتفاع سعره إذا ما قورن بالأسعار الداخلية على مستوى العالم وكل هذه المؤشرات تكاد تصرح لنا بتثبيت السعر الى 51 ريال إلآ أننا كمجبرين على السفر على متن أسطول الناقل الوطني لازلنا في إنتظار القرار الرسمي بتخفيض قيمة التذكرة بشكل نهائي إلى 50 ريالا عمانيا فقط وأن يحذف عنا (الواحد) الذي ليس له محل من الإعراب و الذي لايزيد إلا من قلة الرضا الذي يبديه الكثيرون تجاه الطيران العماني

إنني أسأل هنا عن تلك الطائرة التي أقلتني في الخريف ذات مرة ؟ فقد إختفت عن ناظري في سفراتي اللاحقة الى مسقط ما بعد الموسم وتم الترحيب بي مع آخرين على متن أخرى ألفتها منذ خمسة عشرة عاما تقريبا والتي لا تتميز إلا بالضيق وقلة السعة .وبطبيعة الحال تم توجيهنا بإغلاق الهواتف النقالة وعدم إستخدام الإنترنت ولم نحظى بمتابعة القنوات الفضائية بك إكتفينا بالبرامج التسجيلية التي طالما سئمناها وهذا أمر يشكك في مصداقية الطيران العماني بانه يوفر كافة ميزات الإتصالات لركابه .
كما انني أتسائل لماذا يتم تغريم من يؤجل السفر لظروفه الخاصة مبلغ 13 ريال إضافيه إلا ان تكون له علاقة جيده مع احد المسؤولين . ولا يتم مراعاة المواطنيين في هذا الأمر وخاصة إذا قرر المسافر التأخير قبل موعد الإقلاع وفي وقت يمكن فيه إستبدال مسافر آخر دون حدوث أية عوائق .
وأختم القول بأن السفر ليس حكرا على موسم الخريف كي يرتفع السعر بعد أن يخف الرذاذ وينقشع الضباب وأن الكثير من البسطاء والمغلوب على أمرهم لا يطمعون في إستخدام الجيل الثالث في أنظمة الهواتف المتنقلة والإنترنت ومتابعة الجزيرة بين الأرض والسماء وذلك لأنهم لا يحسبون مع مندوبي الشركات أو مسؤولي الجهات الحكومية او الاندية الرياضية الذين كثيرا ما تكتظ بهم هذه الرحلات . إنما هم بحاجة ماسة إلى مراجعة طبيب أو توقيع ورقة وتخليص معاملة أو غيرها إذا كان من سكان محافظة ظفار أو إلى إختصار مسافة ألف كيلومتر ليخطف نظرة على صلالة ليوم أو يومين إذا كان من إحدى مناطق السلطنة الأخرى .
وهؤلاء لن يتمكنوا من تحقيق مقاصدهم إلا إذا وجدوا السعر المناسب لظروفهم المالية وتم إعتماد حجوزاتهم وتاكيدها وعدم المساس بها في فترات الأعياد والمواسم والإجازات التي يصبح فيها الظفر بمقعد على خط صلالة مسقط ضربا من الخيال . فرأفة بالبسطاء يرأف بكم من في السماء !!!