يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " سورة (ق) . فالكل محاسب على كلامه فهو إما مخلص لله وأمته ووطنه وإما مراء للناس متبجح بعمله . ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف "من بات منكم آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " ولذا وجب علينا شكر نعمة الأمان التي نعيش فيها . ويقول في حديث آخر " إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها " وهذه دعوة إلى الكفاح من أجل البقاء والحياة والكريمة التي ينادي بها المعتصمون في ميادينهم في مختلف مناطق السلطنة .
يحتم علي واجبي الوطني أن أنصح المعتصمين بما أراه نافعا لهم ولوطنهم وما من شأنه أن يؤتي بنتيجة إيجابية فأقول لهم عليكم بما يلي :
1. تثمين الإستجابة السريعة لصاحب الجلالة باصدارة العديد من المراسيم تلبية لمطالب الشعب وخاصة تشكيل مجلس وزراء جديد وإقصاء الوزراء المتهمين بالفساد ،مع الإستمرار في المطالبة بالحقوق الاخرى.
2. ضرورة تشكيل لجنة تمثل المعتصمين تقوم بمناقشة ومفاوضة أي جهة حكومية تأتي إلى ميادين الإعتصام وفق ما يطرحه المعتصمون وذلك لأن أي عمل غير منظم تكون فرص نجاحه قليلة .
3. ضرورة الإنتباه إلى اهمية دور الإعلام وخاصة التلفزيون لبث رسالة المعتصمين وتوصيل أهدافهم والترحيب به ومطالبته بنقل الصورة الحقيقية بوطنية محضة .
4. التركيز في مطالبنا على الفرص الوظيفية المناسبة والرواتب المجزية والجامعات الحكومية والقروض الإسكانية الغير ربحية والرعاية الصحية المثالية وفتح صناديق للزواج في المناطق المختلفة وغيرها من الأمور - التي تضمنتها الرسائل التي إستلمها السلطان - والتي تمس المجتمع بشكل مباشر وتمكنه من العيش بكرامه ويستطيع بعدها أن يفكر في ماهية الدستور وقبوله عن فهم وإدراك لا عن إملاء نخبوي. وأن نجعل من الدستور مشروعنا المستقبلي الواعد .
أناشدكم أن توجهو معي أيها المعتصمون الكرام رسالة الى إخواني جيل المستقبل ، شباب الثانوية والجامعات والكليات الخاصة أن ليل هذا الإعتصام سينجلي ذات نهار وإن طال . ولكنها شمس الغد المشرق على مطالبنا التي تحققت بإذن الله . ولهذا فإنني أدعوكم أيها الشباب إلى التوجه إلى قاعاتكم الدراسية بعزم وإخلاص لله والوطن وأن تستفيدوا من هذا الكم الهائل من المعلومات ومن ثورة التكنولوجيا التي صنعت الثورة العربية الكبرى التي نعيشها الآن .
إعلموا أيها الشباب أن صاحب مشروع الفيس بوك الذائع الصيت (مارك زوكربيرج ) ليس إلا شابا أمريكيا لم يبلغ من العمر إلا 25 عاما وقد فاق عدد المشتركين في موقعه عدد سكان الصين البالغ مليار نسمة . وهو يدير أكبر دولة إفتراضية من حيث عدد السكان على الكرة الأرضية إذا جازت لنا هذه التسمية.
وأعلموا أن مؤسسي محرك البحث العالمي الشهير (جوجل) ليسا إلا شابان أمريكيان في العمر ذاته هما "سيرجي برين" و " لاري بيج" .
لقد أصبح هولاء الشباب يتحكمون بملايين الناس ويمتلكون ملايين الدولارات عندما بذلوا قليلا من الجهد وأعطوا قليلا من وقتهم للعلم .
ياجيل الغد المشرق لاشك أن كل منا سيتوجه إلى مكان عمله ومشاغل الحياة اليومية بعد أن تتحقق مطالبنا .فماذا عنكم أنتم ؟ إما ان تنشغلوا بالعلم فتقودوا الأمة إلى ذرى المجد . وإما أن تنشغلوا بتوافه الأمور فتعودوا بالأمة إلى الحضيض .
آمالنا بكم تصل عنان السماء ... وأنتم جديرون بترجمتها على أرض الواقع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق