من أنا

صورتي
صلالة, محافظة ظفار, Oman
قال تعالى"وجعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" صدق الله العظيم.سورة البقرة 143

الأربعاء، 26 يناير 2011

أعظم مولود في التاريخ

يطل علينا الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام بذكرى عطرة جليلة، ذكرى يتردد صداها في كل أصقاع الأرض مشارقها ومغاربها. إنها ذكرى مولد حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

لم تكن ولادة الرسول صلى الله وسلم بالأمر العابر الذي يحدث مع أي مولود جديد ،لا ،إنها ولادة ستغير مجرى التاريخ ،فمع ولادته سقطت الأصنام حول الكعبة وتصدع إيوان كسرى وغارت بحيرة ساوة وخمدت نار الفرس التي لم تنطفئ منذ ألف عام.

أراد الله لرسوله أن يولد يتيما لذا كان من الطبيعي أن يترددن نساء البادية في القبول بإرضاعه مخافة الفقر لأنه ليس لديه أب يكافؤهن على تحملهن عبئ الرضاعة والتربية في الصحراء كما هي عادة العرب.
إلا أن هذا الطفل اليتيم كان بركة على حليمة السعدية وأهل بيتها أيما بركة عندما قبلت به رضيعا، فلم يعد للجوع أو للفقر مكان في هذه الدار منذ أن وصل إليها هذا الطفل المعدم.

لم تكن طفولته كغيره من أقرانه وهو الذي يحظى برعاية ربانية محضة و نزع الله عنه الغل والحسد وزرع في قلبه الاطمئنان منذ الصغر وقد شب عليه السلام على الصدق والأمانة حتى عرف بين أهل مكة "بالصادق الأمين" وما إن إكتمل سن النضج عنده ووصل الأربعين حتى أوحى إليه ربه بالرسالة وانه خاتم النبيين ،فكان النعمة المهداة والسراج المنير والشفيع في أمته يوم لاينفع مال ولابنون.

هذا النبي الأمي الذي إختاره رب العزة ليقود العالم لم يكن ليتعالى على قومه بأنه أفضلهم وهو المرسل من قبل الله . بل إنه كان أشدهم تواضعا وهو الذي يعتز بأنه كان يرعى الغنم على قراريط لأهل مكة. وقد إكتملت فيه كل الشمائل الحميدة من حياء ورحمة وشجاعة وكرم وجود وحسن جوار .


هذا الطفل المبارك وذاك الشاب الأمين ثم هذا النبي العظيم أحدث تغييرا في التفكير البشري لا مثيل له ،لذا فلم يكن مستغربا أن تصد دعوته من قبل مشركي مكه وأعوانهم ،لقد أوذي الرسول نفسيا وجسديا وحوصر إقتصاديا وهدد بالقتل مرات ومرات ،ثم عرض عليه المال والملك ليتخلى عن دعوته ،فلم يزده هذا الإيذاء وذلك الإغراء إلا إصرارا وثباتا على إيصال دعوته للعالمين. فكانت قولته المشهورة لعمه أبو طالب(والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ماتركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه).
نعم لقد غير محمدا مجرى التاريخ ،فمن بضعة رجال ونساء آمنوا به في بداية الأمر، ها نحن الآن مليار وثلاثمائة مليون مسلم ولا زال أتباعه في إزدياد مضطرد منذ أربعة عشر قرنا وإلى أن تقوم الساعة .

وليس إختيار المؤلف الأمريكي "مايكل هارت" الرسول على قائمة العظماء في كتابه المشهور(العظماء مائه أعظمهم محمد) إلا لأنه وجده الشخصية الأكثر تأثيرا ونجاحا على المستوى الدنيوي والديني على مر العصور.

والسؤال الذي يؤلمني دائما .لماذا يمر هذا الحدث العظيم على أمتنا مرور الكرام ويقتصر الإحتفاء به على المساجد و الجوامع ونحن في امس الحاجة إلى أخذ الدروس والعبر منه في مدارسنا ومؤسساتنا العامة والخاصة ، بل و حتى في كل تفاصيل حياتنا .ألم يحن الوقت لمراجعة سيرة رسولنا والإستفادة من تجاربها العظيمة التي لن نستطيع إستعادة مجدنا ونهضتنا العربية والإسلامية إلا من خلالها؟ أليس حريا بشبابنا معرفة بعضا من جوانب هذه العظمة بدلا من الولع الجنوني بالممثلين والفنانين ولاعبي كرة القدم ؟


ليست هناك تعليقات: