من أنا

صورتي
صلالة, محافظة ظفار, Oman
قال تعالى"وجعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" صدق الله العظيم.سورة البقرة 143

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

إسرائل أم مصر

كنت طفلا في الليلة التي عرض فيه التلفزيون العماني في العام 1987 تقريرا مخيفا عن تعذيب الإسرائلين للفلسطينين أثناء الإنتفاضة الأولى ذلك القمع الذي سمي فيما بعد بسياسة "كسر العظام" .
طار النوم من قلبي تلكم الليلة فكلما حاولت أن أغمض عيني تذكرت تلك المشاهد المرعبة لجنود إسرائيلين يطلقون الرصاص على من يقف أمام دباباتهم ، يضربون شبانا وأطفالا ونساء وشيوخا بعصي من حديد ثم يجرونهم معصوبي العينين واليدين الى المصفحات .
ظل معي ذلك المشهد سنوات ، كلما رأيت ما يوحي إلى العسكرية من قريب أو بعيد أتذكر ذلك العنف ويزداد حنقي وكرهي لإسرائيل وجنودها يوما بعد يوم.
في العام 2000 تابعت مع العالم أجمع عبر شاشة الجزيرة مقتل محمد الدرة وكيف ان القناصة الإسرائلي كان يستمتع بالموت البطيئ لهذا الطفل وإنهيار والده الأعزل الذي لم يستطيع الدفاع عنه . وبطبيعة الحال واصلت متابعة الإنتفاضة الثانية التي إندلعت عقب هذه الفعلة الشنيعة وأشتركت في مظاهرة الطلبة بجامعة السلطان قابوس تضامنا مع الشعب الفلسطيني .
وكرهي لإسرائيل يزداد ويزداد.
ومنذ العام 1987 مرورا بالعام 2000 وصولا الى2011 شاهدت الكثير من الأحداث التي توثق إجرام الدولة الإسرائلية والظلم والقهر الذي يتعرض له إخوتنا في فلسطين .
وكرهي لإسرائيل ولأمريكا وبريطانيا والأنظمة العربية المتخاذلة والخونة من فلسطين يزداد ويزداد.
وكوني قليل الخبرة في فهم سياسات الدول وأنظمة الحكم لم أضع في بالي أن مثل هذا العنف والإجرام سيتكرر في دولة غير إسرائيل وأن الدول العربية والإسلامية أبعد ماتكون عن هذا الأمر.
ولكن الثورة المصرية غيرت من نظرتي هذه ووسعت من خبرتي بعض الشئ . لقد رأيت على شاشات التلفزة قناصا يقتل بدم بارد شابا أعزل من الإسكندرية. ورأيت مصفحة مصرية ترش آلاف المصلين على أحد جسور النيل بالماء الحار ثم تدهس بعضهم وكأنها تدوس قطعا من الأخشاب . ورأيت سيارة بيضاء اللون تقول القنوات الفضائية أنها تابعة لإحدى الهيئات السياسية تأتي مسرعة في وسط الاف المتظاهرين وتقذف العشرات منهم في الجو وكأنها في عرض سينمائي . ورأيت جمالا وخيولا تجري وسط ميدان التحرير لترويع المعتصمين .
مشاهد مذهلة وشرسة وشنيعة أتسائل مع نهاية كل مقطع من مقاطعها . هل هذا يحصل في إسرائيل أم في مصر التي يطالب أبنائها بحقوق مدنية وهم عزل لايرفعون سلاحا.

ليست هناك تعليقات: