وردني عبر البريد الإلكتروني جدولا يتضمن بيانيات تفصيلية ل52 شهيدا مصريا . تشتمل البيانات على الإسم والعمر والوظيفة ومكان الإقامة . وباطلاعي على هذه المعلومات تبين لي أن أعمار هؤلاء تتراوح بين 14 و45 سنه وهم طلبة في المدارس والجامعات و أطباء وحقوقيون وصحفيين وحملة دكتوراة من مختلف مناطق ومحافظات مصر أقباطا ومسلمين .
وعرضت الجزيرة في حصاد الأحد صورا لشباب في زهرة العمر لفظوا أنفاسهم في ميدان التحرير وغيره من ميادين مصر . شباب قام معبرا عن رأيه بالسلم فهو لم يأخذ السلاح ولم ينضم لمجموعات إرهابية أو عصابات إجرامية . شباب مثقف طموح يعي ما يقول وما يسعى من أجله .
لم يعجب هذا الأمر الأمن المصري وزبانية النظام الحاكم . فأخذوا يطلقون على فلذات أكباد مصر الرصاص الحي ويدهسونهم بالمصفحات والسيارات بدم بارد ليجعلوهم عبرة لمن لايعتبر . ولكن الشعب كان قد ثار ولم تعد تخفه مجنزرات الحزب الوطني. فلم يردع هذا الترهيب والتقتيل أبناء مصر بل دفعهم إلي مواصلتهم ثورتهم المليونية بعزيمة وإصرار .
ورغم سقوط مايزيد على5000 آلاف جريح و 400 شهيد فإن الشباب يأبى إلا مواصلة الثورة حتى إسقاط الرئيس وإن إستمرت الإعتصامات والمسيرات حتى إنتهاء فترة الحكم الحالية في سبتمبر القادم .مؤكدين لكل وسائل الإعلام أنهم ماضون في عزمهم مهما كلف الثمن ولن تذهب دماء إخوانهم الشهداء هدرا.
لقد إتخذ شباب مصر من ميدان التحرير بيتا وملاذا لهم فهم يقضون فيه النهار ويبيتون فيه الليل يأكلون ويشربون ، يقيمون الصلاة والقداس وخطب الجمعة ،بل حتى أنهم يتزوجون ، فقد عقد أحد الشباب قرانه على فتاه وشهد عليه مليونين وليس شاهدين فقط.
كل هذا يحصل والنظام يعاند غير آبه بأم تبكي إبنها أو أرملة تنعي زوجها أو طفل تيتم بينما كان والده يسعي لمزيد من الحرية والعيش الكريم.
خسرت مصر شباب كانوا ممن سيقودنها في هذه المرحلة التاريخية المهمة ولازالت الخسائر تتوالى حتى يتحقق المطلب الرئيسي . ثم يأتي نائب رئيس الجمهورية السيد عمر سليمان ويقول لمن حاوروه بالأمس أن كل شي قابل للتفاوض ماعدا رحيل مبارك. أي منطق هذا الذي يصر عليه السيدا حسني وسليمان وأي حياة هذه التي يرغبان بها على حساب مصر وشعبها وهل تصل بالإنسان الأنانية وحب النفس إلى درجة أن يزج ب84 مليون في أتون الفقر والظلم ليعيش هو هو فقط لاغيره.
ولكن الشباب عازمون على ألا تنازل او تفاوض إلا بالرحيل ، الرحيل ، الرحيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق