من أنا

صورتي
صلالة, محافظة ظفار, Oman
قال تعالى"وجعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" صدق الله العظيم.سورة البقرة 143

الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

تقييم مسيرة التعليم

منشور في جريدة الروية أمس الثلاثاء
في خطابه الأخير في مجلس عمان يوم الإثنين 31 أكتوبر 2011 م. أشار جلالة السلطان إلى ضرورة مراجعة مسيرة التعليم قائلا "ولما كان التعليم هو الركيزة الأساسية للتقدم والتطور ولإيجاد جيل يتحلى بالوعي والمسؤولية ويتمتع بالخبرة والمهارة ويتطلع الى مستوى معرفي أرقى وأرفع فأنه لابد من إجراء تقييم شامل للمسيرة التعليمية من أجل تحقيق تلك التطلعات والاستفادة من فرص العمل المتاحة في القطاعين العام والخاص " .
وليس الإهتمام بالتعليم بالشيئ الجديد في السلطنة ، بل إنه نهج واضح منذ بداية النهضة المباركة ولازالت مقولة صاحب الجلالة الشهيرة " المهم هو التعليم ولو تحت ظل شجرة " راسخة في ذهن كل عماني ، حيث تشكل هذه العبارة الركيزة الأساسية للعملية التعليمية في السلطنة وهي الإصرار على التعليم مهما كانت الظروف و التحديات .
ومن خلال هذا السياسة التي وضعت التعليم في سلم الأولويات فقد إجتازت الدولة مسألة التعليم في العراء وتحت ظلال الشجر في سنوات قليلة جدا وأنشئت المدارس وتضاعفت أعداد الطلبة عشرات ، بل مئات المرات في كافة ربوع السلطنة وقد بلغ عدد المدارس بحسب كتاب عمان 2010/2011 (1044 ) مدرسة وبلغ عدد الطلبة ( 543300 ) فيما وصل أعداد المعلمين والمعلمات إلى (44890) .
ونال التعليم الجامعي حظه من الاهتمام بإنشاء جامعة السلطان قابوس كأول صرح للتعليم العالي في السلطنة ثم تلاها إنشاء كليات التربية والكليات التقنية والجامعات الخاصة والمعاهد المهنية التخصصية وغيرها بالتدرج وفق معطيات الواقع وحاجة المجتمع .
وبمراجعة بسيطة للوضع التعليمي خلال نجد أن تسعينيات القرن الماضي قد شكلت التحدي الأكبر للحكومة في قضية التعليم ، حيث إزدادت أعداد مخرجات الثانوية العامة وبنسب متفوقة جدا فيما قلت مقاعد الكليات والجامعات والبعثات الداخلية والخارجية . وقد أدى هذا الشح في فرص التعليم الجامعي إلى زيادة نسبة حملة الشهادات الثانوية فبرزت ظاهرة البحث عن عمل على السطح وظهرت بالتالي فكرة التعمين التي بالغ فيها البعض وحملها ما لا تحتمل وذلك بطرحها كحلا بديلا لمن لم تحالفه فرصة الالتحاق بالجامعة وهم الغالبية وتوظيفهم في الوظائف الدنيا بالشركات فكانت النتيجة وجود شريحة كبيرة من فئة الشباب الغير مؤهلين والغير منتجين بشكل مهني .
وكتوجه يتماشى مع النمو المعرفي العالمي إنتهجت الجامعات والكليات التدريس باللغة الانجليزية وهو ما خلق فجوة كبيرة وصعوبة بالغة في إلاستيعاب لكثير من الطلبة وذلك بسبب قلة الاهتمام بهذه اللغة في كل مراحل المدرسة السابقة .
ثم أتى التعليم الأساسي الذي سبب جدلا كبيرا حيث زادت فيه ساعات الدراسة إلي 8 ساعات دون فائدة تذكر فبدلا من أن يأتي الطالب وقد أنجز كل متطلبات الدراسة في الصف كما هو مفترض من تطبيق هذا النظام يأتي مثقلا بحقيبته ومهموما بطلبات المدرسة الشكلية وشبه فارغ من التحصيل العلمي .
و نتيجة لقلة الإهتمام باللغة العربية ينهي الطالب الدبلوم العام وهو لا يكاد يجيد القراءة والكتابة ناهيك عن تحويل التربية الإسلامية التي هي عقيدة المجتمع العماني الى مادة غير أساسية في الصفين الحادي والثاني عشر تسمى ثقافة إسلامية بالإضافة الى ضعف الاهتمام باللغة الانجليزية و الرياضيات وقد أدى هذا الى ولادة فكرة صعوبات التعلم التي باتت تضم غالبية الطلبة في معظم المدارس !.
المتفوقين بحسب - ما علمت - في التعليم الأساسي قلة قليلة من 2-3 في الصف والبقية الباقية في مستوى متدن جدا فيما لا وجود للطالب المتوسط الذي يمكنه اللحاق بالركب اذا تهأيت له الظروف وبما أنه لا يتم العمل بقانون السقوط فإن كثيرا من الطلبة ينجحون وينهون الثانوية وهم أنصاف متعلمين إن لم يكن أقل ! .
وقضية أخرى هي قضية التقفيز لطلبة الابتدائية الذين فاق سنهم الالتحاق بالصف الأول لأسباب معينة حيث يتم ترفيعم الى الصف الثاني مباشرة او الثالث اذا كان سنه يسمح في حين أنه لم يخط حرفا واحدا منذ أن ولدته أمه ولا أدري وفق أية نظرية يتم تطبيق هذا النموذج التعليمي .
أما الغيابات فحدث ولا حرج سواء كانت من جانب الطلبة أم من جانب معلميهم وكل يشكي ظروفه ويحمل من هو أعلى منه المسؤولية في فشله فالطالب يحمل المدرس إخفاقاته وهذا يحمل المدير ضعف أدائه وهكذا الى أن تصل الوزير فالوزارة ومن ثم نظام التعليم في البلد . فهل النظام التكاملي الذي طرح مؤخرا سيعمل على حل شيئا من هذه ( المشاكل ؟!!!).
كل هذا القصور في التأسيس للمرحلة الجامعية سيؤثر عليها بلا شك ، فالطالب المتفوق والملم سيتمكن من إختيار التخصص المناسب وسيبدع فيه ولكن السؤال المطروح هو كم طالبا متفوقا ومهيأ لهذه المهمة .؟! وبطبيعة الحال ستكون الإجابة أن الطلبة المتفوقين قليلون جدا بالنسبة للاخرين وهم الأكثرية ، فما مصير هؤلاء ؟ إما الإكتفاء بالثانوية مع كم قليل من المعرفة وإما الصراع لإنهاء المرحلة الجامعية بشق النفس وصعوبة بالغة وقليل من الإبداع على طريقة " تدفيش كما يقال " للحصول على "الشهادة؛ الكرتون " ثم الركون عليها في أية وظيفة تجود بها الدولة .
من هنا جاء في الخطاب السامي أهمية وضرورة المراجعة والتقييم للمسيرة التعليمية والوقوف عليها من مختلف الجوانب التربوية والعلمية والثقافية والفنية وكل ما من شأنه تعزيز قدرات وإمكانات الطلبة وتهيئة التخصصات المناسبة ذات الإرتباط الوثيق بالواقع الذي نعيشه على كافة المستويات الإجتماعية والإقتصادية وغيرها.
لقد بارك التربويون ماجاء في كلمة السلطان و ثمنوا حرص جلالته واهتمامه بالتعليم وعبروا عن شكرهم في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المختلفه ولكننا لسنا بحاجة الى عبارات شكر وامتنان بقدر مانحن بحاجة إلى قرارت عاجلة في الإهتمام بالتربية الإسلامية واللغة العربية ووضعمها على رأس واولويات وزارة التربية والبحث عن المشاكل الحقيقة التي يعاني منها المعلم في المدراس وإيجاد الحلول العمليه والمنطقية لها ثم إلى إعادة النظر والمراجعة الواقعية والصريحة للتعليم الجامعي على النحو التالي :
أولا : اللغة الإنجليزية ، إذا قررنا الإستمرار على هذا النمط الذي يرى البعض بضرورته تواكبا مع العصر علينا إتخاذ القرارت اللازمة بزيادة تكثيف مواد وساعات تدريس اللغة الانجليزية في كافة المراحل التعليمية بحيث يأتي الطالب إلى الجامعة وقد تحصل على قدر عال من هذه اللغة تمكنه من دراسة تخصصه الجامعي بأريحية تامة وبتعمق يناسب هذه المرحلة ولانجعلها كعائق أو كصد أولي يقضي فيه الطالب سنه أو سنتين قبل أن يلتحق بالدراسه الفعليه . وإلا فعلينا الإكتفاء باللغة العربية وفتح المجال لها في جامعاتنا وكلياتنا وبالتالي كسر جدار إختبار اللغة الإنجليزية " التوفل والأيلتس " الذي حال دون تحقيق الالاف طموحاتهم وهم معذورون لأنهم غير مهييئن لهكذا إختبار طيلة حياتهم الدراسية إنما يطلب منهم فجأة دون أية مقدمات .
ثانيا: علينا الاستمرار في زيادة المقاعد الجامعية داخليا وخارجيا في كافة التخصصات وفتح الفرص لمن لديه الرغبة الحقيقة في مواصلة مشواره التعليمية لأن الاستثمار في التعليم يعتبر من أهم وأفضل أنواع الاستثمارات في عصرنا الحالي
ثالثا :لا بد من توسعة مدارك الطالب بشكل أعمق مما هو عليه الان في الجامعات والكليات الحكومية وأن يعتنى بالبحوث المنهجية والمشاريع العلمية الخاصغة للتجارب والقياس والتي من شأنها إنتاج علم حقيقي يساهم في تغيير الواقع الذي نعيشه وكفانا بالله عليكم من " بحوث القص واللصق " التي لاتساوي قيمة الورق المطبوعة عليه ، وأصنعوا من طلابنا باحثين ومفكرين ومخترعين حقيقيين وليس الأمر بالمستحيل.
رابعا؛ التعليم في الجامعات الخاصة والكليات التقنية بحاجة الى ضبط و جديه أكثر فيما تنتظر كليات العلوم التطبيقية الإستقرار في التخصصات التي تدرس بدلا من التخبط المستمر في " مط وتعديل وتصغير وتكبير وحذف وإضافة المساقات والبرامج كل بداية فصل" . خامسا : دراسة الطب . على الرغم من أننا قطعا شوطا كبيرا في التخصصات التقنية والتكنولوجية وسيتوج هذا الاهتمام بجامعة " العلوم والتكنولوجيا "التي أعلن عنها مؤخرا إلا كأننا تناسينا تخصص الطب هذا التخصص الذي يعاني من نقص عالمي ، فعلى الرغم من أننا نعاني في السلطنة من قلة الكادر الطبي لازلنا نتجاهل تفاقم هذه المشكله ولم نأتي حتى هذه اللحظة على البرامج المناسبة لجذب أكبر عدد من الطلبه لهذا التخصص ولكننا نصر على تطبيق أصعب الشروط على طلبة الطب رغم أن البروفيسور الذي يدرسهم والطبيب الذي يعالجنا قد لا يكون حقق تلك النسبة الخيالية التي حققها أبنائنا كي يلتحق بالطب إنما كانت لديه رغبة عارمة في دراسة الطب وهيئت له الظروف والبرامج المناسبه وتمت مراقبته وتشجيعه منذ أيام الدراسه فأصبح بالتالي طبيبا مرموقا يشار له بالبنان يحب مهنته ويتفانى في أداءها فيبدع ويكتشف ويطور من ذاته ويساهم في خدمة مجتمعه بعكس طبيبنا الذي يسارع لتقديم استقالته أو الانتقال الى العمل الاداري لكثرة ما عانا من صعوبات على مقاعد الدراسة وقلة تقدير وتحفيز على رأس مهنته .هذا والحديث يطول وهو ذو شجون ولكننا متفائلون جدا . متفائلون جدا ، فالقيادة أكدت على المزيد من الاهتمام وأعطت الضوء الأخضر وليس على المختصين إلا التحرك كل في مجاله شريطة أن يقترن هذا التحرك بالصدق والأمانة وحب الوطن

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

الإستثمار في رأس المال البشري

(1)

منشور في الرؤية اليوم
تابعنا جميعا صباح الإثنين 31 أكتوبر 2011 خطاب صاحب الجلالة في إفتتاح الدورة الخامسة لمجلس عمان في حصن الشموخ بولاية منح حيث يمكننا القول أن الخطاب كان حكيما ومتزنا ووافيا بكل ما تحمله هذه الكلمات من معنى ، وذلك لأنه إشتمل على كل القضايا الإستراتيجية التي تهم الوطن والمواطن والتي من شأنها المحافظة على دعم عجلة التنمية وإستمرار بناء دولة المؤسسات والقانون .
وفي هذا الإطار سنتحدث عن " الإستثمار في رأس المال البشري" الذي أشار إليه جلالته قائلا " إن الإنسان هو حجر الزاوية في كل بناء تنموي وهو قطب الرحى الذي تدور حوله كل أنواع التنمية وأن غايتها جميعا هي إسعاده وتوفير أسباب العيش الكريم له وضمان أمنه وسلامته وان الحكومة سعت جاهدة إلى توفر فرص التعليم والتدريب والتأهيل والتوظيف وان المرحلة القادمة ستشهد اهتماما اكبر ورعاية أوفر تهيئ مزيدا من الفرص للشباب من أجل تعزيز مكتسباته في العلم والمعرفة وتقوية ملكاته في الإبداع والإنتاج وزيادة مشاركته في مسيرة التنمية الشاملة ".

كما أشار جلالته إلى "عقد العزم على استكمال بنيان الدولة العصرية القائمة على أسس متينة تضمن لها استمرار تنمية الموارد الطبيعية والبشرية ونشر العلم والثقافة والمعرفة وتوفير الأمن والاستقرار وتوطيد قواعد العمل المؤسسي مما يؤدي بعون الله الى مزيد من النماء والرخاء والعيش الكريم لكل المواطنين " .
(2)
إن الحديث عن الإهتمام بالمورد البشري واضح وصريح في خطاب صاحب الجلالة ، وهو أمر لم يأتي هكذا من فراغ بل جاء ترجمة وفهما للواقع وإدراكا لأهمية هذه القضية المحورية التي باتت تقاس عليها نجاحات الأمم والشعوب المتقدمة حيث أخذت الإدارة الحديثة تؤكد على أن العنصر البشري هو المورد الأهم في بناء الدول وان الموارد المالية وغيرها تأتي ثانيا بعد الإنسان الذي طالما أشار إليه جلالته في كثير من خطاباته بأن " الإنسان هو اداة التنمية وغايتها".
(3)
ليس بخاف على أحد الاهتمام الذي أولته الحكومة مؤخرا للتعليم الجامعي من خلال السماح بإنشاء الجامعات الخاصة ودعمها ماليا وإداريا ، ثم منح كل جامعة على حده مبلغ 17 مليون ريال عماني من أموال السلطان الخاصة .
وما من شك أن تخصيص مبلغ مائة مليون ريال عماني لتنمية الموراد البشرية للخطة الخمسية الحالية والتي بدأ العمل بها من خلال الاعلانات الصادرة مؤخرا في الصحف للمنافسة على 150 بعثة ماجستير و50 للدكتوراة في مختلف التخصصات للدراسة في أفضل الجامعات الأوربية والأمريكية دليل على النظرة الثاقبة للحكومة في هذا الجانب . و تشكل الاستجابة الأخيرة بزيادة نسبة المقبولين في الجامعات عام 2011 إضافة جيدة إلى رصيد الحكومة في التنمية البشرية .

لقد أثبت رواد نظرية " الإستثمار في رأس المال البشري" نجاح نظريتهم وأن التركيز على الموارد المالية والمادية كالمصانع والمعدات والآلات دون الإنسان أمر يشوبه الكثير من القصور ولهذا فقد قلبوا المعادلة من خلال الدراسات والبحوث العلمية الأمر الذي أدى إلى حدوث تحولات كبرى في الفكر الإداري المعاصر .
ولعل من أشهر هولاء عالم الإقتصاد الأمريكي "شولتز"1902 -1998 م الذي ركز إهتمامه على عملية التعليم باعتبارها استثمار لازما لتنمية الموارد البشرية، وبأنها شكل من أشكال رأس المال. ومن ثم أطلق على التعليم اسم رأس المال البشري طالما أنه يصبح جزءا من الفرد الذي يتلقاه.
(4)
و بيكر الذي نشر كتابه "رأس المال البشري" سنة 1964، و قام بدراسة الأنشطة المؤثرة في الدخل المادي وغير المادي من خلال زيادة الموارد في رأس المال البشري، حيث بدأ الاهتمام بدراسة الأشكال المختلفة للاستثمار البشري، من تعليم، وهجرة ورعاية صحية مع تركيز محور أبحاثه بصفة خاصة على التدريب
(5)
مما سبق يمكننا القول أن الدولة قد أخذت على عاتقها الاستمرار في تنمية الموارد البشرية بكل طاقاتها وفتحت كافة السبل لمختلف المؤسسات للاستفادة من هذا التوجه ، من هنا فإنه يتوجب على الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة أن تتحمل مسؤولياتها في قضية تنمية الموارد .ودفع أبناءها في أفضل التخصصات وأن تتجاوز التعقيد والإعذار الواهية في الحد من طموحات الراغبين في تكملة دراساتهم وذلك لأن هذا الأمر يصب أولا وأخيرا في مصلحة الوطن.

كما يتوجب على الجامعات والكليات العلمية التركيز على التخصصات الدقيقة ذات العلاقة بالواقع العملي وأن تهتم بجودة التعليم ورفع كفاءة مخرجاتها بحيث تكون مؤهلة للانخراط في سوق العمل بكل ثقة وجدارة لتساهم في استكمال بناءالدولة العصرية التي وضع لبناتها سلطان البلاد.

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

سالم الكثيري: الطيران العماني

سالم الكثيري: الطيران العماني: منشور في الرؤية 31/10/2011 يفتخر الطيران العماني بأنه اول طيران في العالم يقدم خدمة الاتصالات المتنقلة والانترنت والتلفزيون .وقد قرأنا قبل ...

الطيران العماني

منشور في الرؤية 31/10/2011

يفتخر الطيران العماني بأنه اول طيران في العالم يقدم خدمة الاتصالات المتنقلة والانترنت والتلفزيون .وقد قرأنا قبل شهور قليلة أنه حصل على المركز الأول كطيران واعد للمستقبل وذلك في الجائزة السنوية التي يقدمها مطار كوالالمبور بماليزيا.
وللأمانه أن الطائرة التي حلقت بي أثناء الخريف الى مسقط كانت واسعة جدا وفاخرة كما أن الخدمات المقدمه على متنها من إتصال وانترنت وتلفاز تعتبر رائعة وذات مستوى عال من الجودة والرفاهية .
بطبيعة الحال اننا كعمانيين نفخر بهذه الإنجازات ونتمتى أن يستمر الطيران العماني في تحقيقها واحدا تلو الآخر إلا أن هذا الفخر وتلك الأمنيات لن تحجب سؤلنا الرئيسي كمستفيدين بالضرورة من هذا الأسطول ، وهو متى ستخفض أسعار التذاكر لخط مسقط صلالة إلى أسعار معقولة ؟؟؟
إن العرض الذي بدأ سريانه منذ بداية موسم الخريف بتخفيظ تذكرة خط صلالة مسقط من 64 إلى 51 كان مقررا له الإنتهاء بنهاية الموسم ، ثم تم تمديده إلى نهاية أكتوبر،ثم وبحسب المعلومات التي إستقيناها من موظفي الشركة فقد وردتهم مساء الثلاثاء الماضي تعليمات العمل بالعرض إلى إشعار آخر.
لقد إتضح للناقل الوطني أن هذا العرض حقق أرباحا جيده حيث أن عدد المسافرين والرحلات قد إزداد بدرجة ملحوظة ثم ان المطالبات بتخفيض التذكرة لخط داخلي كهذا بات ضرورة ملحة من قبل المواطنين وذلك لإرتفاع سعره إذا ما قورن بالأسعار الداخلية على مستوى العالم وكل هذه المؤشرات تكاد تصرح لنا بتثبيت السعر الى 51 ريال إلآ أننا كمجبرين على السفر على متن أسطول الناقل الوطني لازلنا في إنتظار القرار الرسمي بتخفيض قيمة التذكرة بشكل نهائي إلى 50 ريالا عمانيا فقط وأن يحذف عنا (الواحد) الذي ليس له محل من الإعراب و الذي لايزيد إلا من قلة الرضا الذي يبديه الكثيرون تجاه الطيران العماني

إنني أسأل هنا عن تلك الطائرة التي أقلتني في الخريف ذات مرة ؟ فقد إختفت عن ناظري في سفراتي اللاحقة الى مسقط ما بعد الموسم وتم الترحيب بي مع آخرين على متن أخرى ألفتها منذ خمسة عشرة عاما تقريبا والتي لا تتميز إلا بالضيق وقلة السعة .وبطبيعة الحال تم توجيهنا بإغلاق الهواتف النقالة وعدم إستخدام الإنترنت ولم نحظى بمتابعة القنوات الفضائية بك إكتفينا بالبرامج التسجيلية التي طالما سئمناها وهذا أمر يشكك في مصداقية الطيران العماني بانه يوفر كافة ميزات الإتصالات لركابه .
كما انني أتسائل لماذا يتم تغريم من يؤجل السفر لظروفه الخاصة مبلغ 13 ريال إضافيه إلا ان تكون له علاقة جيده مع احد المسؤولين . ولا يتم مراعاة المواطنيين في هذا الأمر وخاصة إذا قرر المسافر التأخير قبل موعد الإقلاع وفي وقت يمكن فيه إستبدال مسافر آخر دون حدوث أية عوائق .
وأختم القول بأن السفر ليس حكرا على موسم الخريف كي يرتفع السعر بعد أن يخف الرذاذ وينقشع الضباب وأن الكثير من البسطاء والمغلوب على أمرهم لا يطمعون في إستخدام الجيل الثالث في أنظمة الهواتف المتنقلة والإنترنت ومتابعة الجزيرة بين الأرض والسماء وذلك لأنهم لا يحسبون مع مندوبي الشركات أو مسؤولي الجهات الحكومية او الاندية الرياضية الذين كثيرا ما تكتظ بهم هذه الرحلات . إنما هم بحاجة ماسة إلى مراجعة طبيب أو توقيع ورقة وتخليص معاملة أو غيرها إذا كان من سكان محافظة ظفار أو إلى إختصار مسافة ألف كيلومتر ليخطف نظرة على صلالة ليوم أو يومين إذا كان من إحدى مناطق السلطنة الأخرى .
وهؤلاء لن يتمكنوا من تحقيق مقاصدهم إلا إذا وجدوا السعر المناسب لظروفهم المالية وتم إعتماد حجوزاتهم وتاكيدها وعدم المساس بها في فترات الأعياد والمواسم والإجازات التي يصبح فيها الظفر بمقعد على خط صلالة مسقط ضربا من الخيال . فرأفة بالبسطاء يرأف بكم من في السماء !!!

الأحد، 23 أكتوبر 2011

مستشفانا المغلوب على أمره

منشور في الرؤية اليوم


مثل مستشفى السلطان قابوس بصلالة في العام 1974 صرحا صحيا حديثا فلم يكن مستشفى بتلك السعة والضخامة متوقعا حتى من أكثر الحالمين من أبناء المنطقة . فمن علاج بدائي يرتكز على الكي في مجمله إلى مبنى عصري وأسرة طبية وأدوية وغرف للعمليات وغيرها من إحتياجات المرضى. قام المستشفى بدوره على الوجه الأكمل ،فهو لازال جديدا والسكان قليلون وكان كل شئ يجري على أفضل حال . بمرور السنوات بدأ الأمر يختلف فالمراجعين أخذوا يكثرون والأقسام بدأت تمتلئ والطاقم الطبي صار مزحوما وإنعكس هذا كله على خدمات المرضى .
وعلى الرغم من التطورات التي شهدتها السلطنة على مختلف المستويات الإقتصادية والإجتماعية والتعليمية والخدمية والصحية إلا أن نصيب مستشفانا لم يكن بالوفرة التي تتماشى مع كثرة السكان من مواطنين ومقيمين ومتطلباتهم وخاصة في العشر سنوات الأخيرة والتي برز فيها التراجع في أداء المستشفى بشكل ملحوظ .
بدا العمر الإفتراضي للمستشفى في العد العكسي وأخذ سقفه يتهاوى على الأطباء والممرضين والمرضى والمراجعين . طالت مواعيد مقابلة الإخصائيين و إكتظت أقسامه وضاقت غرفه وباتت أسرته وفرشه باليه ،قلت جودة ونوعية الأكل المخصص للمرضى .
لم يعد الطبيب يعير المريض إهتماما فساعات عمله طويلة وطاقاته محدودة والمرضى في إزدياد ولم يعد يحتمل كل هذا فقل ادائه وانعكس هذا على المريض فأحس بالتهميش وعدم المراعاة فصار كسير الخاطر وطالت مدة تعافيه .
إهتزت ثقة المريض بالمستشفى وكادره الطبي فتجد غالبية المرضى واقاربهم يبذلون قصارى جهدهم ليتم تحويلهم إلى احد مستشفيات العاصمة مسقط وإن كانت الحالة الصحية لا تستدعي ذلك احيانا ، فيما شعر الطبيب بالإحباط بسبب التشكيك في قدراته وخبرته وهو احرص ما يكون على سلامة مرضاه وسمعته العلمية والمهنية .
في مستشفانا لا يتقيد أحد بمواعيد الزيارة فحارس الأمن يواجه هذه التجاوزات كل دقيقة أثناء ساعات الدوام الرسمي في النهار وفي الليل . ولم تستطيع الإدارة أن تضبط هذا الأمر وبهذا تتحول أروقة المستشفى إلى ساحات هرج ومرج لاتمت للطبابة بصلة من قريب أو بعيد .
السجلات الطبية ليست بأفضل حالا، فقسم النساء لا يعمل على الأغلب ويتم توجيه المراجعات لإستخراج الملفات من قسم الرجال فتكون النتيجة إزدحام غير مبرر ! وللصيدلية نصيبها من هذا المعضلة وكثيرا ما يوجه الصيدلاني المرضى لشراء الدواء من صيدلية مسقط لأنها غير متوفرة وخاصة إذا كانت ذات جودة عالية أو باهضة الثمن . ولجناح الولادة طيلة السنوات الماضية حكايات وحكايات من كثرة الإزدحام وقلة في الإهتمام نتمنى أن تنتهي مع غرفة الولادة التي تم تجهيزها مؤخرا.
أما الطوارئ فحدث ولا حرج فهو عالم آخر من ضيق في المبنى وإكتظاظ في الحالات وتمسك في الروتين الممل والمقيت . فعندما تحضر إلى الطورئ لا تنتظر مساعدة أحد المعنيين بالإسعاف ، بل إسعف مريضك بنفسك ، إبحث له عن كرسي متحرك ولن تجده على أغلب الأمر لأن عددهم إثنان أو ثلاثة ثم إرجع واحمله على كتفك وضعه على أحد الأسرة ثم أبدأ رحلة البحث عن الطبيب المناوب " الوحيد " وأطلب منه المساعدة مرة أولى وثانية وثالثة مع نبرة حادة وصوت عال . وانت محظوظ إذا لبى الطبيب طلبك لأنه مشغول بحالات كثيرة قد سبقتك إلى هذا المستشفى الذي يقرب وصفه إلى الميداني وليس المرجعي !
وقد يعطل الطبيب فحصك لدقائق أخرى لأن النظام يقتضي أن تحضر له ما يثبت انك قد انهيت فحص حرارة الجسم وضغط الدم الذي تقوم به إحدى الممرضات في مدخل الطوارئ ولا يهم إن كان عشرات المرضى يقفون على رأس هذه الممرضة "الوحيدة " أيضا ويحجبون مدخل الطوارئ لأنهم لم يجدوا مكانا غير هذا !
بعبارة أدق وأشمل يمكننا القول أن القاسم المشترك في هذا المستشفى هي "المعاناة " فالمبنى يعاني من الشيخوخة وقلة الصيانة والمريض من الآلام وقلة الرعاية ، والطبيب من ضغط ساعات العمل وقلة الثقة ورجل الأمن من عدم تقيد الزوار بقوانين ومواعيد الزيارة . وكل هذا يقع على رأس الإدارة والتي لم يعد لها حولا ولا قوة في الأمر.
عندما نطرح مثل هذا الواقع لا يعني أننا ننكر جهود وزارة الصحة في إستحداث المراكز الصحية في مختلف المناطق ودور هذه المراكز في التقليل من الإزدحام على المستشفى الرئيسي ثم الشروع في بناء وحدة القلب والرنيين المغناطيسي الجاري تنفيذها وإعلان الوزارة في أغسطس الماضي من خلال مدير عام الصحة بمحافظة ظفار بناء المستشفى الجديد وفق أحدث المواصفات العالمية بطاقة إستيعابيه عالية وبأدق التخصصات .
ولكننا ندعوا كل الأطراف - وزارة الصحة ، إدارةالمستشفى ، المواطنيين ، والأطباء ، وكل من له علاقة - أن تساهم قدر ماتستطيع في إعادة بناء الثقة لهذا المستشفى ولكادره الطبي والإداري وان نعمل معا كي يقدم خدماته على افضل ما يكون إلى حين إحتفالنا بالمستشفلى الجديد بعد خمسة اعوام بإذن الله.

الأربعاء، 3 أغسطس 2011

جوعى الصومال والشباب العماني/ منشور في الرؤية العمانية


الأحد, 31 يوليو/تموز 2011 وردتني هذه الرسالة عبر نظام النصوص القصيرة على هاتفي المحمول يوم أمس، وها هي تصلني اليوم عبر البريد الإلكتروني، وتضامنا مع حملة الشباب العماني لمساعدة الجوعى والمنكوبين في الصومال فها أنا أنشرها .


حيث تقول الرسالة: " بمباركة الهيئة العمانية للأعمال الخيرية وبجهود أهلية سيتم جمع التبرعات العينية ( النقدية لا تقبل ) لضحايا الجفاف والمجاعة في الصومال ابتداء من يوم السبت 30 يوليو وحتى 20 رمضان تقريبا بجانب مسجد عقيل بصلالة الشرقية (تقبل المواد الغذائية طويلة الصلاحية، والفرش والبطانيات والملابس المعدة بطريقة لائقة )" للاستفسار 99492845 أحمد ،99492966 محمد ، 99696333 عبدالله، 99493100 سعيد. يقول الله تعالى:" وما أنفقتم من شيء فإن الله يخلفه " । ويقول في موضع آخر:" وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون " ويقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم" انفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا" । وقوله صلى الله عليه وسلم "‏ ‏ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا " انتهت .


وقد وجدت تفاعلا استثنائيا على صفحة الفيسبوك التي أنشأها الشباب العماني لجمع التبرعات وإغاثة إخواننا في الصومال والقرن الأفريقي حيث بدأ الشباب عمليا بجمع التبرعات وطرحوا الكثير من المقترحات التي من شأنها أن تحقق أكبر قدر ممكن من المساعدات العينية والنقدية। وقد طرح أحد المشاركين فكرة غاية في الروعة وهي " أن يقوم الشباب العماني بتشكيل لجنة لمخاطبة أثرياء السلطنة للتبرع في هذه الحملة "। وبغض النظر عن كثرة هذه الأفكار الرائعة وتزاحمها فإن الذي يثلج الصدر هو التفاعل الواضح والتحرك السريع لهؤلاء الشباب لإغاثة إخوانهم المنكوبين الذين باتوا على حافة الهاوية تلتهمهم الحرب الضروس والجوع والتشرد وانفلات الأمن। حيث تقول تقارير الأمم المتحدة أن المهددين بالموت جوعا يبلغ الملايين وأن المساعدات المعلنة حتى الآن لا تغطي أكثر من 1% من هولاء وهذه أرقام مرعبة ..


شبابنا ليسوا بأثرياء ولا رجال أعمال، بالكاد يكونوا موظفين ينتظرون رواتبهم نهاية كل شهر ليقوموا بتوزيعها خلال يومين أو ثلاثة على متطلبات الحياة التي نعلمها جميعا، ولسنا بحاجة هنا لتفصيلها। بل إن بعضا من هؤلاء الشباب لازالوا يبحثون عن عمل وليست لديهم أية دخولات شهرية। ولكن هؤلاء وهؤلاء " فتية آمنوا بربهم " وهبوا لنجدة إخوانهم، وإن بعدت بينهم المسافات وفرقت بينهم ।




إن المثل الذي يقول " مصائب قوم عند قوم فوائد " دائم التكرار في حياتنا . وعلى الرغم من أن التفسير الشائع "للفوائد" يقصد به في المجمل الفائدة المادية التي يجنيها البعض من كوارث الآخرين إلا أنني أضيف أن الفائدة معنوية أيضا وتأتي وفق مفهوم آخر بعض الأحيان। ما أقصده أن البعض منا قد تأخذه مشاغل الحياة والتسويف إلى حد "نسيان" فعل الخير، ومساعدة المحتاجين، فتأتي هذه النكبات لينتفض معها مستعيدا إنسانيته المجبولة على الخير، ويهب لإنقاذ الأرواح ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وهنا تتحقق الفائدة وهي الأجر العظيم والثواب الجزيل المرتجى من هذا العمل। وفي الأثر أن رجلا دخل الجنة بسقيه لكلب كاد أن يموت من العطش فما بالكم بإنسان مسلم قد أكرمه الله ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة الكرام بأن " يقعوا له ساجدين".




وقد يأتي رمضان، ويغادر في لمح البصر دون أن يتصدق أحدنا ولو بريال واحد مؤملا نفسه بأنه سيتصدق في نصف الشهر ثم في العشر الأواخر ثم في ليلة السابع والعشرون ثم في الليلة الأخيرة التي يتعلل فيها بأن هلال العيد قد سبقه، ولم يكمل الشهر الفضيل 30 يوما فيلقي اللوم على الذين أعلنوا دخول أول أيام شوال، وحرموه من الصدقة في آخر ساعات رمضان وهذه سانحة قليلا ما تتكرر، وذلك أن الله تبارك وتعالى يقول في الآية 32 من سورة المائدة " من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً " .


وقداستغاث بنا إخواننا، وهم في أمس الحاجة لمد يد العون وفضل إغاثتهم وإعانتهم عظيم عند الله حيث يقول الله في كتابه العزيز " ﴿وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ {270} إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ {البقرة/270 - 271} " .




ثم إن هذه الاستغاثة أتت في شهر رمضان الكريم الذي ترتفع فيه النافلة إلى مقام الفرض، وتتضاعف فيه الحسنات إلى سبعين ضعفا، والله يضاعف لمن يشاء। وكثيرا ما يتسابق أهل الخير للنيل من هذه الجوائز الربانية يقول رب العزة "وما أنفقتم من خير فهو يخلفه وهو خير الرازقين " سبأ 39 ।و يقول تعالى: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" التوبة-103। وفي حديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " ما نقص مال من صدقة "وروى الترمذي أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين سئل أي الصدقة أفضل؟ قال"صدقة في رمضان ".




دعونانشد على أيدي هذا الشباب الرائع الذي يتمتع بقيم إنسانية سامية، ويعيش بهمة عالية متجاوزا واقعه غير متعللا بظروفه الصعبة واحتياجاته الضرورية، وهيا بنا نساهم في إنقاذ ملايين الأنفس من البشر، وذلك بأن يحول الأثرياء والتجار بعضا من أموال زكاتهم، وصدقاتهم لهؤلاء الذين انقطعت بهم السبل، وإن يستقطعوا نزرا يسيرا من موائدهم الرمضانية التي تذهب يوما بالأطنان إلى صناديق القمامة، ويحولوها إلى مساعدات عينية أو نقدية لهؤلاء .




وهذا لا يعفي أي منا في المساهمة في هذه القضية الإنسانية بحجة أننا لم نمتلك الملايين بعد । فعذر مثل هذا هو أقبح من الذنب . والعمل الخيري والتطوعي يحتاج إلى المبادرة والمشاركة ولو بأقل القليل، أفلا يستطيع الموظف العادي أن يساهم بعشرة ريالات لإنقاذ روح طفل أو أم قد فقدت زوجها وأهلها . أفلا نستطيع " نحن العامة" أن نتخذ هذا العام قرارا بأن لا نرمي شيئا من موائد رمضان إلى القطط والكلاب، وأن نتبرع بنصيب القمامة لبشر حياتهم مشروطة بمساعدتنا لهم . نستطيع ونستطيع ونستطيع .... إذا أخلصنا النية، وعقدنا العزم ...واعترفنا بإنسانيتنا.































الأحد، 24 يوليو 2011

إستغاثة لحماية الأعشاب والمراعي في ظفار منشور في الرؤية الثلاثاء १९ يوليو2011


الى معالي/ وزير الدولة و محافظ ظفار الموقر
الى معالي/ وزير البيئة والشؤون المناخية الموقر
الى معالي/ وزير السياحة الى الموقر
إلى معالي / المفتش العام للشرطة والجمارك الموقر
إلى سعادة/ رئيس بلدية ظفار المحترم الموقر
إلى صاحبة السمو/ رئيسة جمعية البيئة العمانية الموقرة

إن الإهتمام السامي بالبيئة أمر له شهرته على الصعيد العالمي ولعل تخصيص جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة في العام 1989خير دليل على هذا الإهتمام . ولا يخفى على أحد اهتمام صاحب الجلالة بالقضايا البيئية المحلية على إختلافها وإمتدادها في السلطنة ككل . وعلى الرغم من هذا الإهتمام الذي نشهده على أعلى مستوى في الوطن إلا أن هذا لا يعني وجود بعض التقصير في تنفيذ وتفعيل السياسات والتوجهات البيئية نتيجة للظروف والصعوبات التي قد يواجهها أي بلد . وفي هذه العجالة سنشير إلى الإخفاق الواضح في حماية البيئة أثناء موسم الخريف في محافظة ظفار.


لقد كتبنا في موضوع تخريب الأعشاب والمراعي من قبل بعض السواح والتجاوز الواضح للقانون في هذا الجانب من خلال الإستخدام السيئ السيارات في القمم والسهول .كتبنا في هذا الموضوع مرار وتكرار ، ولكننا كمواطنين وصحفيين ومهتمين بالبيئة لم نلقى آذان صاغية أو جهات داعمة "وكأننا نؤذن في مالطا" كما يقول المثل . أو كما يقول الشاعر " وما أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي " .و لقد عايشنا طيلة السنوات الماضية تجاهلا مخجلا في هذه القضية !
إن تجاهل "مكتبنا المحافظ "و"بلديتنا التابعة له" ثم الوزارات المعنية لهذ الأمر يثير التساؤلات ويبعث على الإستغراب، فهي تتفرج على ما يتم من إسفاف بالطبيعة وتخريب للبيئة من قبل بعض المستهترين والمستهزين بهذا الوطن "بمواطنيه وأرضه " المطمئنين " بأنهم لن ينالوا أية عقوبة تردعهم ، عدا المخالفة المرورية التي لا يكاد يوقع عليها ويقر بها المخالف حتى يعود إلى فعلته المشينة ، هذا ناهيك عن تجاهلها للخلافات والمشادات الكلامية التي تحتدم بين السكان وبين هؤلاء المستهترين سنويا بسبب عدم تقبل هؤلاء المخربين لنصائح المواطنين .وقد وصلني ليل الخميس الماضي كما يصلني كل خريف أن عراك بالأيادي والعصي وقع بين بعض السكان في جبل إتين وبعض السواح الذين نصحوهم الشباب بعدم تخريب الطبيعة بسياراتهم فقابلوا النصيحة بالاعتداء وذلك لعلمهم أن الجهات الرسمية لن تحرك ساكنا في هذا.
إن كافة مناطق السلطنة المختلفة والمنتشرة على الخارطة من أقصى نقطة في الشمال إلى أقصى نقطة في الجنوب والتي تنعقد تحت لواء "وطنا " تحكمه قوانين وانظمة يكون فيه لكل مؤسسة وفرد حقوق وعليه واجبات جديرة بأن تستظل بهذا اللواء وتشد على الساعد الذي يرفعه.أما ان يطبق القانون وفق المصلحة الشخصية في قضية ما وتغيب المصلحة الوطنية في قضية ثانية فإن قوة القانون وتنفيذه ستضعف إلى الدرجة التي تضع المواطن العادي في المحك للوقوف في وجه من يعتدي على أرضه سواء كانت جبلا أو سهلا أو ساحلا أو مدينة أو صحراء أو سماء حتى.

أبعاد القضية

إن المسألة ليست بالتفاهة أو السذاجة التي ينظر إليها البعض بأن "سكان الجبل " أو مربي الثروة الحيوانية " هم المتضررين الوحدين من هذه التجاوزات !!! لا لآ .لآ بل هي أبعد من ذلك بكثير فهي ذات:

أبعاد أخلاقية شرعية

وذلك ان ديننا الحنيف يأمرنا بالمحافظة على الأرض التي نعيش عليها وأن لا نعيث فيها فسادا ।يقول الله تعالي في كتابه العزيز:


- "أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّاثُمَّ شَقَقْنَا اْلأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ" (سورة عبس: الآية 25-32).

- وتوعَّد الله الذين يفسدون في الأرض بالوعيد الشديد، ونعى عليهم هذا المسلك المذموم، "وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي اْلأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ" (سورة البقرة: الآية 205).
- ونهى عن الفساد في الأرض، وعاب على أهله فعلتهم، وإن زعموا أنهم يصلحون "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي اْلأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" (سورة البقرة:الآية 11).

وفي الحديث النبوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يغرس غرسا‏ ‏أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهمة إلا كان له به ‏‏صدقة"। فكان الأحرى بنا إذا لم نساهم في الغرس والزرع ان لا نعتدى على ما وهبنا الله إياه من نعمة دون أن نبذل فيها جهدا بدنيا او خسارة مالية .

وقد رفعت إحدى الوزارات في السنوات الماضية شعارا جميلا و يقول " قطعك لشجرة يحتاج إلى دقائق ولكن نموها يحتاج إلى سنوات " وهذا ينطبق بحذافيرة على العشب فهو من الشجيرات الصغيرة .


أبعاد إجتماعية

لأهل ظفار عشق بهذا الجبل وإرتباطهم به غائر في التاريخ فالجبل بالنسبة إليهم هو الحياة والإقتصاد ، هو صومعة التفكر في الخلق والكون ، ملهم الإبداع والفن والشعر والكرم والجود ، يرحبون فيه بالضيف وعابر السبيل ، يحلبون النوق ويذبحون الذبائح ويقدمون فيه أفضل ما لديهم ويخالطون الغريب ويحمون فيه الخائف و لهم فيه حكايات وحكايات .

فإذا كان هذا هو الجبل قد فرش هضابه وردا وبسط وديانه زلا أخضرا وإنهالت سواقيه من أحضان الطبيعة ترقص طربا للزائر العزيز، كان من باب أولى أن يقدر هذا الضيف "السائح " هذا الترحاب . وإن تجاوزنا هذه المسألة وقلنا أن الضيف لم يعد بحاجة إلى من يضيفة كان الأجدر بالسائح الكريم أن يستحضر في ذهنه المثل القائل " ياغريب كن أديب " وأن يحترم قوانين البلد وعادات المجتمع ويستمتع بالخريف والرذاذ وفق مقولة " تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين " . أما أن يأتي سائحا في يدة حفنة من الريالات وفي الأخرى إسفافا بالأرض والخلق كما يفعل البعض منهم .أقول البعض وليس الكل . فلا وألف لا ! فلا زلنا نعتقد أننا عرب أقحاح ومجتمع أصيل لن يتنازل عن ثوابته في سبيل لقمة عابرة.

أبعاد بيئية

هي قضية من الدرجة الأولى ،حيث تشكل المراعي نسبة كبيرة من الغطاء النباتي في الجبال والسهول في ظفار . وكلنا على علم بالتدهور النباتي ومشكلة التصحر التي تعاني منها السلطنة بشكل عام وظفار بشكل خاص لأسباب يمكن القول أنها خارج السيطرة بدرجة كبيرة . فكيف نسمح نحن ونساهم في هذه المشكلة العويصة بالتفاقم بالتفرج على حرق السيارات لهذه الأعشاب والنباتات الصغيرة التي إنتظرت الموسم بفارغ الصبر . ونقضي عليها في لمح البصر ، والأدهى من هذا أن المكان الذي تتحرك فيه السيارة في فترة الخريف سيحتاج الى عامين او ثلاثة لإستعادة عافيته ان كتب له ذلك وذلك لأن وزن السيارة سيعمل على تغويص العجلات لمسافة عميقة كون التربة تكون لينة وهشة جراء سقوط الأمطار المستمر .

أبعاد سياحية
لقد أصبحت محافظة ظفار قبلة العشاق وملاذ الهاربين من لهيب الصحراء اللافح واخذت وزارة السياحة تفتخر بالأرقام المسجلة لعدد زوار الخريف سنويا حيث بلغ عددهم أكثر من ربع مليون سائح 2010 وبطبيعة الحال إنعكس هذا الأمر على الحركة الاقتصادية من تأجير للشقق وللسيارات وبيع للعقارات ونشاط في الأسواق وكان لسياحة المؤتمرات ظهور ملفت في السنتين الأخيرتين وقد جنت صلالة العام الفائت مبلغ يقدر ب 23 مليون ريال عماني ولكن السؤوال الملح جدا ؟ إذا فتحنا أبوابنا للسياحة هكذا على مصراعيها دون ان نضع الضوابط العملية لها . ؟ هل ستستمر السياحة بزدياد ؟

أقول : إذا كان النيل يعد بمثابة القلب والروح النابض لمصر . فإن الجبل يمثل ذات القيمة لظفار ، وبتفصيل قليل أؤكد أن مئات الالاف التي تزور المحافظة سنويا ليس لها مقصدا إلا واحد لايقبل الزيادة . وهو " الجبل بسهله ورذاذة وعشبه وضبابه وجوه اللطيف ونسيمه العليل وجمالياته الأخرى " .
فما إن يستأجر السائح شقته ويضع أمتعته حتى ينطلق في السهول والجبال باحثا عن المغامرة سارحا وحالما في ضباب الخريف الذي يستمد منه شعورا لا يوصف يصل به حد السحر و يجمح به إلى الخيال .
فاذا إستقطعنا وقضينا بأيدينا كل سنة على بقعة خضراء . كم من الجبل سبقى وكم من العشب سينمو ؟ وكم سائحا سيأتينا ليسجن نفسه في شقة ضيقة كان قد فر هاربا منها ف بلده .
وليس السهل ببعيد عنا والتجربة السيئة خير برهان على تفريطنا فيه بعد ان تركناه نهبا للمخيمات التي تفترش ألاف أمتار الرمل والإسمنت وغيرها من المواد التي تمنع العشب من النمو تماما وتركناه عرضة للسيارات فأصبح أثرا بعد عين . سهل أجرد لا يقتات منه حتى الطير بعد ان كان جنة خضراء كثيفة النبات متشابكة الأغصان . أفلا نعتبر يا أولي الأبصار !!!

أبعاد إقتصادية
كما أشرت أن المراعي وهو ما يقصد به في ادبيات وزارة الزراعة"الأعشاب والشجيرات الصغيرة " تشكل النسبة الأكبر من الغطاء النباتي في المحافظة وتعتمد عليها الحيوانات وخاصة الأبقار كمصدر رعي وغذاء رئيسي . حيث أن نمو هذه الأعشاب بشكل مكثف يساهم في تقليل شراء الأعلاف المصنعة الغالية الثمن الى أبعد حد الأمر الذي ينعكس تلقائيا على أسعار اللحم المحلي والسمن البلدي ويساهم في وفرة الألبان . وبطبيعة الحال إن الجميع يدرك الأهمية الأقتصادية لهذه الأعداد الهائلة لهذه الثروة . ومدى إرتباط أسعارمنتجاتها بتوفر الحشائش من عدمها . كما ان الجبل ينتج موسميا أنواع مختلفة وبكميات جيدة من المزروعات وكان يمثل الرافد الإقتصادي فيما قبل النهضة ويعد الان حارسا عتيدا في الأمن الغذائي لمدينة صلالة وغيرها من الولايات الأخرى في المحافظة فلماذا نتجاهل هذه القضية ؟!؟!!

إن الأمر يا أصحاب المعالي ويا من له ضمير حي قد بلغ حده الأعلى فكل سنة نسمع بمشادات عنيفة بين أهالي هذه المنطقة أوتلك وبين بعض السواح المعتدين على البيئة والمناطق السياحية والرعوية التي تشكل في معظمها فناء أو حرما للمساكن في الجبل.وأجزم أن إيجاد حل لهذه القضية المزعجة ليس بالأمر الصعب أو المكلف ماليا ، ولا يحتاج في مجمله إلا إلى بعض التنظيم ، ولهذا فإننا نختم حديثنا بهذه المقترحات التي نرى أنها ستشكل حلولا آنية ومستقبليه وعمليه في الوقت عينة وهي :
1 – أن تقوم بلدية ظفار بداية من اليوم بتسيير دوريات لمراقبة المخربين والمعتدين على الطبيعة كحل سريع وآني .
2 أن يتم تسليم هؤلاء العابثين إلى شرطة عمان السلطانية وأن يعاقب المخالفين بالسجن والغرامة المالية بحيث يكون المخالف عبرة للآخرين .
3- أن تقوم البلدية بالتنسيق الفوري مع النيابات في المناطق الجبلية كونها ذات العلاقة المباشرة بالقضية وهي مستعدة للتزويد بالمتطوعين .
4- على وزارة البيئة والشؤون المناخية إصدار القوانين الصارمة في هذا الشأن أو تفعيلها إذا كانت قائمة مع التشديد على العقوبات .
5- على بلدية ظفار تفعيل قانونها الخاص بهذه القضية
6- وعلى السياحة أن تجد حلا سياحيا لهذا الأمر وأن تستفيد من المشروع الجمالي الذي نفذته في عين دربات والذي حول الموقع إلى حديقة طبيعية غناء بحيث تقوم بتسييج المواقع ذات الكثافة السياحية العالية في مختلف المناطق الريفية ليتمكن السائح الدخول الى هذه الأماكن مشيا على الأقدام مع تخصيص مواقف للسيارات .
7 - على هذه الجهات التنسيق فيما بينها وأن تكثف حملاتها الإعلامية في الإهتمام البيئي من خلال كافة وسائل الإعلام وخاصة التلفزيون وأن توضح العقوبات الصارمة للمخالفين من خلال المنافذ الجوية والبرية.
8 - يمكنني القول أن معظم سكان المحافظة وخاصة الشباب "متطوعين في البيئة" ولايخفى على أحد دورهم في تنظيم المواقف في المناطق الجبلية بحيث يبذلون سنويا جهودا واضحة وذلك باستخدام الحجارة لإيجاد مواقف مناسبة للسيارات للتقليل من هذه المشكلة. وبما أن هؤلاء قد تطوعوا بوقتهم وجهدهم كان الأجدر بوزارة البيئة وبلدية ظفار أن تساندهم كمتطوعين وتنظمهم في برنامج عملي يعود على البيئة والوطن والمواطن بالفائدة القصوى . لا ان تتجاهلهم تماما.

9 – بما أن هولاء الشباب يقومون بجهود قيمة للمحافظة على البيئة فإنني أدعوهم للإنضمام إلى جمعية البيئة العمانية وذلك لإستفادة من برامج الجمعية في العمل التطوعي البيئي .

إن الأمر لم يعد مقبولا وقد " وصل السيل الزبى" . وبما أننا مواطنين نعيش على هذه الأرض الطيبة فنحن نطمح بل نرى بضرورة أن تستصدر الجهات المعنية القوانين الصارمة التي من شأنها أن تحد من هذه التجاوزات . أما أن يحصل هذا التغافل الصارخ من قبل الجهات الرسمية وتحميل المواطن كل تبعات السياحة ومساوئها . فاننا لم نعد نحتمل أن يتاجر أحدا بالسياحة على حساب أرضنا وبيئتنا وأخلاقنا وأوضاعنا الإجتماعية .

ان تحرير مخالفة بعشرة ريالات لشخص دمر البيئة وعاث في الارض فسادا لن يجدي نفعا ولن يحمي أرضا ولن يسر خاطرا لمواطن .فكيف بالله عليكم ان يحول انسان مستهتر الارض الخضراء التي انتظرها كل الخلق من "تراب وشجر وحيوان و آوادم" ، يحولها الى صحراء قاحلة بسبب التفحيص بالسيارات ونتفرج عليه وكأنه يزرع أرضنا عشبا أخضر وياسمينا مزهرا بحجة واهية وهي " لا نؤذي السائح ".

إذا كانت السياحة ستدمر بيئتنا وتتخطى عاداتنا وأعرافنا وستكون وبالا علينا أغنانا الله عنها ونقولها "بالفم المليان " لا مرحبا بالسياحة ... وإن قيدت هذه السياحة بضوابط وقوانين لا تجحف في حقنا كمواطنين نحن مستعدون لتحمل ضريبتها ونكون مخطيئين إذا قلنا بغير هذا القول.

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

بيوت الخبرة والتنمية منشور في الرؤية الأحد 17 يوليو 2011

أقامت تواصل العالمية الخميس قبل الماضي ندوة " بيوت الخبرة والتنمية" حاضر فيها العديد من الباحثين وحضرها ممثلين عن الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي وغيرها من المؤسسات الخليجية والعربية .
ومن خلال أوراق العمل التي قدمت وورشة العمل التي عقدت صباحا على مستوى المختصين ثم الحوار والنقاش العام الذي دار بين الخبراء وبين المدعوين من أكاديميين ومثقفين وصحفين وغيرهم ومن خلال طرح الموضوع وفق نظرية العصف الذهني وذلك للحصول على أكبر قدر من الأفكار التي يمكن الإستفادة منها في هذا الجانب أشير إلى أن ما نطلق عليه نحن "بيوت الخبرة "جاء ترجمة لمصطلح (THINK TANK ) والذي إستخدم للإشارة إلى غرفة العلميات الأمريكية في الحرب العالمية الثانية .وهو ما نعني به المؤسسات الفكرية ومراكزالدراسات و البحث العلمي .
إن هذه الندوة التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة التي تناقش أهمية "بيوت الخبرة" ومراكز البحث العلمي والتي تمثل الخطوة الأولى في الألف ميل تخبرنا أننا كعالم "ثالث أو نامي أو عربي " ليس لدينا نصيب من "بيوت الخبرة" البالغ عددها 6000 الاف عالميا إلا5% أي ما لا يزيد على 300 مؤسسة . وهذا بلا شك مؤشر واضح على النتائج السيئة للكثير من القرارات ذات العلاقة بالتنمية في عالمنا العربي كونها تتخذ هكذا بضبابية وغموض دون إخضاعها لدراسات علميه ومنهجية تبين الحقيقة الفعلية لإتخاذها من عدمه ، هذا ناهيك عن السعي الحثيث من البعض لتغييب الحقائق وتهميشها في سبيل المحافظة على مصالحه الفردية.

ولهذا فإن الضرورة باتت ملحة لإنشاء المراكز البحثية المهنية والمتخصصة ذات الكيان المستقل وأن تتمتع بالدعم المالي الوفير دون التدخل السياسي أو السيطرة عيها من قبل الشركات واصحاب رؤؤس الأموال وهو الأمر الذي سيمكنها من أن تلعب دورا رئيسيا وملموسا في دعم التنمية من خلال تقديم دراسات حقيقية وواقعية تمكن صناع القرار من رسم سياساتهم وفق رؤية واضحة لا لبس فيها.

وعلى الرغم من الحذر التام والتوجس الذي تبديه الحكومات العربية تجاه أهمية الدراسات والبحث العلمي إلا ان الواقع بات يفرض نفسه وأثبت المواطن العربي حاجته الى تغيير سياسات التنمية ، بل أعلنها ثورة على السياسات البالية التي حجمت من مساهمتة في المشاركة في التنمية والأثر السئ لهذا الأمر عليه والذي أوصله إلى حد الجهل والتخلف.
إنها الفرصة الذهبية للدفع بعجلة التنمية العربية إلى الأمام ،فالربيع مزهر "وبيوت الخبرة" ستثمر إن وجدت بشرا يؤمنون بقدسية العلم و المعرفة . لا جلادين يحاربون التفكير والعقل والمنطق من أجل كرسي لا محال من زواله.

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

وظائفنا... معونتنا ...أمننا

تفائل الوطن خيرا ولايزال بتعامل السلطان الفذ والحكيم مع الأزمة التي حدثت مؤخرا في ربوع الوطن . ومع ان البعض أصروا على مواصلة الإعتصامات حتى أنهتها الحكومة بقوة الجيش وذلك في اشارة واضحة على مطالبهم الملحة والتي لا مناص من تحقيقها الا ان مجمل الرأي ممتن للسلطان في إستجابته السريعة لمطالب ابنائه من الشباب .


وعلى الرغم من كثرة المطالب التي ظهرت على منابر الإعتصامات الإ أن القضية الأكثر بروزا وإلحاحا هي قضية "البحث عن العمل" .ولهذا فقد كان للتوجيهات السامية بتوفير 50 ألف وظيفة رد فعل مباشر من المواطنين وترحاب أيما ترحاب وذلك لإدراكهم لأهمية مثل هذا الأمر في المحافظة على أمن البلد وإستقراره .


ولم يكن قرار معونة ال150 ريال للباحث عن عمل يقل أهمية عن مسالة التوظيف ، إذ هو إشارة واضحة إلى أن الحكومة ستسعى بكل جهد إلى توفير الوظيفة المناسبة للمواطن ولكنها ستخصص له هذه المعونة ريثما يتم إستدعائه للوظيفه في مدة لا تتجاوز شهورا .


أدرك السلطان ... اقول السلطان وليس الحكومة خطورة الأزمة ووجه أوامره للحكومة بالتعامل معها بواقيعة تامة وقد كان هذا بالفعل ،فتم إستدعاء الالاف للوظائف وتم منح الاف آخرين المعونة . وبقي الالاف الآخرون ينتظرون الدور . أخذ البعض يلقون باللوم على الجهات الحكومية منذ الأسابيع الأولى قائلين بأن تلاعبا وتباطئا يشتم من أروقة التوظيف والمعونة .
ولكننا كنا مع الذين يؤكدون بضرورة إعطاء هذه الجهات بعضا من الوقت لترتيب الأوراق الخاصة بفئتي "المتوظفين ومتلقي المعونة " ولا ضير إن بلغ هذا الوقت شهرا كاملا أو لحق به شهرا آخر أو إحتاجت معالجة الأمور المالية والإدارية لهذه القضية إلى شهرا ثالثا تتضح فيه الصورة النهائية لعدد الوظائف والمعونات .


كنا نتعامل بنوع من الواقعية ونراعي منطقية الحاجة للزمن لتحقيق عمل ما . ولكن يبدوا أننا كنا نمنى النفس اكثر مما كنا نروضها لتفهم وقبول معيار الوقت . فحتى الان وبعد مضي الشهر الأول والثاني والثالث والرابع والخامس وصولا إلى السادس (نصف عام )على الأزمة لازال عشرات الالاف ينتظرون حقهم في الوظائف والمعونات .


دعونا إذن نقول أن الذي حصل يعد إخفاقا صريحا ومؤشرا خطيرا على أن أداء الحكومة بات ضعيفا جدا بحيث لم يتمكن خلال هذه الفترة" الطويلة جدا"من إنهاء الضجة التي تدور حول "هذه القضية الملحة جدا أو "المخيفة" أو أن توجها سيئيا تحمله هذه الحكومة تجاه قضية" البحث عن عمل" وتتجاهل إرتباطها الوثيق بأمن هذا البلد وإستقرارة وكلا الأمرين خطيرين خطيرين .


إقتصرنا الحديث هنا على مشكلة "البطالة " أو "البحث عن عمل " وللحديث بقية عن غيرها من المراسيم السلطانية و الأوامر السامية التي صدرت تجاوبا مع الأزمة التي أطاحت بالحكومة لأول مرة في السلطنة

أربعين سنة .... يا 23 يوليو



يطل مكتبي المتواضع المكتظ " أربع مكاتب " في غرفة بالكاد تناسب موظف يمكن أن يعطي شيئا لوظيفته ولوطنة لو هيئ له الظرف والمكان . أقول يطل مكتبنا على شارع 23 يوليو . هذا الشارع الذي قررت الحكومة مؤخرا إعادة إنشائه كطريق مزدوج كونه يمثل قلب هذه المدينة التي يدعي أهلها أنها العاصمة الثانية لعمان .


قبل أن يشرع العمل في شارع يوليو كان زميلي أنور المهتم كثيرا بأخبار الدولة ومتابعة المشاريع التنموية يردد علينا كل صباح " ياجماعة أنا ماراح أرتاح إلى وأشوف الغرافات بتغرف هذا الشارع الذي يذكرني بشوارع أفريقيا " وقد اشركنا أخونا هذا في إنتظار تنفيذ المشروع ما يزيد على السنة بعد أن نقل إلينا في إحدى الأيام خبر رسو المناقصة على شركة الشنفري وشركاة . بدأت الشركة تنفيذ المشروع منذ سنة وها هي الان على وشك الانتهاء .


بطبيعة الحال سر أنور كثيرا وسررنا نحن معه . وأعتقدنا ان سوالف 23 يوليو قد إنتهت . إلا أن صباحيات الاخ محسن لم تعد تفارقنا يوميا، فلا يكاد يطل من "الدريشة " إلا ويخاطب الشارع ملوحا بيده في استنكار وتساؤل ! " أربعين سنة يا 23 يوليو " أربعين سنة حتى نراك بهذه الصورة التي من المفترض أن تكون عليها منذ زمن بعيد .

زميلنا الرابع لا يعلق كثيرا على هذا الإنجاز فيما ناب عنه في ذات الدور كثيرا من الموظفين والمسؤولين والمشتركين الذين يبدؤون زيارتهم لنا بالتهنئة بهذا الصرح وينهونها بالتهنئة فتضيع في كثير من الأحيان أهدافهم الرئيسية من الزيارة . ونكون نحن بهذا قد ربحنا بعض الوقت لمزيد من التفرج على شارع 23 يوليو بحلته الجديدة وبالسيارات المختلفة الأنواع التي تجوبه وذلك لأن تعليمات المدير ورئيس الفريق وطلبات المشتركين قد تلاشت في لحظة إنبهار بمنجزنا العظيم الذي إحتاج إلى أربعين سنة ليظهر الى حيز الوجود

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

فن التسول



قرأت ذات مرة أن إحدى المجلات العربية نشرت في أحد أعدادها تحقيقا صحفيا يعالج ظاهرة التسول في البلد الذي تصدر فيه المجلة ، وقد كلفت معدة التحقيق بإنتحال شخصية إحدى المتسولات لمدة شهر كامل للتعرف على مدى حاجة المتسولين والدخل الذي يجنونه جراء هذا التصرف.

في نهاية الشهر نشرت الصحيفة تحقيقها المثير الذي يشير إلى أن أغلبية المتسولين ليسوا من الفقراء المعدمين وإنما أناس إتخذوا من مد اليد إلى الغير مهنة وحرفة يجيدونها ، والأكثر إثارة أن الصحفية وجدت أن حصيلة ما جنته خلال هذه العملية يفوق راتبها الشهري بثلاثة أضعاف .
ظاهرة التسول هذه منتشرة في كثير من البلدان ولم نكن نعرفها من قبل ولكنها بدأت تظهر في مجتمعنا بشكل ملحوظ .

لست أنا الأول ولن أكون الأخير في طرح هذا الموضوع ،فقد تحدث عنه الكثير من الزملاء وأعطوه حقه في المعالجة وإقترحوا الكثير من الإقتراحات العملية لحل هذه المشكلة الاجتماعية.ولكني وددت المشاركة لأنني رأيت وأرى مع بداية كل خريف المتسولين من الجنسيات العربية يسرحون ويمرحون يجوبون الشوارع ويدخلون البيوت والأحياء السكنية بعد أن احصوا المساجد والمقابر وعدوهن عدا.

لا أقول أنني ضد إعانة المسكين والفقير والمحتاج ولكنني أتسائل عن هذا الشخص المجهول والغير مواطن الذي أخذ لشهور وسنوات يتمركز في موقع معين لم يعد يتحرك منه ليلا أو نهارا وإلى أين ستذهب هذه الأموال التي يجمعها. لماذا لا نجد من ضمن المتسولين أحد الأجانب الآسيويين الذين تكتظ بهم مدننا ؟ أليسوا فقراء ؟ لما لا نجد حالة واحدة لمواطن ؟ ألا يوجد في عمان من هو بأمس الحاجة إلي يد العون ؟ وغيرها ألف وألف تساؤل ؟

نحن هنا لا نشجع على البخل والتمنع عن مساعدة من ضاق بهم الحال ، ولا نطلب من هذا المجتمع الأصيل أن يتخلى عن صفة الكرم التي طالما إتصف بها ، إلا أننا نرى بأن الأقربون أولى بالمعروف ، فقريبك الفقير أولى وجارك المحتاج أولى وهكذا ، وفي الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " ليس المؤمن من بات شبعانا وجاره جائع " .

دعونا نناقش المسألة بصدق وواقعية ، ألا ترى معي أخي المتصدق أن هناك فرق بين إدخال السرور إلى قلب طفل يتيم تعرف حاله أو إبن لقريب تعلم ظروف والده الإقتصاديه القاهرة أو لأحد أبناء جيرانك المعدمين ، وبين أن ترمي خجلا من جلسائك على طاولة المطعم مبلغا من المال لشاب أو شابة من "الشحاتين" تشكك أنت في نواياه أصلا ، ثم لا تلبث أن تكيل عليه الإتهامات وعلى الجهات المختصة التي تركت الموضوع يتمادى إلى هذا الحد.

ولهذا فإننا نطالب أن تقوم وزارة التنمية الإجتماعية بتحمل مسؤوليتها وتفعيل القانون المعني يهذه الظاهرة وان تقوم بدورها الفعال في هذا الجانب وان تتابع حالات هؤلاء المتسولين ومعرفة أحوالهم وظروفهم المعيشية والتنسيق مع الجمعيات الخيرية والمؤسسات الحكومية والخاصة للمساعدة في القضاء على هذه الظاهرة الغير مرحب بها.

كفى الجهات المسؤولة تجاهلا لهذه القضية ، عليها أن تتكاتف جميعا لإيجاد حل عملي وحقيقي لها ثم إن عليها تطبيق العقوبات الصارمة على المخالفين !!!

ولا تكرهوا الناس في الصدقة وإعانة المعوزيين . فأنتم مساءلين بعد أن كنتم مسوؤلون .

الثلاثاء، 21 يونيو 2011

الخريف بين المخيمات والسيارات



وأنا أخط هذه السطور أستسمح القراء عذرا لتكرار الكتابة في هذا الموضوع فقد تحدثنا عنه أكثر من مرة فيما سبق . إلا أن أهميته هي التي تلح علينا باسترجاعه كلما أقبل الغيم وهل علينا الخريف.
حديثنا عن المسطحات الخضراء في سهل صلالة ، فكلنا قد رأى البساط الأخضر والحلة الجميلة التي تكتسي بها السهول والهضاب والجبال في هذا الموسم الفريد ولاشك أن عيوننا وقلوبنا تهفو للإستمتاع بهذه المناظر الخلابة التي تسحر الألباب .
ولكن الكثير منا وللأسف الشديد لا يأبه في القضاء على هذه المروج إما عن طريق التجول بالسيارات في الاماكن ذات الكثافة النباتية وفوق المرتفعات العالية أو من خلال فرش المخيمات بالاف الأمتار من الرمل والإسمنت وغيرها من المواد الممنوعة الإستخدام الأمر الذي يحولها إلى بقع سوداء لاتقوم فيها للعشب والنباتات أي قائمة.
ورغم الجهود الفردية للمواطنين بمحاولة التصدي لهذه الظاهرة السيئة وذلك عن طريق إيجاد مواقف مناسبة على أطراف المواقع السياحية باستخدام الأحجار إلا أن هذه الجهود لم تجد من يشد على يدها من جانب الجهات الحكومية لتكون ذات نفع في الأعوام الماضية . بل على العكس كثيرا ما يتعرض هؤلاء للإحراج بحجة أنهم لا يمثلون أي جهة رسمية للقيام بهذا الدور.
وبما أن الخريف قد أطل علينا مبكرا هذا العام فإننا ندعوا البلدية بضرورة الإسراع في تسييج المسطحات و المرتفعات التي يستخدمها البعض دونما إكتراث "كزلاجات " لعجلات سياراتهم فيحرقون الأخضر واليابس مع مراعاة ترك مواقف للسيارات بحيث يتمكن السائح من الدخول إلى هذه الحدائق الطبيعية مشيا على الأقدام والإستمتاع بافتراش البساط الأخضرخاصة أن مثل هذا العمل لن يحتاج إلى كلفه ماليه ولن يستغرق تنفيذه اكثر من يومين او ثلاثة.
وللسائح وللمواطن وللمقيم ،ثم للمسؤولين بدرجة أولى أن يروا ما قد حل بهذه الأرض من تخريب وتحولها إلى صحراء قاحلة في عز الخريف وليس ذلك إلا لسبب بسيط وواضح وهو الإستخدام السئ للسيارات وعدم التقيد بقوانين التخييم ومن ثم عدم تطبيق أي عقوبة على هذا أو ذاك.
إن الذي يحصل من تجاوزات في هذه القضية لم يكن ليحصل لو تحملت كل جهة مسؤوليتها .... ولكن ! ما دام الأمر هكذا لماذا لا يأتي السائح ليعيث في مواردنا الطبيعية فسادا ثم يقفل راجعا بينما لانزال نحن نتناقش في تحديد الجهة المعنية بهذا الموضوع مباشرة هل هي بلدية ظفار ؟ أم وزارة البيئة والشؤون المناخية ؟ أم وزارة السياحية ؟ أم الإدعاء العام ؟ أم شرطة عمان السلطانية؟......؟
ولهذا ندعوا كل الجهات المذكورة إلى التكاتف فيما بينها لمعالجة هذا الأمر وحماية هذه الطبيعة النادرة الوجود وأن تأخذ أفضل الحلول للتعامل في مثل هذه القضايا وعليها أن تستفيد من مشروع عين دربات الذي نفذته وزارة السياحة في موقع دربات السياحي والذي كان له الأثر البالغ في المحافظة على هذه الجنة الخضراء بطبيعتها الساحرة بعد أن حولتها السيارات في المواسم الماضية إلى أرض جرداء مقرفة المنظر.
وكحل عاجل لهذه المعضلة أقترح على هذه الجهات التنسيق مع النيابات التابعة لمكتب محافظ ظفار في المناطق الجبلية لتشكيل فرق عمل لمراقبة المواقع السياحة وتطبيق القانون على المخالفين.

ولاننسى ضرورة تكثيف التوعية بأهمية هذه القضية في وسائل الإعلام بشتى انواعها....وإلا فعلى الخريف السلام !!!

الأحد، 19 يونيو 2011

الشباب والصيف/منشور في الرؤية 14يونيو



رماها الشيخ المصري في وجه المصلين مبرئها من ذمته. أولادكم يسهرون إلى ما بعد صلاة الفجر على الطرقات . أين أنتم من فلذات أكبادكم هذه . أنتم مسؤولون عنهم في الدنيا والاخرة.قالها الخطيب بكل أسى ضاربا عرض الحائط بمن يريد أن يدافع عن ابنه وهو يعلم علم اليقين انه لا يأتي الى البيت الا بعد طلوع الشمس.
وقد يقول قائل أن هذه فترة إجازة ومن الطبيعي أن يسهر الناس قليلا بعد عناء العام الدراسي ومتاعبة ، ولكن الأمر ليس بهذه الصورة في صلالة ففي هذه المدينة قد فتح باب السهر إلى ما لا نهاية وذلك انك ترى على كل قارعة طريق وفي كل حي أطفال ومراهقين قد إختاروا للعراء ملاذا وسكنا دون بيوتهم وهم على هذه الحال في الصيف وفي الشتاء ،في أوقات الدراسة و الإختبارات والإجازات سواء.
المعروف في كل مكان على وجه الأرض أن الحياة الليلية خارج البيوت لايعيشها إلا المشردين ، ولكن الأمر عندنا يختلف فكلنا نسهر حتى الصباح ثم نصر على إدراج أسمائنا وأبناءنا في قوائم العوائل السوية أو المحافظة أوالمنتجة أو ذات الشأن والعلو، متجاهلين ما ستجره علينا هذه العادة السيئية من مساو لا يحمد عقباها .
غريبة هذه المدينة وأهلها أكثر غرابة فهم لا يكادون يسلكون طريقا إلا وبالغوا فيه إلى حد الجنون . وكأنهم لا يدركون أن بامكانهم الإستمتاع بالصيف وبالإجازة إلا إذا قلبوا الليل نهارا والنهار ليلا .
إن هذا الأمر الذي أثار إستغراب إمامنا ودفعه إلى الحديث عنه صراحة لجدير بالدراسة والإنتباه ،( فالإدمان ) الواضح على السهروعدم الإكتراث به بل ومباركته من قبل الاباء من المؤشرات الخطيرة جدا على تهيئة الكثير من الشباب للإنحراف عن جادة الصواب التي هم أحوج ما يكونون إليها في هذه المرحلة .
ولهذا كان الأجدر بكل منا أن يولى إبنه ولو جزءا بسيطا من وقته وإهتماماته ويساعده في الإستفادة من الكثير من البرامج الصيفية الممتعة والمفيدة في الوقت ذاته .
ولابد لنا من نزع الفكرة الغبية التي تسيطر على عقولنا والمتمثلة في أن الإستمتاع لا يأتي إلا بالنوم والسهر المبالغ فيهما إلى أقصى درجه وإستبدالها بفكرة أن الحياة أجمل بالصباح المشرق وروعتها في النظام والعمل والإنجاز والإعتدال في كل شي.
أهنئكم على الإجازة ولكني أحذركم بأن لا تغرقوا في سباتها العميق وتذهبوا بعيدا عن حاجياتكم النفسيه التي تشكل الجزء الأكبر من سعادتكم وراحة بالكم ، أنصحكم بحفظ سورة من القرءان ولا تنتظروا حتى يحين الوقت لتحفظ القرءان دفعة واحدة ، فليس في الإنتظار إلا التسويف الذي عشنا معه نتائجه السيئة طيلة الأعوام الماضية ، أدرس / إدرسي دورة في اللغة الإنجليزية ، أو في إدارة الوقت ، أو في الإسعافات الأولية ، او في مهارات الإتصال وفن التعامل مع الآخرين ، أو في التصوير أو غيرها الدورات الرائجة هذه الأيام ، تفاعل /تفاعلي مع هذه الدورات على انك انت الذي إخترتها في الصيف كجزء من إهتمامتك وليست مقررا دراسيا مملا قد فرض عليك ثم انظر أثرها على نفسك وإبداعك فيها،إزرع شجرة ، أو إسقها إن وجدتها مزروعة ثم انظر أثر عملك هذا مع الايام والشهور ، ساعد كبيرا في السن يحمل أغراضه في السوق ، أمط حجرا عن الطريق ، أزل المخلفات وأكياس البلاستيك عن هذا الموقع الطبيعي أو ذاك . إصنعي طبقا من الحلوى لجمعية الوفاء وآخر لجمعية النور . و و و... مما لانهاية له من عمل الخير الذي يحسسك بانسانيتك المكرمه ويبعدك عن الحيوانية التي بات يغوص فيها الكثير ،حيوانية المبالغة في الأكل والسهر ثم النوم... النوم الذي نسلم له انفسنا ليقضي عليها بإختيارنا ، ثم نعزي إخفاقنا إلى أسباب خارجية منها الوضع السياسي والإقتصادي وكذلك سياسة أمريكا وحلف الناتو.

الأحد، 12 يونيو 2011

فكر الأب ومستقبل الإبن

منشور في الرؤية ،الأحد, 29 مايو/آيار 2011

كنت منتظرا في أحد أروقة مستشفى السلطان قابوس بصلالة منشغلا بكتابة مقال عن الوضع التعليمي الحالي والتحصيل العلمي المتدني. لاحظ الرجل الذي يجلس بجانبي إنهماكي في الموضوع وعدم إلتفاتي للآخرين. سألني بأدب جم. ما الذي يشغلك عنا هكذا يا ولدي ؟أجبته بأنني ألملم مقالا عن التعليم الأساسي في السلطنة. لم أكد أنهي إجابتي حتي رأيت مسحة حزن على محيا الرجل، ثم أخذ يسترسل في الحديث عن الفرق بين تعليم الأمس واليوم . يذكر الرجل الذي تلقى تعليمه في سعيدية صلالة، المدرسة الوحيدة آنذاك جزالة العلم الذي كانوا يتلقونه نهاية الخمسينات وبداية الستينيات من القرن الماضي، كيف كان المعلم وافر العطاء ومنهلا حقيقيا للعلم، وكيف كان الطالب حاضر العقل والبديهة نبيها لا يكاد يتم السنتين الدراسيتين حتى يصبح كاتبا متميزا وقارئا بل وخطيبا بارعا، ثم كيف كان ولي الأمر حريصا ومتعاونا وأبا لجميع الطلبة وليس لابنه فقط، لقد كان كل من هذه الأطراف يؤدي دوره على الوجه الأكمل على الرغم من قلة الموارد المتاحة والظروف الإقتصادية الصعبة. وفي هذا السياق الذي يركز فيه الرجل على الأهمية القصوى لدور الأب وأن فكره سينعكس على أداء الابن وسيحدد بلا شك مستقبله فيما بعد، يروي لي هذا الخبير التربوي كما اسميه قصة غاية في الأهمية، يقول بعد سنوات من تخرجي من السعيدية وبنهاية السبعينيات كنت أعمل مديرا لدائرة الأشغال التابعة لمكتب الوالي بظفار فزارني في المكتب الشيخ/عوض بن سالم الرواس أحد كبار السن الذين أكن لهم كل إحترام وتقدير. فرح لي كثيرا وبارك لي بالوظيفة، وقال لي كلاما لايزال راسخا في ذاكرتي، قال يا ولدي لقد فاتنا نحن الكبار قطار التعليم، ولكن أوعدك "بلحيتي هذي" - وهي عبارة تستخدم للتأكيد على الوفاء بالوعد- أوعدك تشوف أولاد عمك كلهم دكاترة، يقصد أبنائه. مرت الأيام والسنوات وتغيرت الأحوال وكثرت المدارس وإلتحق بها كل الناس. وأصبح الجميع يقرأ ويكتب، ولكن ماذا عن الشهادات العليا وماذا عن وعد الشيخ الذي قطعه على نفسه دون طلب من أحد؟ لم يكن ذلك الوعد - يستطرد الرجل- مجرد كلاما عابرا أو حماسا آنيا، ولكنه كان تعبيرا صادقا وإيمانا نابعا من القلب، ولهذا كان من المنطقي أن يفي الشيخ بوعده وأن أرى أبنائه يحملون شهادات الدكتوراه ويعتلون أفضل المناصب في المؤسسات الحكومية، فأحدهم يحمل شهادة الدكتوراه في علم الكمبيوتر وهو يترأس إحدى الشركات الكبرى في السلطنة حاليا وآخر دكتوراه في الهندسة برتبة عسكرية عالية فيما يحمل الإثنين الآخرين دكتوراه في الطب وهما من الأطباء المرموقين في السلطنة. وفي جانب آخر يتحدث الرجل والذي يترأس مجلس أولياء أمور المدرسة السعيدية بكل أسى عن الدور الضعيف لكثير من أولياء الأمور حاليا ورميهم بالحبل على الغارب تاركين كل شيء للمدرسة غير آبهين بمصير أبنائهم وهو أمر تظهر نتيجته المرة بكل قوة في إهمال الكثير من الطلبة وعدم إكتراثهم بالدراسة رغم توفر كل الموارد وأحدث الأجهزة. من خلال هذا الحديث ذي الشجون الذي دار بيني وبين الشيخ سالم بن أحمد الغساني المستشار حاليا بمكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار يتضح لنا الفكر النير والعزيمة والإصرار الذي اتسم به ذاك الشيخ الكبير الذي عوض فوات الفرصة عليه في أبنائه فأصبحوا جميعا من حملة الدكتوراه وتقديره على كبر سنه لقيمة العلم وأهميتة ويظهر لنا بالتالي النتيجة الحتمية لهذا الفكر. كما يتبين لنا الحرص الذي يحمله محدثنا والهم الذي يعيشه تجاه أبنائه الطلاب والمسؤولية التي تقع على عاتق الأب في تحفيز إبنه وتوجيهه إلى المسار الصحيح الذي يستطيع من خلاله تحقيق النتيجة الطيبة والهدف المرتجى من العملية التعليمية . أما أن يكون فكر ولي الأمر سطحي لايتعدى توفير إحتياجات المطبخ وآخر موضات اللبس ثم يخرج هاربا من البيت إلى حيث يسهر ليلا مع أصحاب لا يطيقون الحديث فيما له نفع بمستقبل أنفسهم أو أبنائهم، فليس من الغرابة أن يأتينا طالب في الثانوية لايعرف شيئا إلا شراء اللوحات المزخرفة من الخطاطين والمكتبات هذا ناهيك تماما عن الضعف الشديد في الكتابة والقراءة الصحيحة وهما الركيزتان الأساسيتان للعلم.

الأحد، 29 مايو 2011

الزواج في ظفار كيف كان وكيف أصبح ؟


يتميز كل بلد من البلدان بعاداته وتقاليده التي تشكل سمته الثقافية والاجتماعية ، وعلى الرغم من أن هذه العادات تكون منصهرة في التفاصيل الدقيقة لحياة المجتمع وفي كل تصرفاته إلا أنها لا تتضح بصورة جليه إلا في المناسبات العامة كالزواج والأعياد وغيرها.

وللزواج في ظفار الكثير من الطقوس التي تميزه عن باقي المناطق الأخرى فالدعوة هنا لا تقتصر على أشخاص معينين فحسب بل هي دعوة عامة والوليمة للجميع ، حيث تنصب خيمة الأعراس في المكان المعروف ويحضر إليها الأقارب والقبيلة وأهل المنطقة والمارين وغيرهم.

كانت الأعراس ما قبل السبعين وبعده بقليل محدودة العدد خالية من أي تعقيد أو تكلف، فلم تكن تزيد الوليمة في أكثر حالات الترف على رأس بقرة وجراب تمر، ثم أتت فترة الثمانينيات والتسعينيات التي أصبحت الأعراس فيها موسمية ومعقولة العدد أما الآن وقد كثرت أعداد الناس فقد طالت الأعراس كل أسابيع السنة، فلا يكاد يمر خميس إلا ويحضر كل منا عرس أو إثنين أو ثلاثة أو أكثر.

ونتيجة لهذا لم يعد المدعوون يتريثون قليلا ليشاركوا أهل الفرح وجبتهم السخية إنما يكتفون بمضغة حلوى وفنجان قهوة ثم يستأذنون للذهاب إلى العريس الفلاني والثالث وقد يصلون إلى عشرة أو أكثر في اليوم الواحد.وتأتي النتيجة الطبيعية لعدم مشاركة أغلب الحاضرين حفل الغداء هذا بأن ترمى أكوام كبيرة من اللحم والأرز في أقرب صندوق قمامة.

ومن العادات الطيبة في الزواج عادة (المغبور أو المصابحة) وهي أن يتعاون الناس مع العريس الذي تكلف الكثير فيساهم كل بحسب قدرته المادية ووجاهته الإجتماعية بمبلغ من المال يبدأ من عشرة ريالات إلى مئة ريال وقد يزيد ويصل إلى الألف . وبهذه الطريقة يتوفر للمتزوج مبالغ كبيرة تتراوح بين ثلاثة آلاف كحد أدنى إلى عشرة بل عشرين وثلاثين ألف بحسب تواصله هو مع المجتمع .

ولكني أرى أن الناس قد بدأو يستغلون هذه الخصلة الحميدة في ما لا طائل منه ، فما دامت القضية على حساب المجتمع لماذ لا يتم التباهى في إعداد الولائم وتجهيز غرف العرسان وشراء الأطقم الغالية الأثمان وغيرها من (الخرابيط ) التي يخرج معها العريس في نهاية المطاف مثقلا بالديون وتذهب معونات المجتمع سدى إلى جيوب شركات الأثاث ومحلات الديكورات والمطاعم .

وكنت أسمع في صغري أن العروس ستزف على (ثوب الأربعين) الظفاري الجميل ثم غالوا الناس في سعره حتى بلغ المئات ثم الآلاف ولم يتوانى البعض أخيرا في الترحاب بالفستان الشبه عاري - دونما خجل أو حياء - و استئجاره لساعة أو ساعتين بخمسمائة ريال أو أكثر، ناهيك عن سعره الخيالي في حالة الشراء.وكان جهاز العروس لايزيد على قليل من الثياب والعطور والبخور الظفاري ثم تطورت المسألة إلى أن بلغت عشرات الآلاف لدى بعض المبالغين.

وكانت (المزهبة ) وهي التي تقوم بتزيين العروس تحضر إلى البيت بنفسها ثم تبدل الأمر إلى الكوافير الذي لم يعد يقتصر على العروس بل أصبحن يشاركنها في هذا كل (الحاضرات) النساء اللاتي يحضرن العرس على الرغم من تكلفته الباهضة وخاصة كلما زاد عدد الحاضرات من البيت الواحد وإستمرت الأعراس كل الأسابيع .

وللكوافير هذا قصة غريبة حيث ستضطر زائرته إنتظار الدور من السادسة صباحا الى السادسة مساء أو أكثر أو أقل وترك بيتها وأطفالها على ذمة الجدة أو الشغالة أو الجيران إذا دعت الضرورة، ثم لا يكون لها نصيب من حضور الفرح إلا ساعة خاطفة لا تشعر فيها بسرور ولا سعادة وذلك لأنها قد قضت يومها كاملا في المكان الخطأ . ورغم أن هذه العادة الدخيلة لازالت في بدايتها إلا أن النساء أنفسهن يطلبن النجدة للفكاك منها وتنتظرن قرار إجتماعي رجالي جرئي وصريح في هذا الجانب.

وكان المهر بضعة مئات ثم أصبح عشرات الالاف وكأننا في سوق للإماء. وكان عقد الزواج في المدينة مرة في الشهر فأصبح ثلاثين في الشهر فأنت بين خيارين أما أن تحضر يوميا وتهمش كل أعمالك أو تحضر عقدا وتتجاهل آخر فتطيح في مطب إجتماعي من العيار الثقيل. كل هذا يحصل والكل ينتقد ويلعلع ويشكو من الحال . لكن أين من يتجرأ على المجتمع ويكسر حاجز الصمت ويركن المجاملات المقيتة على جانب ويدعوا لتنظيم المسألة .
إن الإستمرارية في السكوت على هذه المغالطات الإجتماية من شأنه أن يثقل كاهل المجتمع بالديون ويقلل من نسبة الشباب المقبلين على الزواج وبالتالي تزيد نسبة العنوسة التي بدأت تظهر على السطح ومن شأنه أن يجر المجتمع إلى إنحرافات لم يكن يعرفها وكان بإمكانه تلافيها وعدم الوقوع فيها لو كان أهل الشور فيه أهل خير وصلاح.
ومع ترحيبنا بفكرة صندوق الزواج المطروحة حاليا فإننا نؤكد أنها لن تؤتي ثمارها الطيبة مالم يعالج المجتمع اخطائه الغائص فيها حتى النخاع.

الاثنين، 23 مايو 2011

الشيخ بين الحكومة والرعية

كغيره من المجتمعات العربية يعتمد المجتمع العماني في تركيبته على القبيلة كمحرك رئيسي للأفراد،وإدراكا من الحكومة لهذا الدورفقد حافظت على استمراريته وعملت على تقويته من خلال تعزيز الوضع الرسمي للشيخ وجعله همزة وصل بين الحكومة والمحتمع.
ومع جهدهم الواضح والملموس في لم الشمل وتقريب وجهات النظر يتعرض الشيوخ بشكل مستمر لهجمات شرسة من قبل الرعية وخاصة في السنوات الأخيرة التي إزدادت فيه الأوضاع سوء بسبب قلة في الفرص التعليمية والوظيفية وتردي الوضع الإقتصادي لكثير من الناس، وقد نال الشيوخ على هامش الإعتصام نصيبهم من النقد اللاذع الذي يصل إلى التجريح في بعض الأحيان رغم أن رأيهم كان صريحا في الوقوف مع المعتصمين في إجتماعهم الأولي مع معالى وزير الدولة ومحافظ ظفار بأن الإعتصام لم يأتي من فراغ وأن الشباب يطالبون بحقوقهم الشرعية التي أخفقت الحكومة في تحقيقها ولم يبدي أحدا من الشيوخ إستعدادا للتحرك نحو إنهاء الإعتصام عن طريق القبيلة.
وهكذا تعامل الشيوخ مع الإعتصام بحسب المعطيات وبعد تجاوب السلطان مع الشعب كان لبعضهم رأي في أن الإعتصام قد أدى دوره ولم يعد هناك مبررا لإستمراره مع التأكيد على رفض الحل العسكري بتاتا .وقد أعلن هولاء رأيهم صراحة وبوضوح على الرغم من إنتقاد الآخرين لهم بأن تصرفهم هذا على لا يخدم القضية. ولكن الذي غاب عن هولاء المنتقدين هي مسألة " قبول الآخر" ولم يتركوا لأحد المجال هنا للإختلاف "فأنت معي أوضدي " . وهذه هي أم المشكلات إذا صح التعبير.


والأهم من هذا كله وسواء إتفقت القبائل في المواقف الوطنية فيما بينها أم لم تتفق ومع استمرارالثقل الإجتماعي والسياسي للقبيلة في السلطنة إلا أن ظاهرة المواطن الفرد وقدرته في التأثير على الأحداث خارج نطاق القبيلة برزت بقوة وهذه إشارة إلى أن مساهمات الفرد ستكون أكبر في ظل الإصلاحات الجديدة المتمثلة في التشريعات القانونية والرقابية لمجلسي الشورى والدولة وتفعيل المجالس البلدية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني بالإضافة إلى المشاركة الفعالة من خلال وسائل الإعلام الرسمية وصفحات الفيس بوك الشخصية وغيرها من المنتديات الإلكترونية .
من هنا يجب علينا أن ننظر إلى الفرد كعنصر مؤثر وفعال في عمان الجديدة مع عدم تجاهل القبيلة كخيمة إجتماعية وسياسية لانستغني عنها كما أنه ليس من واجبنا أن نقصي الشيوخ ونرمي عليهم التهم جزافا دونما تحقق أو دليل.فمهما كان الشاب متحمسا تكون للشيخ أبعادا وتجارب في الحياة .

الأربعاء، 18 مايو 2011

قبول الآخر


قابلت زميلا منذ ما يقارب الشهر ، سألني عن رأي في إعتصام ظفار ، أجبته بأنني لم أعد مؤيدا لإستمراره بعد أن جاء وزيرا العدل كمبعوث للسلطان الى ساحة الاعتصام في صلالة وأنني عبرت عن رأيي هذا في الصحف، لم يتواني هذا الزميل في منحي لقب الخيانة أنا وغيري ممن يحمل مثل هذا التوجه . حاولت عبثا ان أقنعه بأن يقبل رأيي " كرأي آخر" إلا أن محاولتي كانت فاشلة . وحين قبض على بعض المعتصمين ليلة الخميس الماضي وتضامنا مع زملائه حضر أخينا صباح الجمعة إلى الميدان ليركب في الحافلة المتجهة الى سجن رزات إلا انه عدل عن فكرته في اليوم التالي عندما سمح لهم بالخروج مبررا موقفه بأن بقائه في السجن وهو غير مطلوب من قبل الجهات الأمنية ليس له أية قيمة ، بطبيعة الحال منح اللقب "الخيانه" من قبل بعض المؤيدين خارج بوابة السجن . شخصيا لم أشكك في وطنية الشاب وقدرت له تفسيره للموقف رغم التشدد الذي بدر منه تجاهي .
في السياق ذاته كنت قد قابلت أحد الأقارب فذكرت له موقفي هذا ، تغير لون وجهه وأظهر إمتعاضا من رأيي بل وصرح بأنه من العار أن أكتب ضد توجه المعتصمين ولكنه إحترم رأيي أخيرا على مضض بحكم شخصيته السمحة وقد يكون بحكم القربى.
لا يخفى على أحد أن الإعتصامات كان لها الدور الرئيسي في التغيير الذي نشهده حاليا في عمان وأن الريادة تحسب للمعتصمين الأوائل ثم الذين ساندوهم لاحقا وأنه لولا هذه الإعتصامات لما تحقق للمواطنين الكثير من مطالبهم التي ينادون بها منذ عشرات السنين ، ولكن الخطأ الذي وقع فيه بعض المتشددين هو إصرارهم على عدم قبول أي رأي لا يتوافق طرحهم بالنص .والخطأ الأكبر فيما أرى هو تفويتهم للفرص الذهبية التي جائتهم على اطباق جاهزة للخروج باعتصامهم بقوة يحسب لها ألف حساب وبقرراهم أنفسهم مع الإحتفاظ بحق العودة في أي زمان ومكان وليس بتدخل الجيش كما حصل للأسف الشديد .
وهكذا بدى حال الإعتصام والمعتصمون في الفترة الأخيرة ، ما أن تعلن الحكومة إستجابات جديدة إلا وتقابلها إنسحابات من قبل المعتصمين وهو الأمر الذي أدى إلى تناقص أعدادهم بنسبة تزيد على 70 في المئة بحسب مشاهداتي . وأصبحوا القلة القليلة بعد أن كانوا الكثرة المهيمنة.

المتابع لهذه القضية يلاحظ بروز فكر "الأنا " بقوة فكثير من المعتصميين تشددوا في ارائهم ولم يقبلوا أي رأيا آخر وما عدا ذلك فلقب الخيانة جاهز "من البعض وليس الكل" بالمجان ، وبهذا فانهم يتحملون جزء من المسؤولية وذلك لعدم تحليهم بروح المرونة من بعيد أو قريب وبسبب "مط الإعتصام" أكثر من اللازم . وهكذا عزف المطالبين بحرية الرأي على ذات الوتر الذي عزف عليه من ذي قبل الذين حاولوا تغييب المواطن عن الساحة وحرمانه من حقوقه من وزاراء فاسدين وغيرهم وذلك بتعظيم كل ما هو حكومي.
والذي أود أن أختم به مقالي أننا نعيش عمان جديدة فعلى الحكومة أن تقر بأن الإعتصامات هي صاحبة النقلة النوعية في هذه المرحلة وعلى المعتصمين أن يثمنوا تجاوبات السلطان تجاه شعبه . وعلينا أن نعي جميعا ونعمل - حكومة وشعبا – على مبدأ قبول الاخر ونبذ ثقافة الإقصاء التي كانت سائدة . فلكل منا فردا وقبيلة الحق في إعلان رأيه صراحة من الإعتصام سواء بالموافقة على إستمراره من عدمه بعيدا عن التشدد والتطرف في الرأي وبعيدا عن مصطلح التخوين الذي لا وجود له في حقيقة الأمر لأننا لسنا في حروب وجبهات قتالية مع عدو خارجي وإنما نحن في معالجات وطنية بحتة ستعود بالنفع على الوطن بلا شك .
ولا بد ان ننوه أن الحل العسكري وفض الإعتصام السلمي بالقوة امر مرفوض مرفوض مرفوض .

السبت، 7 مايو 2011

بيوت صلالة ، الكنز الدفين


إتصل بي زميل لي منذ سنة تقريبا وحكى لي من خلال اتصاله حكايته مع سائحة إسترالية في سوق الحافة الشعبي ، فبينما كانا يبحثان في محل تراثي عن هدايا تعبر عن تاريخ وحضارة هذا البلد .سألها عن رأيها في محل الهدايا هذا ثم عن السوق وبطبيعة الحال عن إنطباعها بشكل عام عن السياحة في عمان . يخبرني أنها تركت كل شي في يدها وأخذت تتوسل إليه بالسعي لإنقاذ ما تبقى من بيوت صلالة القديمة. وكيف عبرت عن حزنها البالغ على ضياع مثل هذا الكنز التراثي امام مرئى الجميع واستبدال هذا النوع من البناء المعبر عن الأصالة والحضارة ببيوت من اسمنت وحديد لا حياة فيها ولا روح .هذه دعوة من سائحة عابرة للقارات تحثنا وستنهض فينا الهمم لانقاذ هذا الطراز المعماري الفريد الذي يحكي إبداعنا وفننا وذوقنا وهندستنا الرائعة . فهل يا ترى سنستجيب لهذه الاسترالية وغيرها من دعوات المهتمين بالتراث والتاريخ أم سنقضي معا على صورة من صورنا النادرة حيث تتجاهل الحكومة الموضوع برمته او تتكاسل عن تنفيذه ويهدم الملاك والورثة هذا الارث ويقيمون بدلا منه مربعا حديثا أشبه بالسجن فيما يؤجر آخرون البيت القديم لإخواننا البنغلاديش والهنود بثمن بخس . أو تترك للكلاب والقطط المارة .
إن السائح الأجبني لن يأتي من أقصى الدنيا إلى بلدنا العزيز عمان لييطالع جسر مشيد على نهر او ناطحة سحاب أو طاجونة تعمل على قوة الرياح . فهذا الذي ذكرناه وغيره متوفر لديه بكثرة ولاجود له عندنا في الأصل ولهذا فإن عنائه سيكون غالبا في البحث عن كل ما له علاقة بالتاريخ ، فلذة هؤلاء ومتعتهم تزادد بتعمقهم أكثر واكثر في القدم . ولهذا نحن بحاجة ماسة الى تكاتف التراث والثقافة والسياحة وغيره من الجهات في بحث هذه المسالة بجدية والعمل على طرحها كمشروع تقافي سياحي فاقتصادي كونه سيجلب الكثير من المال اذا تم تنفيذه دون المساس بأصالته ومن ثم تسويقه عالميا كأحد المشاريع السياحية ذات الطابع الحضاري.
إن مدينة صلالة وغيرها من مدن ظفار الاخرى تنقسم الى قسمين الأول أطلال ذات روح وحضارة يبكي عليها الكتاب والشعراء والسواح ويستمدون منها بكائياتهم والثاني ابراج يتوق اليها بقية الناس عامة منهم وخاصة.
فيعيشوا في وهم التمدن
ولا نود أن نفوت هنا البادرة الطيبة لمعالي يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية الذي رمم بيته القديم محافظا على طابعها الأصيل مما أكسبها جمالا أخاذا عندما إستعادت الصمود في وسط المدينة وهي المبنية بالطوب والأخشاب، بطبيعة الحال ان مكانة الرجل ووضعه المادي مكنه من إستعادة تاريخة المعماري من خلال هذا القصر المازج بين الامس واليوم والذي ضخ فيه بلا شك الكثير من المال إلا أننا لسنا معذورين بأن نتفرج على بنائنا الحضاري ينهار لبنة لبنة ونقف مكتوفي الأيدي . على اصحاب هذه البيوت ورجال الأعمال والمتثقفين أن يبحثوا لإيجاد حل سريع ومثمر لهذه القضية والأمر ليس بمعجزة ولا خيالا . بل قابل للتنفيذ ومجد إقتصاديا إلى أبعد حد

الأربعاء، 4 مايو 2011

البعث البائس


لم أكن من المتفائلين كثيرا بتعامل النظام السوري مع المتظاهرين سلميا وزاد تشاؤمي مع خطاب بشار الشائخ الخاوي تماما من كل شيء له قيمة . وللأسف الشديد تحققت نظرتي التشاؤمية على أرض الواقع وكانت ولاتزال درعا مسرحها الرئيسي . لم تعد للبعث مقومات حقيقية تمكنه من التعامل مع الأزمات فالحزب كافر بكل يأتي من خارج افكاره .هو مريض بداء الفكر الأوحد وليست لديه أية قدرات في السماع لفكرة ثانية او ثالثه من اي كان حتى ولو كان محمد بن عبدالله. ولهذا كان من الطبيعي أن يتغابى عن التجارب الحية الماثلة أمامه في تونس ثم مصر ثم ليبيا فاليمن وأختار التجاهل لهذه الأحداث العظام مسلكا للتعامل مع وضعه الداخلي . متناسيا أن ما وصل الى سوريا ليس الا امتداد للموجة العربية الهائجة والثائرة على الظلم والطغيان والداعية الى الحرية والكرامة .
وللمتساءلين باستغراب لماذا لم يستفد النظام السوري من تجارب اخوانه العرب فيتعامل مع شعبه باللين وبطرح اصلاحات حقيقية ؟ أقول إن الأمر ليس بالسهولة التي كنا نتمناها فكيف لنظام تأسس على فكرة "أنا ومن خلفي الطوفان"وحكم الشعب بالحديد والنار منذ مايزيد على ال60 عام أن يتغير بين ليلة وضحاها ويتبنى الحوار وقبول الآخر وهو لم يعرف مثل هذا الفكر من قبل . ليست لدى النظام السوري أية قدرات يتمتع بها غير القتل والاعتقال والتشريد وتكميم الأفواه فمن له بالعصا السحرية ليتحول في لمحة بصر إلى أمريكا شرق اوسطية . وهكذا مثلما شب حزب البعث هاهو يشيب على التنكيل بمن لم يرتكبوا جرما إلا ان قالوا ربنا الله ومطلبنا الحرية . بكل برود قتل ما يزيد على 600 سوري واعتقل ما يزيد على الالف ولازالت درعا محاصرة بالدبابات والرشاشات والعسكر .ومثلما نهج بشار نهج اعمامه في تونس ومصر وليبيا واليمن في الاستبداد والقمع والتخويف لابد وان يحذو حذوهم في اختيار الطريق المسدود من خلال كتابة نهايته ونهاية حزبه البائس الظالم بقطرات دماء الشهداء الأحرار . فهنيئا لأهلنا في سورية الحرية وهنيئا لهم شهدائهم الأبرار وهنيئا لهم زوال البعث إلى الأبد .

الخميس، 21 أبريل 2011

مهزلة الإسكان الريفي




ينص القرار الوزاري رقم 3 /2003 م لمكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار. على أن للمواطن الذي لا يقل عمره عن خمسة وعشرين عاما والمتزوج أو المعيل الوحيد لأسرتة والمقيم في الجبل يحق له الإنتفاع بقطعة أرض بمساحة (1400) متر مربع تخصص (500) منها للسكن و(900) كحضائرللمواشي ،كما ينص على تشكيل لجان فرعية برئاسة نواب الولاة تجتمع أربع مرات سنويا لدراسة الطلبات المقدمة على أن تقوم هذه اللجان برفع الطلبات إلى اللجنة الرئيسية برآسة نائب المحافظ التي يجب أن تجتمع مرتين خلال العام للبت في المواضيع المرفوعة. ومع وجود هذا القانون الصريح إلا أن هذه القضية إختير لها التعقيدمسلكا ، فإجتماعت هذه اللجان كانت قليلة جدا خلال الأعوام الماضية ، ثم إنها لم تثمرعن شيئ يذكر.

ولقد كتبنا قبل سنوات ونكرر الآن ( أن مثل هذه التصرفات التي تحرم المواطن من حق يكفله له القانون،ألا وهو حق السكن والإستقرار ،وإستمرارتجاهل مكتب المحافظ لتطبيق بنود القرار الذي يعتبر الوثيقة القانونية الأهم في هذا الجانب وترك الحبل على الغارب وغض النظر عن طرق الصرف الملتوية سيكون له بلا شك الأثر السلبي في نفسية المواطن وسيكرس ظاهرة الكيل بمكيالين ،وهو أمر سيخلق شرخا في المجتمع طالما سعت الحكومة لنبذه .

كما أن المماطلة من قبل الجهات الرسمية في عدم التعجيل بعملية الصرف سيساهم في تعقيد المسألة بشكل أكبر وستتراكم الكثير من التبعات التي لن نجني منها إلا مزيدا من العراقيل التي نحن حكومة ومواطنين في غنى عنها.)

وها نحن الان قد أوصلنا (مكتبنا المكلف بحماية حقوقنا ) إلى ما حذرناه منه ، فبقوة الإعتصامات قام مكتب المحافظ أخيرا من سباته ليقرر صرف مساحة 500 متر فقط لطلبات السهل لبعض من الذين حجبت طلباتهم لعشرات السنين تحت مظلة دراسة المواضيع بشكل أفضل ، فيما لازالت مئات بل آلاف الطلبات المستحقة في الإدراج ، ومثلما ما يقال " تمخض الجبل فولد فأرا ".
ولم تكن الدراسة في غالب الأمر تتعدى صدور أمر من المحافظ أو نائبه بتوقيف الصرف إلى إشعار آخر تعاد من خلاله طلبات المواطنين إلى النيابات ، فيمتثل المساكين وهم الغالبيه لأمر الوالي وتخلو الساحة لمن لديه حيلة سواء أكان من سكان الجبل أو المدينة أو حتى من العاصمة مسقط فيحتال ويساعده في حيلته هذه نائب الوالي في المنطقه المعنية ، ومدير دائرة تنظيم الإسكان الريف وموظفيه أو مدير عام شؤون الولايات أو نائب المحافظ أو معالي المحافظ سابقا كان أم لاحقا ، كل بطريقته الخاصة ،فيخطف المحتال أرضا لا يستحقها من أراض المحرومين وسط ذهول منهم شديد ، وهذه حقيقة لا جدال فيها.

إن ما حصل في هذه القضية هو إسفاف بهذا البلد وضرب قوانينه بعرض الحائط وهو إستفزاز للمواطن إلى أبعد .فهناك مواطنون من سكان الجبل ومن مربي الثروة الحيوانية ودعوا الحياة وآخرين على مشارف الموت وطلباتهم لما تنفذ بعد . وهناك من ينتظر منذ الثمانينيات . فيما يصرف في المقابل لآخرين بعشرات آلاف وهذا إجحاف وظلم ما بعده ظلم ، فما بالكم هكذا تحكمون؟

وهناك آخرون ليسوا من سكان الجبل ولا ينطبق عليهم القانون إلا أن مكتب المحافظ المجلل لم يتوانى في إنهاء إجراءاتهم على مرئ ومسمع الجميع أو غض الطرف عنهم وعدم مخالفاتهم عملا بقانون وضع اليد على أن يكون لكل حادثة حديث بعد أن ينصب خيمته او صندوقه الخشبي لخريفين أو ثلاثه في المكان ذاته و لايهم إن كان الموقع لمواطنين قد سكنوه لمئات السنين أو يكون أحد مسورات البلدية أو الزراعة تحت ظل انهم وزراء أو رؤساء بلديات أو مسؤولين عسكرين أوغيرهم . وهذه حقيقة أخرى لا جدال فيها ومن يشكك فيها أنا مستعد لإثبات الأمر بالأسماء.

فمن المسؤول عن كل هذا التلاعب ، ومن الذي خولكم بتحييد المساحة القانونية للمواطن من1400 إلى 500 متر فقط . في حين قد صرفتم لآخرين مساحات على مد البصر. وما مصلحة الوطن في حرمان المواطن من حقه لعقود من الزمان.

السبت، 16 أبريل 2011

نظرية المؤامرة /منشور في الرؤية 6أبريل

يطرح البعض نظرية المؤامرة والأجندات الخارجية في الأحداث التي تشهدها السلطنة محاولا تفسير ما آلت إليه الإعتصامات السلمية إلى أعمال عنف وتخريب لم يكونا في الحسبان في واحتنا الآمنة . ورغم أن التطور الدراماتيكي للاعتصام في صحار من مسالم إلى مستفز للحكومة ،ثم مخرب للممتلكات العامة والخاصة يفتح الباب على مصراعية لإستدعاء الشك باحتمالية وجود طرف خفي له يد و يقف وراء تصرفات كهذه إلا أنني لست ممن يرى باقحام مثل هذه المصطلحات على وضعنا الراهن ،في هذه اللحظة على الأقل. صحيح أن ما نعيشه هذه الأيام هو إمتداد طبيعي لهيجان البحر العربي من المحيط إلى الخليج بل ولأنهره شاما وعراقا وصحرائه شرقا وغربا. وهذا أمر واضح وضوح الشمس لاخفاء فيه ولاتنكر . إلا انه تبين لنا ان الوطن العربي قد تعرض لهذه الحالة المناخية الإستثنائية إذا جازت لنا التسمية بمقايس حاجات الشعوب فبالقدر الذي يرتفع فيه الموج عاليا ثم يرتطم باليابسة بقوة الريح التي تحمله بقدر ما يقتلع رؤساء دول وحكومات طالما لم تتأثر بهبوب الرياح الموسمية. لقد كانت الأوضاع في مصر وتونس وليبيا ملحة بحيث لم تعد هناك من فسحة أو قيمة لبقاء حكام هذه الدول على عروشها ،فاضطرت الشعوب وبجسارة كاد أن يفقدها الوعي العربي إضطرت إلى إجراء عمليات نوعية لفصل هذه الأجساد المحنطة عن كراسي السلطة وبأداة نوعية أيضا وهي "أداة التغيير السلمي" من خلال إستغلال ثورة المعلومات على أفضل ما يكون. والعملية الان في فصلها الأخير في اليمن السعيد. ولم تنأى بقية العواصم العربية بنفسها عن هذا التسومامي بعيدا ،بل هي تستقبل أمواجه المتلاطمة بحسب الحاجة. ولقد أدركت القيادة الحكيمة لجلالة السلطان أن الحاجة إلى التغيير في السلطنة شأن داخليا صرفا وتعاملت مع الأمر بواقعية وسرعة قل نظيرهما ولم تسعى هذه القيادة من بعيد او قريب إلى إبتزاز مطالب شعبها بالتطبيل لعبارات "نظرية المؤامرة"أو"الأجندات الخارجية "أو "المندسين " أوغيرها التي لا تفيد إلا للمداراة وتغييب الحقائق .

الأحد، 3 أبريل 2011

ليتهم أكرموا مبعوث صاحب الجلالة

توجه الجمعة الماضية معالي الشيخ محمد بن عبدالله بن زاهر الهنائي وزير العدل إلى ميدان الإعتصام بصلالة وكمبعوث من قبل صاحب الجلالة أخبر معاليه أن كل المطالب قد وصلت إلى المقام السامي وقد تحقق بعضها على أرض الواقع والبعض الاخر قيد الدراسة مؤكدا أنه على إستعداد تام لتوصيل أية مطالب أخرى إلى السلطان ولكني أطالبكم إنهاء الإعتصام وأن تعود الحياة إلى طبيعتها وقد رحب المعتصمون بالضيف العزيز وأكدوا له عدم وجود أية مطالب أخرى غير تلك التي وردت في العريضة وأنهم على إستعداد لقلع خيامهم على الفور إذا كان هذا أمر السلطان .وإذا لم يكن الأمر كذلك فنحن ماضون في إعتصامنا السلمي حتى تتحقق مطالبنا. إستقبل المعتصمون الوزير خير إستقبال وتركوا له المجال ليلقي كلمته ثم دار بينه وبينهم حوارا جيدا وإن لم تصل نتائجه إلى المثالية التي ينشدها كلا الطرفين حيث يلح طرف على إنهاء الإعتصام فورا بينما يصر الآخر على تحقيق المطالب بالصيغة ذاتها قبل أن يترك مكانه. ومع أن الضيف غادر دون أن تكلل جهوده بتحقيق الهدف الذي يأمله وبالرغم من أن البعض أصر على ضرورة الإستمرار حتى النهاية أو إلى ما لا نهاية بعبارة أدق إلا أن آخرون رأو بأهمية تثمين إرسال مبعوث خاص لصاحب الجلالة وإنهاء الإعتصامات ومراقبة الوضع . وقد لاحظنا في هذا اللقاء أن لغة الحوار هي التي تسيدت الموقف ولم يرتكب المعتصمون الخطأ الذي إرتكبوه بداية الأمر عندما لم يبدو أي إستعداد لمحاورة ثلاثة من الووزراء بحجة انهم ليسوا مبعوثين رسميين من قبل السلطان . كما تم التأكيد على عدم المساس بالممتلكات العامة أو الخاصة أو اللجوء إلى التخريب وهذه من ميزات هذا الإعتصام . ومثلما إستقبل المعتصمون الوزير وحاوروه حاروا يليق به وبهم وبحجم الموقف الوطني ، ليتهم تحلوا بالكرم وإتصفوا بالشجاعة التي أقاموا بها هذه الإعتصامات وإجتازوا بها حواجز الخوف ، فأعلنوا نهاية الإعتصام إكراما لرسول السلطان مع التأكيد على أحقية مطالبهم وأحقية العودة مرة ثانية وثالثة إلى الساحات والتعبير سلميا متى ما إستدعى الأمر ذلك . ولهذا أقترح على المعتصمين وأنا معهم في صحار ومسقط وصلالة ضرورة منح الحكومة بعضا من الفرصة لدراسة هذه الأمور ويصدروا بيانا يعلنوا فيه رفع الإعتصامات إلى الوقت المناسب الذي يتفقون عليه كأن يكون بداية الخريف مثلا أو بعد رمضان أو مع العودة إلى المدارس أو قبيل إنتهاء العام الحالي وعلينا أن نثق بإمكانية العودة مرات ومرات إلى الميادين في حال لم تتحقق شي من الوعود . ونحن على ثقة بقيادتنا الرشيدة في نهجها الإصلاحي المنحاز إلى الشعب دائما .

الأربعاء، 30 مارس 2011

ما هكذا تبنى الأمم!

إن من يهدف لبناء أمة صالحة يقضى فيها على الغش والفساد وتقدس فيها حرية الكلمة لابد و أن يقبل بالاخر ويستمع إليه .ولعل مسألة حرية التعبير والرأي والرأي الاخر من أهم المطالب التي برزت في الإعتصامات مؤخرا. ولكنني لاحظت أن الكثير من أولائك الذين يدعون إلى محاربة الفساد ،وجدتهم يتشددون في طرح وجهات نظرهم إلى أقصى نقطة في الشط . فعلى مسرح الإعتصام في صلالة رأيت بأم عيني طرد أشخاص من على المنصة لأنهم يتحدثون بوجهات نظر غير تلك التي ينادى بها المعتصمون، متناسين أن من أهم بنود العريضة التي يرفعونها هو حق التعبير. ومن خلال مشاركاتي على الفيس بوك وغيرها من المنتديات الإلكترونية العمانية وجدت الذين يدعون الى عدم المساس بالمعتصمين يوجهون نقدا لاذعا للجهات الأمنية التي تقوم بدورها في حماية الممتلكات والحد من التخريب الذي جرى في صحار الأيام الماضية في حين يتشدد الذين يطالبون بمحاسبة المخربين إلى حد المطالبة بتطبيق أقصى العقوبات وعدم الرحمة أو الشفقة بهم. أعتقد أن مثل هذا التوجه لن يساعد في بناء بلدنا الذي هو بحاجة إلينا في هذه اللحظة الفارقة من تاريخه، ولهذا على من يؤيد إستمرار الإعتصامات أن يؤكد على سلميتها وعدم العبث بممتلكات الدولة والمواطن وعليه أن يتمتع بروح الأناة والصبر . وعلى من يرى بضرورة إنهاء الإعتصامات أن لا يتجاهل أن بعض المطالب لم تتحقق بعد ومن حق هولاء الإستمرار إلى أن يأتيهم رد بتحقيق مطالبهم أو وعود رسمية بالعمل على تنفيذها . إذن لكي نصل إلى نتيجة مرضية لابد علينا من البحث عن نقطة إلتقاء ... التطرف مرفوض ولن يجدي نفعا أو يبني وطنا .... ألم تلاحظوا أن السبب الذي أدى إلى إعتصام العمانيين دون غيرهم من الخليجيين هو التطرف الذي غيب المواطن وحرمه الكثير من حقوقه طيلة الأعوام الماضية. إذن حق الإعتصام مشروع ويكفله القانون .... ولقوات الأمن كل الحق بل من واجبها الإمساك بالمخربين وحماية الوطن وعلى الكتاب الإلتقاء في نقطة وسط ، لا إتخاذ الإقصاء كنهج لتحقيق الأهداف.

الثلاثاء، 29 مارس 2011

كيف تساهم في التغيير

رغم التغيير الذي حصل ونشهده حاليا على أرض السلطنة إلا أن البعض لايزال يعيش في عقلية الماضي مقللا من شأن ذاته في المساهمة في هذا التغيير مثقلا باحباطاته التي عانى منها كثيرا عندما كان صنع القرار وحدويا من جانب الحكومة فقط. ولكن علينا أن نعي أننا نعيش على أعتاب مرحلة جديدة وأن بامكانية الكل المشاركة فيها بجدارة وأحقية فالأمر بعد 25 فبراير 2011 م . قد تغير. في تعليق للدكتور على العمري مؤسس جامعة مكة المكرمة المفتوحة وصاحب قناة فورشباب يذكر أن التغيير يحتاج إلى عوامل ، فمثلا عندما إجتمع المسلمون في يوم الفتح العظيم تعهدوا أن ألا يصلي بهم إماما إلا من لم تفته صلاة الفجر في جماعة منذ أن بلغ،وعلى الرغم من كثرة العلماء والمشايخ والجند الصالحين لم يتقدم لهذه المهمة أحد ويفي بشرط المحافظة على صلاة الفجرفي جماعة منذ البلوغ فيؤم جموع المصلين إلامحمد الفاتح . وبقرائتي لتاريخ هذا الشاب وجدته قد حفظ القرآن، وقرأ الحديث، وتعلم الفقه، ودرس الرياضيات والفلك وأمور الحرب، وإلى جانب ذلك تعلم العربية والفارسية واللاتينية واليونانية، واشترك مع أبيه السلطان مراد في حروبه وغزواته. وعندما تسلم زمام الأمور لم يتخذ قرارا باجتياح أسوار عاصمة روما إلا بعد أن هيئ جيشه نفسيا وجهزه من حيث العتاد والعدة وبناء المدافع والسفن العملاقة لعامين متتاليين ثم تقدم بعد ذلك وهو بن الخامسة والعشرين على رأس جيش يقدر( 265 ) ألف جندي مسلم ،ففتح القسطنطينية في فجر يوم الثلاثاء الموافق (20 من جمادى الأولى 857هـ الموافق 29 من مايو 1453م ) وهي التي إستعصت على الخلافة الإسلامية لثمانية قرون خلت. ما أود ان أصل إليه وأختم به مقالي أن بإستطاعة كل منا - وخاصة الشباب ، أكرر، وخاصة الشباب - أن يضع بصمته في صفحة الوطن الجديدة ويؤثر في تطوير خريطته التي تتشكل حاليا ولكن بشرط أن يكون على دراية وعلم تام بما يتحدث عنه وأن يطرح أفكاره ورؤاه من خلال القنوات الرسمية كالكليات والجامعات إذا كان لايزال طالبا أو جهة عمله إذا كان موظفا أومن خلال الجمعيات الأهلية على إختلاف إهتماماتها أومن خلال الصحف والإنترنت والقنوات الإذاعية والتلفزيونية . دعونا من التغريد خارج السرب ، أدعموا أرائكم بالمنطق والتحليل وبالحقائق العلمية وأربطوا النائج بالمسببات وأجعلوا من الأفكار الشبابية والنظريات واقعا ملموسا ، وتأكدوا أننا بمثل هذا التوجه سنرى معا نتائج مذهلة لم نكن نتوقعها. ولما لا ألسنا شبابا ومسحلين بالعلم أوليس محمد الفاتح قدوتنا.؟

الثلاثاء، 22 مارس 2011

إعلامنا المأزوم



يحكى أن جمعية الصحفيين العمانية إجتمعت ذات مساء لمناقشة إستدعاء بعضا من الصحفيين للتحقيق على خلفية مقالات نشروها في الصحف العمانية وبعد جدال لساعات خرج أعضاء الجمعية ببيان يشجب ما يلجأ إليه بعض الأفراد والمؤسسات الحكومية في تكميم الأفواه وكبت حرية التعبير ، هذا هو الوجه المشرق لهذا الإجتماع . أما الوجه المعتم والمحزن أن جمعية الصحفيين المحترمة لم تقم أو لم تستطع بالأحرى نشر بيانها الشديد اللهجة على أية وسيلة من وسائل الإعلام العمانية .فأكتفت بحفظه في أحد أدراجها. ولازال البيان محفوظا منذ سنوات!!!
وحينما بدأت الإعتصامات مؤخرا في السلطنة وإذا إستثنينا الصحف نجد أن التلفزيون والإذاعة إختارا دور المتفرج في بداية الأمر ثم ما لبثا أن تناولا الموضوع من زاوية ضيقة جدا عندما لاحت بارقة التخريب الذي أحدثه بعض الذين خرجوا عن وفاق المعتصمين فأخذ التلفزيون بشكل خاص ينفخ في هذه القربة المثقوبة بعيدا عن المشهد الحقيقي كل البعد ، أتبعها بعد ذلك التركيز على مسيرات الولاء التي أتت في غير وقتها . فشق العمانيين إلي نصفين ، نصف معتصم ومخرب وآخر موالي ورافض للإعتصام وكاد ان يحدث فتنة بين المسلمين لولا أن الله سلم .
لم يرقى إعلامنا إلى المستوى المطلوب في معالجة الأزمة والتعامل معها ، تجاهل عن قصد أو غير قصد المطالب التي ينادي بها المعتصمون والتي لم تكن تتعدى الحقوق الشرعية التي تلامس ضرورات وإحتياجات المجتمع العماني بكل أطيافه أفرادا ومؤسسات ولعل من ابرزها المطالبة بحرية التعبير التي تعد الأساس الذي يقوم عليه الإعلام الناجح. وتغافل أو تغابى من أن المعتصمون كانوا يرفعون مطالبهم المشروعة بيد ويرفعون في اليد الأخرى صور السلطان هاتفين بإسمه .
لم يرض الإعلاميين بهذا الدورالسلبي فاضطروا إلى الخروج في إعتصام أمام مبنى وزارة الإعلام ينادون فيه بحرية التعبير وبالإصلاحات التي تتماشى مع روح العصر وأنتقدوا دور التلفزيون والإذاعة والصحف في إدارة الأزمة إعلاميا وعبروا عن ارائهم بكل صراحة في ساحات الإعتصام مؤكدين انه مغلوب على أمرهم . فبرءو ذمتهم وما كان لنا إلا أن نعذرهم.
وإذا أردنا ان نكون صريحين في هذه القضية علينا جميعا الإعتراف بأن الإعلام جزء لا يتجزأ من منظومة الحكومة التي برز تقصيرها على السطح فاعتصم المواطنين تعبيرا عن إنتقادهم لأدائها الضعيف لسنين خلت ، وبالتالي لا يجب علينا ان نحمله أكثر مما يحتمل ولكننا نقول أن التغيير قد حصل وعلى إعلامنا أن ينزع عن نفسه لباس الدفاع عن كل ما هو حكومي وأن يضع الأمور في نصابها ويطرح كل قضية بموضوعية وحياديها يستطيع من خلالها الوصول إلى نتائج مرضية تخدم الوطن والمواطن.
ولا بد هنا أن نشد على أيدي الإعلاميين نقدر إمكانياتهم العالية التي ستظهر بلا شك عندما يشمون شيئا من نسيم الحرية وقد ظهرت هذه الكفاءات جليا في كثيرا من القنوات العربية التي تعمل بمهنية وإحتراف .
ونؤكد على ضرورة أن يستدرك كل من التلفزيون والإذاعة دورهما الفعال في إحتواء الأزمة من خلال التركيز على البرامج الحواريه المباشرة أقول المباشرة وليست المسجلة مع الشباب وطرح قضاياهم بجدية وواقعية وجعلهم محل ثقة وهم جديرون بهذه الثقة .




الأحد، 20 مارس 2011

من يجرؤ على الكلام


مثلما كان إنتقاد الحكومة أمرا شبه محرم قبل الإعتصامات التي تشهدها السلطنة حاليا فإن الحكم إنتقل بشكل مباشر في عرف المعتصمين إلى تحريم الدعوة إلى إنهاء الإعتصامات ، فالويل والثبور لمن يلمح أو يصرح بهذه الدعوة من قريب أو بعيد.
لقد قلت سابقا أن الشباب الذين شكلوا النواة الأولى لهذه الإعتصامات قد ركبوا المركب المناسب في الوقت المناسب فإلتف حولهم المجتمع لإيمانه بمشروعية هذه المطالب. وقد تجاوب السلطان لحاجات أبنائه الماسة فأصدر الأوامر السامية والمراسيم السلطانية التي من شأنها معالجة الأمر بواقعية تامة وبسرعة قصوى.
ومن خلال متابعاتي لهذا الحدث المفصلي وذلك بالحضور شخصيا الى ساحة الإعتصام في صلالة و بالإتصال مع الإخوة في مسقط وصحار فقد لاحظت في الآونة الأخيرة تململا في المعتصمين وترهلا في الإعتصامات، فالتواجد لم يعد بالقدر الذي كان عليه منذ البداية والحماس بدأ أقل بكثير .
وفي الحقيقية فإنني لا أرى غرابة في هذا ،بل على العكس هو أمر طبيعي جدا وذلك لسببين رئيسين أولهما عامل الوقت الذي طال على المعتصمين قليلا وثانيهما تحقق بعض المطالب المهمة التي ينادون بها .
لقد قام الشعب بشجاعة لم يعهدها من قبل وأنتقد الحكومة بشكل علني وصريح وتجاوز حاجز الخوف الذي كان يسكن كوامن النفوس وتحققت للمواطن الكثير من المطالب التي لم يكن يحلم بها أن تأتي هكذا دفعة واحدة وهذه من أهم ميزات الإعتصامات.

ولكننا في الوقت ذاته فقدنا الشجاعة كمعتصمون في الإعتراف بأن الإعتصامات قد أدت دورها الحقيقي وقد حان الوقت لإنهاؤها برغبة منا والتحرك سريعا للمشاركة فعليا في المرحلة الجديدة مع المطالبة بالمزيد من الإصلاحات كل من مكان عمله وتخصصه، لا أن نكابر في الإستمرارية والأعداد تقل أمام أعيننا شيئا فشيئا.
ولكن من يجرؤ على الكلام ؟ ومن هذا الذي سيضع وطنيته محل شك - من وجهة نظر المعتصمين - بمجرد أن ينطق بأول كلمة تعاكس التيار. قد أكون انا
!

الثلاثاء، 15 مارس 2011

القذافي زائل


لم تبارح مقولة الشيخ القرضاوي رأسي منذ الأيام الأولى للثورة الليبية . قال بلغة الواثق بالله أن "القذافي زائل ، القذافي زال" مهما حاول التقتيل في الشعب الليبي وعلى الليبين الصبر في تقديم المزيد من التضحيات.
ومثلما يثق القرضاوي بربه الذي سيزيل القذافي على أيدي الثوار الأحرار فاننا نطمئن إلى هذا الامر ونعيش التفاؤل بليبيا الحرة على الرغم من حسرتنا وبكاؤنا على الاف الشهداء والجرحى والتخريب الذي حل بليبيا من رجل طالما إدعى حرصه على هذا البلد وعلى شعبه.
إنني أتجاوز في المشهد الليبي قتامة أدخنة اللهب والنار المستعرة وسقوط الشهداء وأزمة الخبز ونفاذ حليب الأطفال إلى الخيال الذي يتقدم افكاري بقوة ،فأنا لا أتخيل إلا القذافي بثيابه المبعثرة وشعره المنفوش ووجهه العابس مكتوف الأيدي مقيد القدمين محسور الرأس واقفا على طرف منصة الشنق ينتظر دوره الذي سيسبقه إليه أبنائه الأصغر ثم الذي يكبره . ثم يؤتى به بعد ان يهلك ستة مرات مع موت كل إبن من أبنائه ويقدم قربانا لحرية الشعب الليبي .
وانا البعيد كل هذه المسافات ولم يصلني من جنون القذافي ما يؤذي جسدي أو أحدا من اهلي لا أرضى بأقل من هذه النهاية لهذا الظالم ، فما بالكم بشعب حر أبي إنتفض من اجل كرامته وعزته وإسلامه وعروبته فضحى بفلذات أكباده من الشباب بل و من الشيوخ والاطفال والنساء .
لقد قام الشعب الليبي ولن يتراجع وسيحسم الأحرار المعركة مهما كان الثمن وإن كانت التضحية بملايين الشهداء . ستطهر ليبيا من القذافي وأذنابه من المخدرين والمخمورين الذين يعمي الله أبصارهم عن الزلزال الذي يزحف باتجاههم .
سيعترف سيف وأبيه ذات يوم بأن الثوار لم يتعاطو حبوب الهلوسة إنما تعاطوا جرعات عالية في العزة والكرامة والتضحية فلم تعد طائرات الغدر والخيانة تخيفهم ولا دبابات السفاح تثني عزيمتهم فرهنوا حياتهم بشرط واحد لاغيره ، القضاء على هذا الصنم. وهذا ما سيكون لهم بإذن الله في القريب العاجل ....
ولتعش ليبيا حرة ويخلد شهداؤها أحياء عند ربهم يرزقون

الأربعاء، 9 مارس 2011

رسائل إلى الوزراء

وزير القوى العاملة

إن مسألة توظيف كافة الباحثين عن عمل ستساهم بالدرجة الأولى في تهدئة الأوضاع الراهنة التي يعيشها الوطن في هذه اللحظة الفارقة ولكن بشرط أن تكون الوظائف مناسبة والرواتب مجزية وعلى وزارة القوى العاملة أن تجبر الشركات بتحديد الراتب مقابل كل وظيفة يتم الإعلان عنها بحسب الحد الأدنى المعلن من قبل القوى العاملة لحامل الثانوية والدبلوم والشهادة الجامعية । فلن يقبل المواطن الجامعي بعد اليوم أن يتوظف في شركة عادية على 300 ريال وغيره الذي لا يمتلك شهادة أو خبرة أكثر منه أو يزيد عليه في الوطنية يتوظف في جهة حكومية أو شركة من الشركات الكبرى براتب 600 ريال । فعلى وزارة القوى العاملة أن تتحمل هذه المسؤولية الوطنية والا تجعل من الوطن فريسة للشركات لتسويق نفسها عبر الإعلان عن مئات والاف الوظائف برواتب متدنية لا تسمن ولاتغني من جوع والمسؤولية هنا تقع على
صاحب المعالي مباشرة.

وزير الإسكان

لا يخفى على أحد ما تعرض له الوطن من نهب للمال العام خلال الأعوام الماضية .وانه قد تم توزيع الاف الأراضي بحسب المعرفة لمعالي الوزير الفلاني أو الفلاني وللوزراء أنفسهم ومن هومحسوب عليهم مع التجاهل التام لحاجة المواطن الفقير المعدم للحصول على أرض إستثنائية يبني عليها سكنا أو يبيعها بمبلغ يعيش منه فهذا الامر محرم عليه حلال على غيره .
أطالب وزير الإسكان مباشرة بالرجوع شخصيا إلى ملفات القروض المقدمة من وزارة الإسكان للمواطنين الذين تم حرمانهم من القروض الإسكانية بحجة أنه لم ينطبق عليهم القانون لأن أربعة ريالات زادت على الراتب الذي يمكنهم من الحصول على القرض । أو قام الأبناء ببناء أرض والدهم فلما أتى دوره في القرض لم يعد يسمح له القانون في هذا الحق . أو قيل له أنك ستمنح فقط 6000 آلاف أو 8000 ثمانية آلاف من أصل عشرين ألف لأنه لم يتبقى عليك على التقاعد إلا خمسة أو ست سنوات وهي الفترة التي لا تسمح باسترداد مبلغ للحكومة كاملا وكأن وزارة الإسكان الموقرة ليس لديها علم بأن المواطن المسكين قد تقدم للقرض قبل عشرين عاما وهو لازال ينتظر الدور حتى اليوم . معالي الوزير هناك مئات العمانيين وقد يكونوا بالالاف الذين حرموا من مسكن ملائم بسبب هذا القانون الظالم بينما يتنقل غيرهم بين اكثر من قصر في اليوم الواحد. الواجب الوطني يحتم عليكم تهدئة الأوضاع بمنح المواطن حقوقهم في هذا الجانب.

وزير النقل الإتصالات

نبارك لكم الثقة السامية لصاحب الجلالة وتكليفكم بحقيبة النقل والإتصالات ونود أن نوضح لكم أن الحكومة تجاهلت موضوع إرتفاع أسعار تذاكر الطيران العماني في الخط الداخلي الوحيد بين مسقط وصلالة وأن هذا التجاهل حرم الكثير من المواطنين من السفر في الطائرة وإختصار مسافة يوم كامل إلى ساعة واحدة وهذا أمر يهم كل العمانيين كافة । معالي الوزير لم يكتفي الطيران العماني بأسعارة المرتفعة السابقة بل رفعها قبل شهور قليلة لتصل الى86 ريالا وأكثر بعد أن كانت 50 ثم 64 ريالا. الواجب الوطني يحتم عليكم تهدئة الأوضاع بإصدار قرار بتخفيض أسعار التذاكر إلى السعر المعقول ،أقول المعقول فقط وليس المجاني
وهناك الكثير من الرسائل التي سنرسلها إلى وزراء آخرون لاحقا .

الثلاثاء، 8 مارس 2011

جيل الغد والمعتصمين


يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " سورة (ق) . فالكل محاسب على كلامه فهو إما مخلص لله وأمته ووطنه وإما مراء للناس متبجح بعمله . ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف "من بات منكم آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " ولذا وجب علينا شكر نعمة الأمان التي نعيش فيها . ويقول في حديث آخر " إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها " وهذه دعوة إلى الكفاح من أجل البقاء والحياة والكريمة التي ينادي بها المعتصمون في ميادينهم في مختلف مناطق السلطنة .
يحتم علي واجبي الوطني أن أنصح المعتصمين بما أراه نافعا لهم ولوطنهم وما من شأنه أن يؤتي بنتيجة إيجابية فأقول لهم عليكم بما يلي :
1. تثمين الإستجابة السريعة لصاحب الجلالة باصدارة العديد من المراسيم تلبية لمطالب الشعب وخاصة تشكيل مجلس وزراء جديد وإقصاء الوزراء المتهمين بالفساد ،مع الإستمرار في المطالبة بالحقوق الاخرى.
2. ضرورة تشكيل لجنة تمثل المعتصمين تقوم بمناقشة ومفاوضة أي جهة حكومية تأتي إلى ميادين الإعتصام وفق ما يطرحه المعتصمون وذلك لأن أي عمل غير منظم تكون فرص نجاحه قليلة .
3. ضرورة الإنتباه إلى اهمية دور الإعلام وخاصة التلفزيون لبث رسالة المعتصمين وتوصيل أهدافهم والترحيب به ومطالبته بنقل الصورة الحقيقية بوطنية محضة .
4. التركيز في مطالبنا على الفرص الوظيفية المناسبة والرواتب المجزية والجامعات الحكومية والقروض الإسكانية الغير ربحية والرعاية الصحية المثالية وفتح صناديق للزواج في المناطق المختلفة وغيرها من الأمور - التي تضمنتها الرسائل التي إستلمها السلطان - والتي تمس المجتمع بشكل مباشر وتمكنه من العيش بكرامه ويستطيع بعدها أن يفكر في ماهية الدستور وقبوله عن فهم وإدراك لا عن إملاء نخبوي. وأن نجعل من الدستور مشروعنا المستقبلي الواعد .

أناشدكم أن توجهو معي أيها المعتصمون الكرام رسالة الى إخواني جيل المستقبل ، شباب الثانوية والجامعات والكليات الخاصة أن ليل هذا الإعتصام سينجلي ذات نهار وإن طال . ولكنها شمس الغد المشرق على مطالبنا التي تحققت بإذن الله . ولهذا فإنني أدعوكم أيها الشباب إلى التوجه إلى قاعاتكم الدراسية بعزم وإخلاص لله والوطن وأن تستفيدوا من هذا الكم الهائل من المعلومات ومن ثورة التكنولوجيا التي صنعت الثورة العربية الكبرى التي نعيشها الآن .
إعلموا أيها الشباب أن صاحب مشروع الفيس بوك الذائع الصيت (مارك زوكربيرج ) ليس إلا شابا أمريكيا لم يبلغ من العمر إلا 25 عاما وقد فاق عدد المشتركين في موقعه عدد سكان الصين البالغ مليار نسمة . وهو يدير أكبر دولة إفتراضية من حيث عدد السكان على الكرة الأرضية إذا جازت لنا هذه التسمية.
وأعلموا أن مؤسسي محرك البحث العالمي الشهير (جوجل) ليسا إلا شابان أمريكيان في العمر ذاته هما "سيرجي برين" و " لاري بيج" .
لقد أصبح هولاء الشباب يتحكمون بملايين الناس ويمتلكون ملايين الدولارات عندما بذلوا قليلا من الجهد وأعطوا قليلا من وقتهم للعلم .
ياجيل الغد المشرق لاشك أن كل منا سيتوجه إلى مكان عمله ومشاغل الحياة اليومية بعد أن تتحقق مطالبنا .فماذا عنكم أنتم ؟ إما ان تنشغلوا بالعلم فتقودوا الأمة إلى ذرى المجد . وإما أن تنشغلوا بتوافه الأمور فتعودوا بالأمة إلى الحضيض .
آمالنا بكم تصل عنان السماء ... وأنتم جديرون بترجمتها على أرض الواقع .

ساجواني وزيرا

في اللقاء الذي عقده صاحب الجلالة لأعضاء مجلس الشورى بحصن الشموح عصر يوم الأربعاء 2/3/2011م. تحدث الدكتور فؤاد الساجواني بكل صراحة أمام المقام السامي عن إحتياجات الشعب وأن المواطن أصبح يعاني من قلة الفرص التعليمية والوظيفية وأن الفساد الإداري عم كل مؤسسات الدولة .
بحسب ما وصل إلى مسامعنا تجاوز الساجواني الحديث الرنان والمنمق الذي كثيرا ما يسمعه السلطان من أصحاب المعالي الوزراء بأن الشعب بخير والناس يعيشون في نعيم فأنتقد الأداء الضعيف للحكومة الذي أوصل الوضع إلى ما هو عليه الان .كان الدكتور فؤاد يوجه نقده الحاد والعنيف بحضور عدد من الوزراء وكان السلطان يصغي .
وفي التشكيلة الوزارية الجديدة التي أعلنها السلطان يوم أمس كلف الدكتور ساجواني بحقيبة الزراعة والثروة السمكية مما يدل دليلا قاطعا أن السلطان مل وضاق ذرعا بالمطبلين والمزيفين وأخذ يبحث عن الصادقين المخلصين ولو إنتقدوا سياسات الحكومة علنا أما صاحب الجلالة. إن التشكيلة الوزارية تؤكد لنا بلا شك تفهم السلطان لهذه اللحظة التاريخية وإدراكه العميق لأبعادها حيث كان إختياره منصبا على الدماء الشابة التي تستطيع مجاراة التغيير والتفاعل معه وعلى المعبرين بصدق بلسان المواطن (ساجواني) الذي هو أداة التنمية وهدفها في سياسات السلطنة.
ولهذا علينا جميعا مواطنين ووزراء ومسؤولين أن نعلم أن التغيير قد حصل في عمان وأن هذه هي بداياته وستختلف المرحلة القادمة عن سابقتها بلا شك فتلك كانت مرحلة بناء الدولة إنشغلت فيها الحكومة بجهود جبارة لا ينكرها أحد على الصعيدين الداخلي والخارجي وإستطاع السلطان بحكمته وبروحه المسالمة أن يحفظ الأمن داخليا ويقيم علاقات متميزة على مستوى العالم . ولكن شابت هذه الجهود بعض الأخطاء من أهمها الفساد الإداري والمالي والمحسوبية وغيرها والتي أدت إلى قيام هذه المرحلة التي نعيشها منذ 25/2/2011 م.
هذه هي مرحلة الوطن للجميع سيحاسب فيها كل من يحاول أن يمس مقدرات البلاد وحقوق المواطنين ولن يتم التغاضي عن زيد اوعمر بعد اليوم . فقد قام الشعب وأصبح لحمة واحدة في المطالبة بحقوقة ومحاربة الفساد والمفسدين ولبى السلطان هذا النداء من أجل وطنه وشعبه. فنعم القائد ونعم الشعب.

الاثنين، 7 مارس 2011

الدستور التعاقدي


قابلت قبل أكثر من سنة من الان أحد المدونيين الالكترونيين الذين يحضون بحضور متميز ومشاركات جريئة في السبلة وفرق وغيرها . وبحكم معرفته بي ككاتب متواضع ذكر لي بأن بعض الناشطين والمثقفين في السلطنة يعملون على إعداد عريضة لرفعها الى المقام السامي بمناسبة العيد الوطني الأربعين يطالبون من خلالها صياغة دستور تعاقدي للبلاد وسيتم طرحها في منتدى الحارة العمانية للراغبين في التوقيع عليها . أخبرته بأنني ليست لدي أية فكرة عن مسألة الدساتير ولن أكون من الموقعين عليها في هذه الفترة على الأقل.
طرحت الفكرة في المنتديات الإلكترونية فوافق عليه البعض وعارضها البعض فيما إنتقدها فريق ثالث وطالب باجراء بعض التعديلات عليها وهي على هذا الحال حتى وصلت إلى صيغتها النهائية بتوقيع خمسين مثقفا بحسب أحد المصادر ومائتين بحسب مصدر آخر بعد ان كان هذا الرقم يزيد او ينقص بحسب وفق التعديلات التي تجرى عليها.
تم رفع الرسالة التي تحمل طلب تشكيل مجلس وطني لصياغة دستورتعاقدي إلى المقام السامي بتاريخ 23فبراير 2011 .حيث سلمت إلى علي بن حمود وزير ديوان البلاط السلطاني قبل إقالته من منصبه وهي متصدرة الان كمطلب رئيسي للمعتصمين في صحار ومسقط وصلالة ومجلس الشورى وغيرها من أماكن الإعتصام .لقد قفزت هذه النقطة إلى السطح بشكل ملحوظ واكتسحت المطالب الأولية التي قامت من أجلها الإعتصامات .
وكقارئ لهذا الوضع ومع عدم إنكاري للدور الذي قام به من شارك في إعداد هذه الرسالة إلا أنني أعتقد أن الذين حركوا الإعتصامات في بداية الأمر ليسوا إلا أولائك الشبان الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت من شح في الفرص التعليمية والوظيفية وغيرها فركبوا القارب المناسب في الوقت المناسب للمطالبة بحقوقهم المدنية والشرعية .
ولم يكد يمر اليوم الأول لهذه الإعتصامات السلمية حتى أبدى السلطان قابوس إستجابة سريعة لمطالب الشباب فأصدر الأوامر السامية الخاصة بتوفير الوظائف ومكافحة الفساد وإقالة الوزراء ولازلنا بانتظار الكثير من المراسيم التي تحقق مطالب الشعب.
من وجهة نظري أرى أن ربط مسألة الدستور بفك الإعتصامات وإقحامها في وسط المطالبات التي تمس حاجات المجتمع الحياتية والانية فيها نوع من القفز على الواقع وذلك لأسباب عدة أهمها ان الزخم الأكبر من المعتصمين لايشكل لهم الدستور هاجسا بقدر ما يؤرقهم الفساد الإداري والمالي للدولة والذي حرمهم من أبسط حقوق العيش الكريم . ولم يتجرأ هؤلاء للتظاهر في عمان إلا عندما ضاق بهم الحال ولم يعودوا يحتملوا وضعهم المزري في الوقت الذي يسبح فيه غيرهم في ملايين الريالات من ثمن البترول الذ هو حق الجميع ، وإلا لما رأيناهم يهتفون أول ما هتفوا بالتوظيف ومحاسبة الفاسدين وسرقة المال العام .كما أن الشعب العماني وهذه حقيقة لامزايدة فيها يتفقون ويلتفون حول سلطانهم بصورة يندر أن تجدها في العالم أجمع . ثم إن إستجابته لمطالب الشعب بهذه السرعة رسخت من حبهم وولائهم له.
ولهذا إذا أتينا للحديث عن صياغة دستور هكذا على جناح السرعة ووضعه كشرط أساسي من شروط فض الإعتصامات نكون قد بالغنا من وجهة نظري بعض الشئ .دعونا واقعيين وأجعلوا من تجاوب السلطان للشعب أمرا ذا شأن يؤتي نتائجه الإيجابية المثمرة . أطلبوا مزيدا من الحرية وفرص التعليم والرعاية الصحية ومكافحة الفساد ودعونا نلتحم ونطمس ملف البحث عن عمل والرواتب الضعيفة الى غير رجعة دعونا نحقق المطالب التي نحتاجها الان في هذه اللحظة ونجعل من الدستور مشروع الشعب المستقبلي.فصياغة الدساتير وتشريعها وإقرارها تحتاج إلى مزيدا من الوقت والالخبراء وقد تحتاج إلى تضحيات لا نريد أن نقدمها الان . دورنا أيها الجيل الشاب تهيئة الأرض كمرحلة أولى وستأتي مرحلتي الزراعة والحصاد قريبا بإذن الله
ثم بعد أن تتقتح أعيننا وعقولنا إلى أبعد من لقمة العيش والسكن الملائم نتحدث حينها عن الدستور ونعرضه على الشعب الذي سيكون مهيئا لفهمه والتصويت عليه بالقبول او الرفض .
وهنا لا أنكر الجهد الذي قاموا به هؤلاء الشبان المثقفون واؤكد لهم أن التاريخ سيسجل أنهم هم الطليعة التي تجرأت ولأول مرة بالتلفظ بكلمة دستور التي لا أبالغ إن قلت أن 80% من الشعب العماني يجهل معناها.