من أنا

صورتي
صلالة, محافظة ظفار, Oman
قال تعالى"وجعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" صدق الله العظيم.سورة البقرة 143

السبت، 7 مايو 2011

بيوت صلالة ، الكنز الدفين


إتصل بي زميل لي منذ سنة تقريبا وحكى لي من خلال اتصاله حكايته مع سائحة إسترالية في سوق الحافة الشعبي ، فبينما كانا يبحثان في محل تراثي عن هدايا تعبر عن تاريخ وحضارة هذا البلد .سألها عن رأيها في محل الهدايا هذا ثم عن السوق وبطبيعة الحال عن إنطباعها بشكل عام عن السياحة في عمان . يخبرني أنها تركت كل شي في يدها وأخذت تتوسل إليه بالسعي لإنقاذ ما تبقى من بيوت صلالة القديمة. وكيف عبرت عن حزنها البالغ على ضياع مثل هذا الكنز التراثي امام مرئى الجميع واستبدال هذا النوع من البناء المعبر عن الأصالة والحضارة ببيوت من اسمنت وحديد لا حياة فيها ولا روح .هذه دعوة من سائحة عابرة للقارات تحثنا وستنهض فينا الهمم لانقاذ هذا الطراز المعماري الفريد الذي يحكي إبداعنا وفننا وذوقنا وهندستنا الرائعة . فهل يا ترى سنستجيب لهذه الاسترالية وغيرها من دعوات المهتمين بالتراث والتاريخ أم سنقضي معا على صورة من صورنا النادرة حيث تتجاهل الحكومة الموضوع برمته او تتكاسل عن تنفيذه ويهدم الملاك والورثة هذا الارث ويقيمون بدلا منه مربعا حديثا أشبه بالسجن فيما يؤجر آخرون البيت القديم لإخواننا البنغلاديش والهنود بثمن بخس . أو تترك للكلاب والقطط المارة .
إن السائح الأجبني لن يأتي من أقصى الدنيا إلى بلدنا العزيز عمان لييطالع جسر مشيد على نهر او ناطحة سحاب أو طاجونة تعمل على قوة الرياح . فهذا الذي ذكرناه وغيره متوفر لديه بكثرة ولاجود له عندنا في الأصل ولهذا فإن عنائه سيكون غالبا في البحث عن كل ما له علاقة بالتاريخ ، فلذة هؤلاء ومتعتهم تزادد بتعمقهم أكثر واكثر في القدم . ولهذا نحن بحاجة ماسة الى تكاتف التراث والثقافة والسياحة وغيره من الجهات في بحث هذه المسالة بجدية والعمل على طرحها كمشروع تقافي سياحي فاقتصادي كونه سيجلب الكثير من المال اذا تم تنفيذه دون المساس بأصالته ومن ثم تسويقه عالميا كأحد المشاريع السياحية ذات الطابع الحضاري.
إن مدينة صلالة وغيرها من مدن ظفار الاخرى تنقسم الى قسمين الأول أطلال ذات روح وحضارة يبكي عليها الكتاب والشعراء والسواح ويستمدون منها بكائياتهم والثاني ابراج يتوق اليها بقية الناس عامة منهم وخاصة.
فيعيشوا في وهم التمدن
ولا نود أن نفوت هنا البادرة الطيبة لمعالي يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية الذي رمم بيته القديم محافظا على طابعها الأصيل مما أكسبها جمالا أخاذا عندما إستعادت الصمود في وسط المدينة وهي المبنية بالطوب والأخشاب، بطبيعة الحال ان مكانة الرجل ووضعه المادي مكنه من إستعادة تاريخة المعماري من خلال هذا القصر المازج بين الامس واليوم والذي ضخ فيه بلا شك الكثير من المال إلا أننا لسنا معذورين بأن نتفرج على بنائنا الحضاري ينهار لبنة لبنة ونقف مكتوفي الأيدي . على اصحاب هذه البيوت ورجال الأعمال والمتثقفين أن يبحثوا لإيجاد حل سريع ومثمر لهذه القضية والأمر ليس بمعجزة ولا خيالا . بل قابل للتنفيذ ومجد إقتصاديا إلى أبعد حد

ليست هناك تعليقات: