مثلما كان إنتقاد الحكومة أمرا شبه محرم قبل الإعتصامات التي تشهدها السلطنة حاليا فإن الحكم إنتقل بشكل مباشر في عرف المعتصمين إلى تحريم الدعوة إلى إنهاء الإعتصامات ، فالويل والثبور لمن يلمح أو يصرح بهذه الدعوة من قريب أو بعيد.
لقد قلت سابقا أن الشباب الذين شكلوا النواة الأولى لهذه الإعتصامات قد ركبوا المركب المناسب في الوقت المناسب فإلتف حولهم المجتمع لإيمانه بمشروعية هذه المطالب. وقد تجاوب السلطان لحاجات أبنائه الماسة فأصدر الأوامر السامية والمراسيم السلطانية التي من شأنها معالجة الأمر بواقعية تامة وبسرعة قصوى.
ومن خلال متابعاتي لهذا الحدث المفصلي وذلك بالحضور شخصيا الى ساحة الإعتصام في صلالة و بالإتصال مع الإخوة في مسقط وصحار فقد لاحظت في الآونة الأخيرة تململا في المعتصمين وترهلا في الإعتصامات، فالتواجد لم يعد بالقدر الذي كان عليه منذ البداية والحماس بدأ أقل بكثير .
وفي الحقيقية فإنني لا أرى غرابة في هذا ،بل على العكس هو أمر طبيعي جدا وذلك لسببين رئيسين أولهما عامل الوقت الذي طال على المعتصمين قليلا وثانيهما تحقق بعض المطالب المهمة التي ينادون بها .
لقد قام الشعب بشجاعة لم يعهدها من قبل وأنتقد الحكومة بشكل علني وصريح وتجاوز حاجز الخوف الذي كان يسكن كوامن النفوس وتحققت للمواطن الكثير من المطالب التي لم يكن يحلم بها أن تأتي هكذا دفعة واحدة وهذه من أهم ميزات الإعتصامات.
ولكننا في الوقت ذاته فقدنا الشجاعة كمعتصمون في الإعتراف بأن الإعتصامات قد أدت دورها الحقيقي وقد حان الوقت لإنهاؤها برغبة منا والتحرك سريعا للمشاركة فعليا في المرحلة الجديدة مع المطالبة بالمزيد من الإصلاحات كل من مكان عمله وتخصصه، لا أن نكابر في الإستمرارية والأعداد تقل أمام أعيننا شيئا فشيئا.
ولكن من يجرؤ على الكلام ؟ ومن هذا الذي سيضع وطنيته محل شك - من وجهة نظر المعتصمين - بمجرد أن ينطق بأول كلمة تعاكس التيار. قد أكون انا !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق