من أنا

صورتي
صلالة, محافظة ظفار, Oman
قال تعالى"وجعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" صدق الله العظيم.سورة البقرة 143

السبت، 29 يناير 2011

مصر الغاضبة


لم يكن سيادة الرئيس حسني مبارك ووزرائه يتوقعون أن تصل أعداد المتظاهرين في يوم الغضب إلى هذا الحد . ولكن الشعب الغاضب فاجأ العالم بهذا التحرك الرهيب. كنت من الأوائل الذين جلسوا أمام شاشة الجزيرة بعد صلاة الجمعة هنا في السلطنة ومن خلال التغطية المباشرة للحدث لم تكن الاعداد التي رأيتها في بداية الأمر تشيرالى أن المظاهرة ستكون مليونية ، حيث لم يكن المتظاهرين إلى الان إلا أفرادا متفرقين هنا وهناك .
ولكني لم أحتاج إلى المكوث طويلا أمام الشاشة فما هي إلا ساعة حتى بدأت الجموع بالتجمهر في القاهرة وفي السويس وفي المنصورة ثم بعد ساعات عم الحراك كل أنحاء مصر .
إنتشرت أخبار المظاهرات المليونية رغم قيام السلطات المصرية بقطع الإتصالات المتنقلة وخدمات الإنترنت كي تحرم الناس من التعبير والمطالبة بحقوقهم .
بدأ الشعب الوقوف في وجه الأمن الذي بدأ خجولا في بداية الأمر ثم لم يلبث أن قذف بالقنابل المسيلة للدموع ويضرب بالهراوات بل ويدهس بمصفحاته وعلى مرأى العالم من يقف في وجهه .
إقتحم الشعب المحروم من حقوقه مقار الحزب الوطني الحاكم في السويس والقاهرة واختفت الشرطة والأمن وكادت القاهرة أن تدخل في نفق مظلم وإنفلات أمني لولا قيام هذا الشعب المتحضر بتشكل أطواق بشرية حول المؤسسات العامة المختلفة أبرزها المتحف المصري الذي يمثل الذاكرة الانسانية لتاريخ هذا البلد العريق.
نعم تظاهر الناس ورفعوا شعار العدالة والحرية والتغيير ولم يخربوا إلا مقار الحزب الوطني.
كثر أعداد المتظاهرين ساعة بعد أخرى وأخذت أعداد الشرطة والأمن تقل شيئا فشيئا وبحلول الليل أصبحت شوارع المدن المصرية شبه خالية من عناصر الأمن والشرطة . ولولا هذا الشعب الغيور على موطنه لكانت تلك الساعات من الليل كافية لتخريب مصر عن بكرة أبيها.

هتف الناشطين السياسين في القنوات الفضائية وشاركهم الصحفيين والمهتمين النداء أن يلقي الرئيس خطابا يهدئ فيه ثورة النيل الهائج.

أتى خطاب الرئيس في الثلث الأخير من الليل وكأنه لم يكن يعلم بما حصل طيلة اليوم وثلثا الليل . فأين كان الرئيس وإبنه جمال ووزرائه من هذا الوضع هل كانوا يتفرجون ... وهل هؤلاء المتفرجون المختفون هم أكثر وطنية من هذا الشعب الذي وضع يدا على المطالبة بحقوقة ويدا أخرى على أمن مصرها الحفاظ علىمؤسساتها العامة.

ليست هناك تعليقات: