منشور في جريدة الروية أمس الثلاثاء
في خطابه الأخير في مجلس عمان يوم الإثنين 31 أكتوبر 2011 م. أشار جلالة السلطان إلى ضرورة مراجعة مسيرة التعليم قائلا "ولما كان التعليم هو الركيزة الأساسية للتقدم والتطور ولإيجاد جيل يتحلى بالوعي والمسؤولية ويتمتع بالخبرة والمهارة ويتطلع الى مستوى معرفي أرقى وأرفع فأنه لابد من إجراء تقييم شامل للمسيرة التعليمية من أجل تحقيق تلك التطلعات والاستفادة من فرص العمل المتاحة في القطاعين العام والخاص " .
وليس الإهتمام بالتعليم بالشيئ الجديد في السلطنة ، بل إنه نهج واضح منذ بداية النهضة المباركة ولازالت مقولة صاحب الجلالة الشهيرة " المهم هو التعليم ولو تحت ظل شجرة " راسخة في ذهن كل عماني ، حيث تشكل هذه العبارة الركيزة الأساسية للعملية التعليمية في السلطنة وهي الإصرار على التعليم مهما كانت الظروف و التحديات .
ومن خلال هذا السياسة التي وضعت التعليم في سلم الأولويات فقد إجتازت الدولة مسألة التعليم في العراء وتحت ظلال الشجر في سنوات قليلة جدا وأنشئت المدارس وتضاعفت أعداد الطلبة عشرات ، بل مئات المرات في كافة ربوع السلطنة وقد بلغ عدد المدارس بحسب كتاب عمان 2010/2011 (1044 ) مدرسة وبلغ عدد الطلبة ( 543300 ) فيما وصل أعداد المعلمين والمعلمات إلى (44890) .
ونال التعليم الجامعي حظه من الاهتمام بإنشاء جامعة السلطان قابوس كأول صرح للتعليم العالي في السلطنة ثم تلاها إنشاء كليات التربية والكليات التقنية والجامعات الخاصة والمعاهد المهنية التخصصية وغيرها بالتدرج وفق معطيات الواقع وحاجة المجتمع .
وبمراجعة بسيطة للوضع التعليمي خلال نجد أن تسعينيات القرن الماضي قد شكلت التحدي الأكبر للحكومة في قضية التعليم ، حيث إزدادت أعداد مخرجات الثانوية العامة وبنسب متفوقة جدا فيما قلت مقاعد الكليات والجامعات والبعثات الداخلية والخارجية . وقد أدى هذا الشح في فرص التعليم الجامعي إلى زيادة نسبة حملة الشهادات الثانوية فبرزت ظاهرة البحث عن عمل على السطح وظهرت بالتالي فكرة التعمين التي بالغ فيها البعض وحملها ما لا تحتمل وذلك بطرحها كحلا بديلا لمن لم تحالفه فرصة الالتحاق بالجامعة وهم الغالبية وتوظيفهم في الوظائف الدنيا بالشركات فكانت النتيجة وجود شريحة كبيرة من فئة الشباب الغير مؤهلين والغير منتجين بشكل مهني .
وكتوجه يتماشى مع النمو المعرفي العالمي إنتهجت الجامعات والكليات التدريس باللغة الانجليزية وهو ما خلق فجوة كبيرة وصعوبة بالغة في إلاستيعاب لكثير من الطلبة وذلك بسبب قلة الاهتمام بهذه اللغة في كل مراحل المدرسة السابقة .
ثم أتى التعليم الأساسي الذي سبب جدلا كبيرا حيث زادت فيه ساعات الدراسة إلي 8 ساعات دون فائدة تذكر فبدلا من أن يأتي الطالب وقد أنجز كل متطلبات الدراسة في الصف كما هو مفترض من تطبيق هذا النظام يأتي مثقلا بحقيبته ومهموما بطلبات المدرسة الشكلية وشبه فارغ من التحصيل العلمي .
و نتيجة لقلة الإهتمام باللغة العربية ينهي الطالب الدبلوم العام وهو لا يكاد يجيد القراءة والكتابة ناهيك عن تحويل التربية الإسلامية التي هي عقيدة المجتمع العماني الى مادة غير أساسية في الصفين الحادي والثاني عشر تسمى ثقافة إسلامية بالإضافة الى ضعف الاهتمام باللغة الانجليزية و الرياضيات وقد أدى هذا الى ولادة فكرة صعوبات التعلم التي باتت تضم غالبية الطلبة في معظم المدارس !.
المتفوقين بحسب - ما علمت - في التعليم الأساسي قلة قليلة من 2-3 في الصف والبقية الباقية في مستوى متدن جدا فيما لا وجود للطالب المتوسط الذي يمكنه اللحاق بالركب اذا تهأيت له الظروف وبما أنه لا يتم العمل بقانون السقوط فإن كثيرا من الطلبة ينجحون وينهون الثانوية وهم أنصاف متعلمين إن لم يكن أقل ! .
وقضية أخرى هي قضية التقفيز لطلبة الابتدائية الذين فاق سنهم الالتحاق بالصف الأول لأسباب معينة حيث يتم ترفيعم الى الصف الثاني مباشرة او الثالث اذا كان سنه يسمح في حين أنه لم يخط حرفا واحدا منذ أن ولدته أمه ولا أدري وفق أية نظرية يتم تطبيق هذا النموذج التعليمي .
أما الغيابات فحدث ولا حرج سواء كانت من جانب الطلبة أم من جانب معلميهم وكل يشكي ظروفه ويحمل من هو أعلى منه المسؤولية في فشله فالطالب يحمل المدرس إخفاقاته وهذا يحمل المدير ضعف أدائه وهكذا الى أن تصل الوزير فالوزارة ومن ثم نظام التعليم في البلد . فهل النظام التكاملي الذي طرح مؤخرا سيعمل على حل شيئا من هذه ( المشاكل ؟!!!).
كل هذا القصور في التأسيس للمرحلة الجامعية سيؤثر عليها بلا شك ، فالطالب المتفوق والملم سيتمكن من إختيار التخصص المناسب وسيبدع فيه ولكن السؤال المطروح هو كم طالبا متفوقا ومهيأ لهذه المهمة .؟! وبطبيعة الحال ستكون الإجابة أن الطلبة المتفوقين قليلون جدا بالنسبة للاخرين وهم الأكثرية ، فما مصير هؤلاء ؟ إما الإكتفاء بالثانوية مع كم قليل من المعرفة وإما الصراع لإنهاء المرحلة الجامعية بشق النفس وصعوبة بالغة وقليل من الإبداع على طريقة " تدفيش كما يقال " للحصول على "الشهادة؛ الكرتون " ثم الركون عليها في أية وظيفة تجود بها الدولة .
من هنا جاء في الخطاب السامي أهمية وضرورة المراجعة والتقييم للمسيرة التعليمية والوقوف عليها من مختلف الجوانب التربوية والعلمية والثقافية والفنية وكل ما من شأنه تعزيز قدرات وإمكانات الطلبة وتهيئة التخصصات المناسبة ذات الإرتباط الوثيق بالواقع الذي نعيشه على كافة المستويات الإجتماعية والإقتصادية وغيرها.
لقد بارك التربويون ماجاء في كلمة السلطان و ثمنوا حرص جلالته واهتمامه بالتعليم وعبروا عن شكرهم في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المختلفه ولكننا لسنا بحاجة الى عبارات شكر وامتنان بقدر مانحن بحاجة إلى قرارت عاجلة في الإهتمام بالتربية الإسلامية واللغة العربية ووضعمها على رأس واولويات وزارة التربية والبحث عن المشاكل الحقيقة التي يعاني منها المعلم في المدراس وإيجاد الحلول العمليه والمنطقية لها ثم إلى إعادة النظر والمراجعة الواقعية والصريحة للتعليم الجامعي على النحو التالي :
أولا : اللغة الإنجليزية ، إذا قررنا الإستمرار على هذا النمط الذي يرى البعض بضرورته تواكبا مع العصر علينا إتخاذ القرارت اللازمة بزيادة تكثيف مواد وساعات تدريس اللغة الانجليزية في كافة المراحل التعليمية بحيث يأتي الطالب إلى الجامعة وقد تحصل على قدر عال من هذه اللغة تمكنه من دراسة تخصصه الجامعي بأريحية تامة وبتعمق يناسب هذه المرحلة ولانجعلها كعائق أو كصد أولي يقضي فيه الطالب سنه أو سنتين قبل أن يلتحق بالدراسه الفعليه . وإلا فعلينا الإكتفاء باللغة العربية وفتح المجال لها في جامعاتنا وكلياتنا وبالتالي كسر جدار إختبار اللغة الإنجليزية " التوفل والأيلتس " الذي حال دون تحقيق الالاف طموحاتهم وهم معذورون لأنهم غير مهييئن لهكذا إختبار طيلة حياتهم الدراسية إنما يطلب منهم فجأة دون أية مقدمات .
ثانيا: علينا الاستمرار في زيادة المقاعد الجامعية داخليا وخارجيا في كافة التخصصات وفتح الفرص لمن لديه الرغبة الحقيقة في مواصلة مشواره التعليمية لأن الاستثمار في التعليم يعتبر من أهم وأفضل أنواع الاستثمارات في عصرنا الحالي
ثالثا :لا بد من توسعة مدارك الطالب بشكل أعمق مما هو عليه الان في الجامعات والكليات الحكومية وأن يعتنى بالبحوث المنهجية والمشاريع العلمية الخاصغة للتجارب والقياس والتي من شأنها إنتاج علم حقيقي يساهم في تغيير الواقع الذي نعيشه وكفانا بالله عليكم من " بحوث القص واللصق " التي لاتساوي قيمة الورق المطبوعة عليه ، وأصنعوا من طلابنا باحثين ومفكرين ومخترعين حقيقيين وليس الأمر بالمستحيل.
رابعا؛ التعليم في الجامعات الخاصة والكليات التقنية بحاجة الى ضبط و جديه أكثر فيما تنتظر كليات العلوم التطبيقية الإستقرار في التخصصات التي تدرس بدلا من التخبط المستمر في " مط وتعديل وتصغير وتكبير وحذف وإضافة المساقات والبرامج كل بداية فصل" . خامسا : دراسة الطب . على الرغم من أننا قطعا شوطا كبيرا في التخصصات التقنية والتكنولوجية وسيتوج هذا الاهتمام بجامعة " العلوم والتكنولوجيا "التي أعلن عنها مؤخرا إلا كأننا تناسينا تخصص الطب هذا التخصص الذي يعاني من نقص عالمي ، فعلى الرغم من أننا نعاني في السلطنة من قلة الكادر الطبي لازلنا نتجاهل تفاقم هذه المشكله ولم نأتي حتى هذه اللحظة على البرامج المناسبة لجذب أكبر عدد من الطلبه لهذا التخصص ولكننا نصر على تطبيق أصعب الشروط على طلبة الطب رغم أن البروفيسور الذي يدرسهم والطبيب الذي يعالجنا قد لا يكون حقق تلك النسبة الخيالية التي حققها أبنائنا كي يلتحق بالطب إنما كانت لديه رغبة عارمة في دراسة الطب وهيئت له الظروف والبرامج المناسبه وتمت مراقبته وتشجيعه منذ أيام الدراسه فأصبح بالتالي طبيبا مرموقا يشار له بالبنان يحب مهنته ويتفانى في أداءها فيبدع ويكتشف ويطور من ذاته ويساهم في خدمة مجتمعه بعكس طبيبنا الذي يسارع لتقديم استقالته أو الانتقال الى العمل الاداري لكثرة ما عانا من صعوبات على مقاعد الدراسة وقلة تقدير وتحفيز على رأس مهنته .هذا والحديث يطول وهو ذو شجون ولكننا متفائلون جدا . متفائلون جدا ، فالقيادة أكدت على المزيد من الاهتمام وأعطت الضوء الأخضر وليس على المختصين إلا التحرك كل في مجاله شريطة أن يقترن هذا التحرك بالصدق والأمانة وحب الوطن
في خطابه الأخير في مجلس عمان يوم الإثنين 31 أكتوبر 2011 م. أشار جلالة السلطان إلى ضرورة مراجعة مسيرة التعليم قائلا "ولما كان التعليم هو الركيزة الأساسية للتقدم والتطور ولإيجاد جيل يتحلى بالوعي والمسؤولية ويتمتع بالخبرة والمهارة ويتطلع الى مستوى معرفي أرقى وأرفع فأنه لابد من إجراء تقييم شامل للمسيرة التعليمية من أجل تحقيق تلك التطلعات والاستفادة من فرص العمل المتاحة في القطاعين العام والخاص " .
وليس الإهتمام بالتعليم بالشيئ الجديد في السلطنة ، بل إنه نهج واضح منذ بداية النهضة المباركة ولازالت مقولة صاحب الجلالة الشهيرة " المهم هو التعليم ولو تحت ظل شجرة " راسخة في ذهن كل عماني ، حيث تشكل هذه العبارة الركيزة الأساسية للعملية التعليمية في السلطنة وهي الإصرار على التعليم مهما كانت الظروف و التحديات .
ومن خلال هذا السياسة التي وضعت التعليم في سلم الأولويات فقد إجتازت الدولة مسألة التعليم في العراء وتحت ظلال الشجر في سنوات قليلة جدا وأنشئت المدارس وتضاعفت أعداد الطلبة عشرات ، بل مئات المرات في كافة ربوع السلطنة وقد بلغ عدد المدارس بحسب كتاب عمان 2010/2011 (1044 ) مدرسة وبلغ عدد الطلبة ( 543300 ) فيما وصل أعداد المعلمين والمعلمات إلى (44890) .
ونال التعليم الجامعي حظه من الاهتمام بإنشاء جامعة السلطان قابوس كأول صرح للتعليم العالي في السلطنة ثم تلاها إنشاء كليات التربية والكليات التقنية والجامعات الخاصة والمعاهد المهنية التخصصية وغيرها بالتدرج وفق معطيات الواقع وحاجة المجتمع .
وبمراجعة بسيطة للوضع التعليمي خلال نجد أن تسعينيات القرن الماضي قد شكلت التحدي الأكبر للحكومة في قضية التعليم ، حيث إزدادت أعداد مخرجات الثانوية العامة وبنسب متفوقة جدا فيما قلت مقاعد الكليات والجامعات والبعثات الداخلية والخارجية . وقد أدى هذا الشح في فرص التعليم الجامعي إلى زيادة نسبة حملة الشهادات الثانوية فبرزت ظاهرة البحث عن عمل على السطح وظهرت بالتالي فكرة التعمين التي بالغ فيها البعض وحملها ما لا تحتمل وذلك بطرحها كحلا بديلا لمن لم تحالفه فرصة الالتحاق بالجامعة وهم الغالبية وتوظيفهم في الوظائف الدنيا بالشركات فكانت النتيجة وجود شريحة كبيرة من فئة الشباب الغير مؤهلين والغير منتجين بشكل مهني .
وكتوجه يتماشى مع النمو المعرفي العالمي إنتهجت الجامعات والكليات التدريس باللغة الانجليزية وهو ما خلق فجوة كبيرة وصعوبة بالغة في إلاستيعاب لكثير من الطلبة وذلك بسبب قلة الاهتمام بهذه اللغة في كل مراحل المدرسة السابقة .
ثم أتى التعليم الأساسي الذي سبب جدلا كبيرا حيث زادت فيه ساعات الدراسة إلي 8 ساعات دون فائدة تذكر فبدلا من أن يأتي الطالب وقد أنجز كل متطلبات الدراسة في الصف كما هو مفترض من تطبيق هذا النظام يأتي مثقلا بحقيبته ومهموما بطلبات المدرسة الشكلية وشبه فارغ من التحصيل العلمي .
و نتيجة لقلة الإهتمام باللغة العربية ينهي الطالب الدبلوم العام وهو لا يكاد يجيد القراءة والكتابة ناهيك عن تحويل التربية الإسلامية التي هي عقيدة المجتمع العماني الى مادة غير أساسية في الصفين الحادي والثاني عشر تسمى ثقافة إسلامية بالإضافة الى ضعف الاهتمام باللغة الانجليزية و الرياضيات وقد أدى هذا الى ولادة فكرة صعوبات التعلم التي باتت تضم غالبية الطلبة في معظم المدارس !.
المتفوقين بحسب - ما علمت - في التعليم الأساسي قلة قليلة من 2-3 في الصف والبقية الباقية في مستوى متدن جدا فيما لا وجود للطالب المتوسط الذي يمكنه اللحاق بالركب اذا تهأيت له الظروف وبما أنه لا يتم العمل بقانون السقوط فإن كثيرا من الطلبة ينجحون وينهون الثانوية وهم أنصاف متعلمين إن لم يكن أقل ! .
وقضية أخرى هي قضية التقفيز لطلبة الابتدائية الذين فاق سنهم الالتحاق بالصف الأول لأسباب معينة حيث يتم ترفيعم الى الصف الثاني مباشرة او الثالث اذا كان سنه يسمح في حين أنه لم يخط حرفا واحدا منذ أن ولدته أمه ولا أدري وفق أية نظرية يتم تطبيق هذا النموذج التعليمي .
أما الغيابات فحدث ولا حرج سواء كانت من جانب الطلبة أم من جانب معلميهم وكل يشكي ظروفه ويحمل من هو أعلى منه المسؤولية في فشله فالطالب يحمل المدرس إخفاقاته وهذا يحمل المدير ضعف أدائه وهكذا الى أن تصل الوزير فالوزارة ومن ثم نظام التعليم في البلد . فهل النظام التكاملي الذي طرح مؤخرا سيعمل على حل شيئا من هذه ( المشاكل ؟!!!).
كل هذا القصور في التأسيس للمرحلة الجامعية سيؤثر عليها بلا شك ، فالطالب المتفوق والملم سيتمكن من إختيار التخصص المناسب وسيبدع فيه ولكن السؤال المطروح هو كم طالبا متفوقا ومهيأ لهذه المهمة .؟! وبطبيعة الحال ستكون الإجابة أن الطلبة المتفوقين قليلون جدا بالنسبة للاخرين وهم الأكثرية ، فما مصير هؤلاء ؟ إما الإكتفاء بالثانوية مع كم قليل من المعرفة وإما الصراع لإنهاء المرحلة الجامعية بشق النفس وصعوبة بالغة وقليل من الإبداع على طريقة " تدفيش كما يقال " للحصول على "الشهادة؛ الكرتون " ثم الركون عليها في أية وظيفة تجود بها الدولة .
من هنا جاء في الخطاب السامي أهمية وضرورة المراجعة والتقييم للمسيرة التعليمية والوقوف عليها من مختلف الجوانب التربوية والعلمية والثقافية والفنية وكل ما من شأنه تعزيز قدرات وإمكانات الطلبة وتهيئة التخصصات المناسبة ذات الإرتباط الوثيق بالواقع الذي نعيشه على كافة المستويات الإجتماعية والإقتصادية وغيرها.
لقد بارك التربويون ماجاء في كلمة السلطان و ثمنوا حرص جلالته واهتمامه بالتعليم وعبروا عن شكرهم في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المختلفه ولكننا لسنا بحاجة الى عبارات شكر وامتنان بقدر مانحن بحاجة إلى قرارت عاجلة في الإهتمام بالتربية الإسلامية واللغة العربية ووضعمها على رأس واولويات وزارة التربية والبحث عن المشاكل الحقيقة التي يعاني منها المعلم في المدراس وإيجاد الحلول العمليه والمنطقية لها ثم إلى إعادة النظر والمراجعة الواقعية والصريحة للتعليم الجامعي على النحو التالي :
أولا : اللغة الإنجليزية ، إذا قررنا الإستمرار على هذا النمط الذي يرى البعض بضرورته تواكبا مع العصر علينا إتخاذ القرارت اللازمة بزيادة تكثيف مواد وساعات تدريس اللغة الانجليزية في كافة المراحل التعليمية بحيث يأتي الطالب إلى الجامعة وقد تحصل على قدر عال من هذه اللغة تمكنه من دراسة تخصصه الجامعي بأريحية تامة وبتعمق يناسب هذه المرحلة ولانجعلها كعائق أو كصد أولي يقضي فيه الطالب سنه أو سنتين قبل أن يلتحق بالدراسه الفعليه . وإلا فعلينا الإكتفاء باللغة العربية وفتح المجال لها في جامعاتنا وكلياتنا وبالتالي كسر جدار إختبار اللغة الإنجليزية " التوفل والأيلتس " الذي حال دون تحقيق الالاف طموحاتهم وهم معذورون لأنهم غير مهييئن لهكذا إختبار طيلة حياتهم الدراسية إنما يطلب منهم فجأة دون أية مقدمات .
ثانيا: علينا الاستمرار في زيادة المقاعد الجامعية داخليا وخارجيا في كافة التخصصات وفتح الفرص لمن لديه الرغبة الحقيقة في مواصلة مشواره التعليمية لأن الاستثمار في التعليم يعتبر من أهم وأفضل أنواع الاستثمارات في عصرنا الحالي
ثالثا :لا بد من توسعة مدارك الطالب بشكل أعمق مما هو عليه الان في الجامعات والكليات الحكومية وأن يعتنى بالبحوث المنهجية والمشاريع العلمية الخاصغة للتجارب والقياس والتي من شأنها إنتاج علم حقيقي يساهم في تغيير الواقع الذي نعيشه وكفانا بالله عليكم من " بحوث القص واللصق " التي لاتساوي قيمة الورق المطبوعة عليه ، وأصنعوا من طلابنا باحثين ومفكرين ومخترعين حقيقيين وليس الأمر بالمستحيل.
رابعا؛ التعليم في الجامعات الخاصة والكليات التقنية بحاجة الى ضبط و جديه أكثر فيما تنتظر كليات العلوم التطبيقية الإستقرار في التخصصات التي تدرس بدلا من التخبط المستمر في " مط وتعديل وتصغير وتكبير وحذف وإضافة المساقات والبرامج كل بداية فصل" . خامسا : دراسة الطب . على الرغم من أننا قطعا شوطا كبيرا في التخصصات التقنية والتكنولوجية وسيتوج هذا الاهتمام بجامعة " العلوم والتكنولوجيا "التي أعلن عنها مؤخرا إلا كأننا تناسينا تخصص الطب هذا التخصص الذي يعاني من نقص عالمي ، فعلى الرغم من أننا نعاني في السلطنة من قلة الكادر الطبي لازلنا نتجاهل تفاقم هذه المشكله ولم نأتي حتى هذه اللحظة على البرامج المناسبة لجذب أكبر عدد من الطلبه لهذا التخصص ولكننا نصر على تطبيق أصعب الشروط على طلبة الطب رغم أن البروفيسور الذي يدرسهم والطبيب الذي يعالجنا قد لا يكون حقق تلك النسبة الخيالية التي حققها أبنائنا كي يلتحق بالطب إنما كانت لديه رغبة عارمة في دراسة الطب وهيئت له الظروف والبرامج المناسبه وتمت مراقبته وتشجيعه منذ أيام الدراسه فأصبح بالتالي طبيبا مرموقا يشار له بالبنان يحب مهنته ويتفانى في أداءها فيبدع ويكتشف ويطور من ذاته ويساهم في خدمة مجتمعه بعكس طبيبنا الذي يسارع لتقديم استقالته أو الانتقال الى العمل الاداري لكثرة ما عانا من صعوبات على مقاعد الدراسة وقلة تقدير وتحفيز على رأس مهنته .هذا والحديث يطول وهو ذو شجون ولكننا متفائلون جدا . متفائلون جدا ، فالقيادة أكدت على المزيد من الاهتمام وأعطت الضوء الأخضر وليس على المختصين إلا التحرك كل في مجاله شريطة أن يقترن هذا التحرك بالصدق والأمانة وحب الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق