إن من يهدف لبناء أمة صالحة يقضى فيها على الغش والفساد وتقدس فيها حرية الكلمة لابد و أن يقبل بالاخر ويستمع إليه .ولعل مسألة حرية التعبير والرأي والرأي الاخر من أهم المطالب التي برزت في الإعتصامات مؤخرا. ولكنني لاحظت أن الكثير من أولائك الذين يدعون إلى محاربة الفساد ،وجدتهم يتشددون في طرح وجهات نظرهم إلى أقصى نقطة في الشط . فعلى مسرح الإعتصام في صلالة رأيت بأم عيني طرد أشخاص من على المنصة لأنهم يتحدثون بوجهات نظر غير تلك التي ينادى بها المعتصمون، متناسين أن من أهم بنود العريضة التي يرفعونها هو حق التعبير. ومن خلال مشاركاتي على الفيس بوك وغيرها من المنتديات الإلكترونية العمانية وجدت الذين يدعون الى عدم المساس بالمعتصمين يوجهون نقدا لاذعا للجهات الأمنية التي تقوم بدورها في حماية الممتلكات والحد من التخريب الذي جرى في صحار الأيام الماضية في حين يتشدد الذين يطالبون بمحاسبة المخربين إلى حد المطالبة بتطبيق أقصى العقوبات وعدم الرحمة أو الشفقة بهم. أعتقد أن مثل هذا التوجه لن يساعد في بناء بلدنا الذي هو بحاجة إلينا في هذه اللحظة الفارقة من تاريخه، ولهذا على من يؤيد إستمرار الإعتصامات أن يؤكد على سلميتها وعدم العبث بممتلكات الدولة والمواطن وعليه أن يتمتع بروح الأناة والصبر . وعلى من يرى بضرورة إنهاء الإعتصامات أن لا يتجاهل أن بعض المطالب لم تتحقق بعد ومن حق هولاء الإستمرار إلى أن يأتيهم رد بتحقيق مطالبهم أو وعود رسمية بالعمل على تنفيذها . إذن لكي نصل إلى نتيجة مرضية لابد علينا من البحث عن نقطة إلتقاء ... التطرف مرفوض ولن يجدي نفعا أو يبني وطنا .... ألم تلاحظوا أن السبب الذي أدى إلى إعتصام العمانيين دون غيرهم من الخليجيين هو التطرف الذي غيب المواطن وحرمه الكثير من حقوقه طيلة الأعوام الماضية. إذن حق الإعتصام مشروع ويكفله القانون .... ولقوات الأمن كل الحق بل من واجبها الإمساك بالمخربين وحماية الوطن وعلى الكتاب الإلتقاء في نقطة وسط ، لا إتخاذ الإقصاء كنهج لتحقيق الأهداف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق