لا زلت أذكر عبارة الدكتور إبراهيم ضوة في جامعة السلطان قابوس عام 98 عندما أراد أن يحدد إختبار مادة اللغة العربية يوم الأربعاء ، فصاح الطلبة ، لالالا ، معللين معارضتهم بأنهم سيتوجهون ذلك اليوم إلى " البلد" ولا يمكنهم الإستذكار في الليلة التي تسبق ذهابهم إلى مناطقهم فهي مخصصة لحزم الأمتعة وأشياء أخرى غير الدراسة ، فصاح الدكتور بين الغاضب والضاحك "ده يوم الأربعاء عندكوا إنتوا العمانيين حاجة تانية ، هو مش يوم زي بائي الأسبوع "
وهكذا فإن الأربعاء يكبر وتزداد أهميته كلما كبرنا فنحن ننتظره بفارغ الصبر بداية كل أسبوع ، منذ أيام الدراسة الأولى ثم طلبة في الجامعة وأخيرا موظفين ،بل مدراء ومسؤولين ووزراء ،فنحن العامة لا نزيد ولها بيوم الإجازة عن هؤلاء لهذا فقد صار عرفا لدى العمانيين تجنب مراجعة الدوائر الخدمية في هذا اليوم وخاصة في نصفه الأخير وإلا ستعرض نفسك لنظرة إمتعاض أنت في غني عنها
جميل أن يستبشر الناس بهذا اليوم ويستعدون لقضاء إجازة الأسبوع في فرح وسعادة وتفاؤل فالتشاؤم يكاد يكون سمة الأيام الأربعة التي سلفته ، وجميل أيضا أن تقدر جهات العمل العرف المتبع في النصف الأربعائي الأخير مدركة أن في الأيام الباقية متسع من الوقت لإتمام العمل دون تقصير وخاصة إذا أخذنا ببعض الدراسات التي تقول أن عدد ساعات العمل الفعلية للموظف العربي لا تزيد عن ساعتين ولهذا فليس من الخطأ أن نضيف ساعات الآربعاء على باقي الأسبوع
ومن خلال الضرب على هذا الوتر، عملت بعض الجهات على جذب جمهورها بشكل فعال فعلى سبيل المثال لا الحصر، يستقطب مركز خدمات تعليم اللغة الإنجليزية (ELS) الكثير من الطلبة نتيجة حصر جدول الدراسة بين أيام السبت والثلاثاء ،أما الأربعاء فهي للمواطن العماني وهو دون غيره من يقرر النشاط والعمل أو اللا عمل في هذا اليوم.
من هنا تتبين لنا أهمية إن لم تكن قدسية خاتمة الأسبوع الأمر الذي ندعوا معه إلى عدم التشدد في هذه القضية وترسيخها على شكل قانون ثابت كما بات يفكر البعض ،ولكن علينا ان نترك مجالا وفسحة بسيطة لمن إضطرته الظروف لأن يراجع في حاجته في مثل هذا الوقت وأن لا نصدر في حقه حكما مسبقا بقلة الذوق ، وعلى المراجع أن لايكون ثقيلا في التعامل متمسكا بقانون الخدمة المدنية الذي يؤكد على أن التوقيت الفعلي للإنتهاء من العمل هي الثانية في النصف ، فمراعاة العرف أمر مطلوب وله إيجابياته وقد تكون أنت الموظف وغيرك المراجع في الأسبوع المقبل. وعلينا ان لا نجعل من هذا الأمر دعوة إلى التملص من أعمالنا والركون إلى الكسل تحت شعار " يوم الأربعاء " فالعمل يظل مقدسا وفوق كل إعتبار وخاصة إذا ما قورن بسفرات " البلد " ورحلات " صلالة " التي تنتنتهي.!!!
وأربعائكم جميل ولا تنسوا أن تحيوا معي الدكتور إبراهيم ضوة الذي لآ أدري أين رمته الأقدار بعد الثورة المصرية.
وأربعائكم جميل ولا تنسوا أن تحيوا معي الدكتور إبراهيم ضوة الذي لآ أدري أين رمته الأقدار بعد الثورة المصرية.