توجه الجمعة الماضية معالي الشيخ محمد بن عبدالله بن زاهر الهنائي وزير العدل إلى ميدان الإعتصام بصلالة وكمبعوث من قبل صاحب الجلالة أخبر معاليه أن كل المطالب قد وصلت إلى المقام السامي وقد تحقق بعضها على أرض الواقع والبعض الاخر قيد الدراسة مؤكدا أنه على إستعداد تام لتوصيل أية مطالب أخرى إلى السلطان ولكني أطالبكم إنهاء الإعتصام وأن تعود الحياة إلى طبيعتها وقد رحب المعتصمون بالضيف العزيز وأكدوا له عدم وجود أية مطالب أخرى غير تلك التي وردت في العريضة وأنهم على إستعداد لقلع خيامهم على الفور إذا كان هذا أمر السلطان .وإذا لم يكن الأمر كذلك فنحن ماضون في إعتصامنا السلمي حتى تتحقق مطالبنا. إستقبل المعتصمون الوزير خير إستقبال وتركوا له المجال ليلقي كلمته ثم دار بينه وبينهم حوارا جيدا وإن لم تصل نتائجه إلى المثالية التي ينشدها كلا الطرفين حيث يلح طرف على إنهاء الإعتصام فورا بينما يصر الآخر على تحقيق المطالب بالصيغة ذاتها قبل أن يترك مكانه. ومع أن الضيف غادر دون أن تكلل جهوده بتحقيق الهدف الذي يأمله وبالرغم من أن البعض أصر على ضرورة الإستمرار حتى النهاية أو إلى ما لا نهاية بعبارة أدق إلا أن آخرون رأو بأهمية تثمين إرسال مبعوث خاص لصاحب الجلالة وإنهاء الإعتصامات ومراقبة الوضع . وقد لاحظنا في هذا اللقاء أن لغة الحوار هي التي تسيدت الموقف ولم يرتكب المعتصمون الخطأ الذي إرتكبوه بداية الأمر عندما لم يبدو أي إستعداد لمحاورة ثلاثة من الووزراء بحجة انهم ليسوا مبعوثين رسميين من قبل السلطان . كما تم التأكيد على عدم المساس بالممتلكات العامة أو الخاصة أو اللجوء إلى التخريب وهذه من ميزات هذا الإعتصام . ومثلما إستقبل المعتصمون الوزير وحاوروه حاروا يليق به وبهم وبحجم الموقف الوطني ، ليتهم تحلوا بالكرم وإتصفوا بالشجاعة التي أقاموا بها هذه الإعتصامات وإجتازوا بها حواجز الخوف ، فأعلنوا نهاية الإعتصام إكراما لرسول السلطان مع التأكيد على أحقية مطالبهم وأحقية العودة مرة ثانية وثالثة إلى الساحات والتعبير سلميا متى ما إستدعى الأمر ذلك . ولهذا أقترح على المعتصمين وأنا معهم في صحار ومسقط وصلالة ضرورة منح الحكومة بعضا من الفرصة لدراسة هذه الأمور ويصدروا بيانا يعلنوا فيه رفع الإعتصامات إلى الوقت المناسب الذي يتفقون عليه كأن يكون بداية الخريف مثلا أو بعد رمضان أو مع العودة إلى المدارس أو قبيل إنتهاء العام الحالي وعلينا أن نثق بإمكانية العودة مرات ومرات إلى الميادين في حال لم تتحقق شي من الوعود . ونحن على ثقة بقيادتنا الرشيدة في نهجها الإصلاحي المنحاز إلى الشعب دائما .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق