إلتحقنا ببرنامج ماجستير الإدارة في إحدى الجامعات العمانية ، بدأنا الفصل الأول كحالة أي طالب جديد يسجل مادة ويضيف أخرى بعد إستشارة أحد الطلبة ثم يحذف هذه بعد مشورة آخر ثم يضيف تلك بعد إقتراح لثالث أن مدرس هذه المادة شحيح في الدرجات وهكذا ضم الجدول الدراسي بعد تكرار على قسم القبول والتسجيل مادتين للبعض وثلاثة للبعض الاخر.
أخذ الطلبة يسألون بإهتمام عن طريقة تدريس هذا الأستاذ أو بالأحرى طريقته في إعطاء الدرجات فيما تكاد تكون الأسئلة المطروحة عن ماهية المادة وأهميتها لطالب ماجستير غير موجودة!
بدأنا نتلقى المحاضرات ، ومن البديهي أن يختلف أسلوب هذا المحاضر عن الآخر ، ولكن هذا الأمر لم يرق لبعض الطلبة فأخذ يخبر الأستاذ بطريقة الأستاذ الآخر في التدريس । وبعد شد وجذب تبين لهم أن لكل دكتور أسلوبه الخاص ولا يمكن لآي طالب أن يلقنه طريقة تتوافق مع هواه !
في منتصف الفصل أخذت الواجبات والتكاليف المطلوبة من الطلبة تزداد شيئا فشيئا ، الأمر الذي وقف أمامه الطلبه بكل قوة ، حيث أن وقتهم لا يسعفهم بإنجاز كل ما يطلب منهم ، فهم – على الغالب – موظفين وليسوا متفرغين للدراسة بشكل تام ، ومن الصعب عليهم التوفيق بين عمل مضني طيلة يوم كامل ثم تكثيف في التقارير والبحوث لا يراعي إنشغالهم ووقتهم الضيق !
حدد موعد إختبار المنتصف ومنذ ساعة تحديدة حتى ما بعد الإنتهاء منه ولمدة أسبوعين ويزيد كان جل نقاش الطلبة عن الإختبار ،صعوبته وسهولته ، حجمه وشكله । فانصرف فكرهم من المادة التي يدرسونها إلى تجميع الدرجات وخاصة بعد أن وصل إلى مسامعهم أن النتائج تأتي بعض الأحيان معاكسة للتوقعات تماما!
راج مؤخرا أن الجامعة بصدد تطوير البرنامج بحيث يدرس الطالب المادة الأولى خلال الشهر الأول من الفصل وبعد أن يختبرها يدرس المادة الثانية وهكذا إلى أن ينهي الفصل وعلى الرغم من إيجابيات هذه الطريقة المأخوذة عن الجامعات الغربية والتي تمكن الطالب من التركيز وتتيح له مجالا للتفوق رفع البعض علم المعارضة إلا أن الجامعة أقرت العمل بالبرنامج وذلك لما فيه من صلحة الطالب .
وهكذا غلب علينا التذمر والتشاؤم والإحباط والرفض لكل شئ إلا مانراه وفق رؤانا الخاصة، فتجاهلنا أننا لا زلنا على مقاعد الدراسة وان الكثير مما نطرحه قابل إلى حد بعيد للتصحيح والتعديل إن لم يكن الإلغاء .
تزاحمت علينا الأفكار وكثرت علينا الآراء وصار البعض يخوفنا بالصعوبات ويقرب إلينا الفشل فتناسينا الهدف الرئيسي من الإلتحاق بهذا البرنامج وهو " أن نتخرج قادة إداريين على دراية تامة بالواقع الإداري العماني "
تزاحمت علينا الأفكار وكثرت علينا الآراء وصار البعض يخوفنا بالصعوبات ويقرب إلينا الفشل فتناسينا الهدف الرئيسي من الإلتحاق بهذا البرنامج وهو " أن نتخرج قادة إداريين على دراية تامة بالواقع الإداري العماني "
هذه مجرد ملاحظات قد أكون مصيبا فيها وقد أكون مخطئا ... فإن كان في بعضها شيئا من الصواب فعلينا أن نجعل من العزيمة والهمة والشغف والتركيز والنظرة التفاؤلية للمستقبل دوافعنا في الدراسة وليس من عيب ان نصحح من الأخطاء التي قد تعيق تفكيرنا وتقلل من تحصيلنا العلمي ।
ولا ننسى أخيرا أن نؤكد القول أنه بقدر ما يحتاج الطالب إلى بذل مزيد من الجهد للحصول على شهادة الدراسات العليا بقدر ما يحتاج أن يكون أستاذ المادة متميزا في التدريس منصفا في التقييم قادرا على إحتواء الطالب ممكنا إياه أن يكون محاورا ومناقشا وقائدا متميزا للمستقبل
وهذا دور يقع على عاتق الجامعة ...وأنا مطمئن إلى قيامها بهذا الدور خير القيام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق