لازالت مصر غاضبة ولازال النيل هائج فالأوضاع لم تستقر بعد ومطالب الشعب لم تتحقق ، لم يشفي خطاب الرئيس مبارك الذي جاء في الهزيع الأخير من ليلة الجمعة غليل المصريين فإعلان مبارك عن إقالة الحكومة لم يفهمة هذا الشعب الثائر إلا كمحاولة لذر الرماد في العيون فهمشوه تمام وواصلوا تظاهراتهم المليونية ، نزل الجيش في اليوم التالي لجمعة الغضب الى شوارع القاهرة ومصر بهدف حفظ الأمن في حال قيام المتظاهرين بأعمال تخريب ولكن الجيش فوجئ بأن الشعب تحول إلى درعا بشرية لعصابات عناصر الشرطة والأمن التي تحولت من أجهزة حفظ الأمن العام إلى مجموعات للسرقة والتخريب وبهذا وبتلقائية وطنية أصبحا الجيش والشعب لحمة واحدة فالمتظاهرون ركبوا الدبابات وكتبوا عليها (يسقط مبارك)وصافحوا الجنود ورفعوا علم مصر مع الجيش يدا واحدة
في مساء السبت أعلن حسني مبارك أحمد شفيق رئيس الحكومة ، ولكن الشعب لم يرحب فهو يرى أن هذا تكريس للوضع العسكري والأمني في مصر فشفيق رجل عسكري وينتمي إلى مدرسة حسني مبارك ، وألحق خبر إعلان رئيس الحكومة بخبر نائب رئيس الجمهورية الذي ظل شاغرا لمدة ثلاثين سنة ، ولكنه لم يكن بأكثر قبولا من سابقه وطالبوا بتغيير النظان وبرحيل حسني مبارك।
إن المتتبع لتطور الأحداث في مصر يرى تشبثا لامثيل له من قبل الرئيس مبارك بالسلطة والحكم ويرى دعما مباشرا من أمريكا لحليفها الإستراتيجي الذي يحمي إسرائل ، وليس قرار تعيين عمر سليمان نائبا للرئيس بعد ان إستعصى هذا المنصب على ثمانين مليون مصري لأكثر من ربع قرن إلا لأن عمر سليمان هو جراح الإتفاقيات المصرية الإسرائيلية التي لا يتم توقيعها إلا بعد أن تعرض على الخارجية الأمريكية
إن شعب مصر بلغ أوج غضبه ولم يعد يحتمل هذا النظام المستبد الذي عانى في ظله الظلم والإستبداد والفقر والحرمان من حرية الكلمة و التعبير ولن ينسى المصريين مئات الشهداء ليوم الغضب ليرضوا بحلول مؤقتة لا تلبث أن تختفي ،
إن المصريين يطالبون بمطلب واحد وصريح وهو رحيل حسني ونظامه واعوانه ولحاقهم بجمال مبارك الى لندن وهذا ماسنراه في اليومين القادمين باذن الله