حياك هوية تجارية للخدمات المدفوعة
منشور في جريدة الرؤية أبريل2012
حتى لا يتهمني أحد بمحاباة عمانتل والتحيز لها . أود أن اوضح للقراء الأعزاء أن المقال أدناه جاء نتيجة لطلب مدرس مادة الاقتصاد الإداري في الجامعة من الطلبة إعداد موضوع عن مؤثرات الطلب على منتج عماني .
وبدلا من الحديث عن الاسماك أو التمور أو الثروة الحيوانية أو غيرها من الموارد ،كما جرت العادة عند كثير من العمانيين الذين باتوا يرجعون كل شئ إلى الخصوصية العمانية قررت أن أميل قليلا عن الخط لأبحث في العوامل المؤثرة على خدمة (حياك ).
وقد توصلت من خلال بحثي السريع هذا إلى كثير من النتائج أهمها أن (حياك) أصبحت ماركة أو هويه تجارية للخدمة المدفوعة القيمة مسبقا في سوق الإتصالات العماني فكثيرا ما تجد من يطلب خدمة من هذا النوع من الشركات الأخرى يخاطب الموظف " أريد حياك" في حين يكون لها مسمى آخر في هذه الشركة أو تلك . بل وصارت كلمة حياك دارجة على لسان الأجانب الأعاجم قبل المواطنين .
وقد تأكد لي أن (حياك) تكتسح باقي الخدمات الخاصة بالإفراد سواء في عمانتل أو النورس وغيرها من الشركات الأخرى حيث بلغ عدد المشتركين بحسب التقرير السنوي لعمانتل 2011 أكثر من مليوني مشترك من أصل إجمالي المشتركين في خدمة الهاتف المتنقل البالغ (2.277.481.) وهو عدد يقارب سكان السلطنة .
ووجدت أن من أهم الأسباب لهذا الاكتساح سهولة الحصول على الشريحة دون أي تعقيد يذكر بالإضافة إلى العروض المستمرة والتي كان آخرها تخفيض مكالمة (حياك) المحلية إلى 19.5 بيسة في الدقيقة الواحدة عند الإشتراك في خدمة "الأقارب والأصدقاء" .
ومع هذا الذي سبق لازالت نسبة ليست بالقليلة من المشتركين تعتقد أن عمانتل محتكرة وأسعار خدماتها باهظه ولكن الغريب في الأمر أنه بعد جدال محتدم وشبه عقيم معك يتوجه المشترك إلي أقرب صالة ويشتري علبة حياك متجاهلا النورس وفرندي ورنه وسماتل .
ترى من الذي أجبر المليونين مشترك على الإستفادة من هذه الخدمة دون غيرها في ظل السوق المفتوح على أوسع الأبواب، فكر معي ودعنا نحل اللغز معا . ومن يدري أنه في حال إجابتنا بواقعية قد نحصل على رصيد مجاني من حياك لبقية عمرنا الافتراضي !!
الاجابه عندي أننا حتى الان لازلنا حبيسي الصوره الذهنية الاحتكارية وان كنا نخالفها فعليا بالتردد كثيرا على صالات عمانتل . كما أننا لازلنا مصرين على التمسك بالانطباع الأول " وما الإنطباع إلا الإنطباع الأول " كما يقول المثل وهو أمر ليس من السهل تغييرة إذا لم نقرر التعامل معه بواقعية صرفة ، إذن الأيسر لنا أن نستسلم لإزدواجية المعايير التي كثيرا ما تبرز في الأسواق وطرق البيع والشراء فنكيل للشركة بعشرة مكاييل في المساء ثم نبتاع منها ملايين من علب حياك في الصباح .
وقد يكون مكمن الخطأ أن الشركة عاجزة حتى الان في التعبير عن خدماتها بما يضمن ترحيبا حقيقيا نابعا من أعماق قلب المشترك وهي في هذه الحال بين خيارين أولهما أن تعمل جاهدة لتغيير الصورة السيئة أو أن تستسلم لعقدة الخواجة كما يقولون - وهنا هي الشركات المنافسة - بداعي أنها لن تظفر بإستمالة الجمهور قلبا وقالبا مهما تميزت خدماتها مادام المنافس الخارجي موجودا في السوق .
أنصحك اخي بأ ن لا تشتري ( حياك) إلا برغبتك وبقرارك أنت ولكن أن تختارها كخدمه وتدفع أموالك لعمانتل دون غيرها ثم تهتف وترفع الصوت عاليا أن الشركة احتكارية أمرا ينافي منطق سوق المنافسة ، وأول من يجيب عليك في هذا المجال إعلانات شركات الاتصالات الأخرى التي دخلت كل بيت حتى بيت الشعر العماني . أو ليس لديك خبر عن فروعها ومكاتبها .
هذه قراءة سريعة لحقائق توصلت إليها عندما بحثت بواقعية دون ان أضع أية إعتبارات مسبقة أختمها بدعوة أن يكون نقدنا علميا وواقعيا لكي نصل إلى نتائج ذات قيمة فعلية ، ولا يعني هذا الطرح أنني في صف هذا ضد ذاك إنما هي الحقيقة التي لن اتوانى في طرحها متى ما لاحت في ناظري او وقعت بين يدي سواء أكانت في صالح عمانتل وغيرها من المؤسسات أم ضدها .
وفي الختام فإنني ادعوا الشركة العمانية للإتصالات أن تقوم بمكافأة صاحب فكرة (حياك) مكافأة جزيله سواء أكان لا يزال على رأس عمله أم لا وذلك من باب تقدير أصحاب الأفكار الرائعة وتثمينا لولائه للشركة التي باتت صاحبة الملكية الفكرية لهذا المنتج .
ولماذا لا نكافئه وقد جلب على خزينة الدولة مئات الملايين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق