من أنا

صورتي
صلالة, محافظة ظفار, Oman
قال تعالى"وجعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" صدق الله العظيم.سورة البقرة 143

الأربعاء، 4 مايو 2011

البعث البائس


لم أكن من المتفائلين كثيرا بتعامل النظام السوري مع المتظاهرين سلميا وزاد تشاؤمي مع خطاب بشار الشائخ الخاوي تماما من كل شيء له قيمة . وللأسف الشديد تحققت نظرتي التشاؤمية على أرض الواقع وكانت ولاتزال درعا مسرحها الرئيسي . لم تعد للبعث مقومات حقيقية تمكنه من التعامل مع الأزمات فالحزب كافر بكل يأتي من خارج افكاره .هو مريض بداء الفكر الأوحد وليست لديه أية قدرات في السماع لفكرة ثانية او ثالثه من اي كان حتى ولو كان محمد بن عبدالله. ولهذا كان من الطبيعي أن يتغابى عن التجارب الحية الماثلة أمامه في تونس ثم مصر ثم ليبيا فاليمن وأختار التجاهل لهذه الأحداث العظام مسلكا للتعامل مع وضعه الداخلي . متناسيا أن ما وصل الى سوريا ليس الا امتداد للموجة العربية الهائجة والثائرة على الظلم والطغيان والداعية الى الحرية والكرامة .
وللمتساءلين باستغراب لماذا لم يستفد النظام السوري من تجارب اخوانه العرب فيتعامل مع شعبه باللين وبطرح اصلاحات حقيقية ؟ أقول إن الأمر ليس بالسهولة التي كنا نتمناها فكيف لنظام تأسس على فكرة "أنا ومن خلفي الطوفان"وحكم الشعب بالحديد والنار منذ مايزيد على ال60 عام أن يتغير بين ليلة وضحاها ويتبنى الحوار وقبول الآخر وهو لم يعرف مثل هذا الفكر من قبل . ليست لدى النظام السوري أية قدرات يتمتع بها غير القتل والاعتقال والتشريد وتكميم الأفواه فمن له بالعصا السحرية ليتحول في لمحة بصر إلى أمريكا شرق اوسطية . وهكذا مثلما شب حزب البعث هاهو يشيب على التنكيل بمن لم يرتكبوا جرما إلا ان قالوا ربنا الله ومطلبنا الحرية . بكل برود قتل ما يزيد على 600 سوري واعتقل ما يزيد على الالف ولازالت درعا محاصرة بالدبابات والرشاشات والعسكر .ومثلما نهج بشار نهج اعمامه في تونس ومصر وليبيا واليمن في الاستبداد والقمع والتخويف لابد وان يحذو حذوهم في اختيار الطريق المسدود من خلال كتابة نهايته ونهاية حزبه البائس الظالم بقطرات دماء الشهداء الأحرار . فهنيئا لأهلنا في سورية الحرية وهنيئا لهم شهدائهم الأبرار وهنيئا لهم زوال البعث إلى الأبد .

ليست هناك تعليقات: